صباح الخير لتشرين الأول صباح الخير لكل الناس الذين يعشقون فلسطين ويعشقون شجرة الزيتون
من طقوس تشرين الأول الانتصارات وموسم قطاف الزيتون الذي أحب والذي احن إليه لدرجة الأمل والحنين
اليوم سيبدأ موسم قطف الزيتون موسم الزيت والزعتر البلدي وإبريق الشاي على النار والقهوة العربية التي تتسلل رائحتها إلى أعماق وجداننا, اليوم يحل علينا موسم القطاف والاغاني الشعبيه والصباحات الحلوه (ولمه الحلوه البريئه بين الاهل ) (ولعونه بين اصحاب الزيتون )ونصب القوته المرجيحه للاولاد الصغار والاهازيج والقصائد وزقزقة العصافير التي تغرد للناس فرحه بقدومهم للقطاف الزيتون حتى ان بعض ازهار الخريف تحتفل معنا بالزيتون , انه الموسم الاجمل والاحلى ما بين الفصول الاربعه والمواسم المختلفه للوطن واجمل ما في القطاف هو تجهيز الفطورواعداده وتسخين الاكل على النار المشتعله بين حجرين ويجتمع الصغير والكبير حوله وتحت شجرة الزيتون والدخنه صاعده من كل الحقول .,وهنا يبداء الموسم مع الاغاني الخاليه من الفوضى وينتهي بالاغاني والخير والكعك المعجون بالزيت والسمسم
واحلى ما اتذكره السهر في( المعصره) تنتظر دورك حتي ياتي ورائحة الزيت الجديد تملئ المكان ورائحة الجفت تعطيك الدفئ في الشتاء وكما اتذكر اغاني الختياريات جداتنا ايام الزيتون وهن يغنين (على دلعونا وعلى دلعونا زيتون بلادي اجمل ما يكون )حتى الاغاني بهذا الموسم لها روح ورائحه وانتماء واتذكر اشياء كثيره ما زالت ماثله بالعقل واتمنى ان تعود ,فلكل واحد فينا ذكريات وحكايه مع شجرة الزيتون
اتذكر ياجماعة الخير كيف كانت الناس تهتم بشجرة الزيتون صدقا وصلت لدرجة الدلال ومساوتها بالاولاد اما اليوم وللاسف اصبحت شجرة الزيتون وتحديدا الزيتونه القديمه (الروميه )التي يزيد عمرها عن مئات والاف السنين والتي تدلل على عمق تاريخنا وانتمائنا لفلسطين ولهويه التاريخيه , اليوم هذه الشجره المباركه تقلع من جذورها الممتده باعماق الارض وتباع لليهود والمستوطنين لكي تزرع امام منازلهم لتعطيهم الحق المزيف لوجودهم هنا ...,
ان الاحتلال وقطعان المستوطنين استهدفوا شجرة الزيتون بشكل مباشر واقدموا على اغتيالها واحراقها وتكسيرها واقتلاعها من جذورها والاعتداء عليها وسرقتها كونها تدلل على عمق الحق التاريخي لفلسطين وكونها ترمز للسلام العادل وتدلل على الهويه الثقافيه والوطنيه والتراث والمجد لشعبنا الفلسطيني .,عدا كونها تعطينى الخير المحبه والشرف والكبرياء ايضا تعطينى رمزية البقاء والحق الاصيل .,
ومن هنا اجدد صرختي المدويه لكل الناس بالحفاظ على شجرة الزيتون المباركه ومعاقبة كل شخص يقوم ببيعها والاتجار بها فهذه الشجره بارك الله فيها وكل الشرائع السماويه كرمت هذه الشجره المعطاءه ، لذلك يجب ان نحافظ عليها ونحرم ونجرم كل من يقتلقعها او يبيعها لانها تمثل فلسطين بكل تفاصيلها .
بالامس كانت شجرة البرتقال والليمون في حيفا وعكا ويافا والاغوار وقلقيلة وطول كرم ومرج بن عامر هذه الشجرة التي كانت ايضا بمثابة هويتنا الثقافية في حقلنا الزراعي تم اغتيالها واليوم جاء الدور لاستكمال المخطط الصهيوني باستهداف واغتيال شجرة الزيتون المباركة .
ان شجرة الزيتون الفلسطينة الصامدة التي تمتد جذورها في اعماق الارض ستبقى رمزا لارثنا التاريخي وتراثنا الزراعي والوطني وستبقى ترمز لهويتا ولخضرة الوطن الممتد من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وشجرة الزيتون عنواننا الابدي لفلسطين .
ان شجرة الزيتون فيها الخير والبركة فيها الحب والعطاء والانتماء فيها الزيت الذي نحبه كثيرا فيها الظل الذي نجلس فيه, فيها الامل والحرية والعشق والسهر والعلاقات الانسانية الروحية فيها قطرات المطر ترقص, والندى يحتفل بين اوراقها وعليها تبني العصافير والحمام الرقطي اعشاشها وتربي صغارها, وعندها نحتفل ونرقص ونغني ونشهاهد الصبايا وهن يغنين لموسم القطاف يردتين اجمل من عندهن من الاثواب الفلسطينية وكحل عيونهن ترمز لعشقنا الابدي لهذا الوطن .
لشجرة الزيتون يجب ان نعيد الاعتبار لها وان نضع خطة وطنية لاعادة زراعتها في كل شبر من ارضنا لنصل الى الاراضي المهددة بالمصادرة لنصل الى المناطق الغير مزروعة خطة استصلاح الاراضي وزراعتها بشجرة الزيتون والصبر والرمان والتين لنجدد امجاد اجدادنا الذين رحلوا وهم يحملون اغصان الزيتون شعارا للمحبه والسلام .
ان شجرة الزيتون هي مفتاح السلام يجب ان نحافظ عليها