الصبّارة الراقصة: "الشيء الوحيد الذي في رأسي هو 5 جرامات من الكوكايين، والهروب وحيدا"
تسنيم صعابنة
"بدأت القصة بحديث سيدة بولندية مقيمة في تايوان على مواقع التواصل الاجتماعي عن قصة الصبارة الراقصة التي اقتنتها لطفلها، كهدية يلعب بها، لتكتشف بعد عدة أيام أنها تشتم خلال غنائها بالبولندية، وتنشر عبارات تحفز على تناول المخدرات، وخاصة غناءها حول الكوكايين باللغة البولندية.
كانت المرأة البولندية، التي تعيش في مدينة تايشونج في تايوان مع طفلها، تتجول في سلسلة سوبر ماركت عندما صادفت اللعبة الخضراء "الملائمة للأطفال الصغار" في قسم الأطفال، وقررت شراء اللعبة الطريفة لطفلها الصغير لكي تسلي أوقاته.
وتبدأ كلمات الأغنية البولندية: "الشيء الوحيد الذي في رأسي هو 5 جرامات من الكوكايين، والهروب وحيدا".
الصبارة الراقصة، هي دمية مصنوعة من القماش والقطن على شكل نبات يسمى الصبّار، وتكون باللون الأخضر، وتقوم بتسجيل الصوت وتكرار الأصوات بطريقة فُكاهية، وترقص بشكل كوميدي، حيث أقبل عدد كبير من المشاهير عليها، وتنافسوا في الظهور بها عبر حساباتهم الشخصية، ومواقع التواصل الاجتماعي.
تتميز الصبّارة الراقصة بخفة ظلها، وقدرتها على التسلية، وتحتوي على ثلاثة أزرار أحدهم لتشغيل اللعبة، والثاني لتشغيل الموسيقى والأغاني التي تدعم الرقص والغناء، والثالث لإيقافها، بالإضافة إلى وجود خاصية"USB" لشحنها، وتتشابه هذه اللعبة مع الكثير من الألعاب والتطبيقات المعروضة على الهواتف الذكية.
لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في الترويج للصبّارة الراقصة، حيث أصبح الكثير يتحدث عنها في فيديوهات خاصة، وستوريهات الانستقرام، وأيضًا على قنوات اليوتيوب، فأصبحت حديث الكثير من العرب والأجانب.
"الصبارة الراقصة"، تردد الكلام، ويوجد بها عدد من الموسيقى والأغاني المختلفة التي يمكن سماعها، وهذا هو النوع الأول من هذه اللعبة، أما النوع الثاني الذي يقوم بتشغيل الأغاني فقط، وتعمل ببطاريات شحن، وتتفاعل مع الملمس والصوت، وهذا ما جعلها تتميز وتلاقي شهرة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول بعض الأخصائيين بالصحة النفسية: "أن لعبة الصبّارة الراقصة تسبب العزلة والاكتئاب للأطفال، وعدم قدرته على التواصل بينه وبين أفراد عائلته، والتأثير على النمو اللغوي والعقلي للطفل، ونتيجة تكرار الصبارة للأصوات، فإن الطفل سيقوم بتكرار الكلام والحديث، ما يتسبب في احتمالية اصابته بالإيكولاليا، ("الإيكولاليا) أو الصدوية اضطراباً في عملية التواصل، يظهر بسبب حصول تكرار الكلام مباشرة بعد سماعه أو بعد وقت قصير، تصيب الصغار وتستمر معهم إذا لم تتم معالجتها".
يرى البعض أن الصبارة الراقصة مسلية نوعًا ما، لكن غلاء سعرها يشكل عائقًا في اقتناءها، والبعض الآخر يرى أنها رفيق جيد خلال أوقات العمل، للتخفيف من الضغوط والملل، ويعبر البعض عن رأيه بقوله: أن الصبارة الراقصة تساعد الكثير من الأطفال الذين يعانون من تأخر الكلام والنطق، من خلال المساعدة في تحسين وظيفة الكلام.
يبين بعض الناشطيين أن السبب في عدم تصنيع الصبارة الراقصة محليًا: هو أنها مكلفة نوعًا ما، وسوف تحدث ضجة لفترة قصيرة وبعدها ستُنسى.
"أما عن تسبب اللعبة للطفل في التوحد، والاكتئاب، أكد طبيب واستشاري نفسي، أنها لا تصيب الطفل بالتوحد، لكنها تجعله منعزلًا وغير متفاعل مع المجتمع، كما أنها تتسبب في زيادة الاكتئاب والتوتر، وتؤثر سلبيَا على مهاراته وسلوكه."