قال مراسل الجزيرة إن مقاتلي حركة طالبان يمشطون ولاية بنجشير بعد إعلان سيطرتهم الكاملة عليها أمس الاثنين وانتهاء الحرب في أفغانستان، غير أن أحمد مسعود قائد ما يعرف بجبهة المقاومة الوطنية أكد أن قواته ستواصل القتال.
وأوضح المراسل حميد الله محمد شاه من كابل أن الأنباء الواردة من بنجشير (شمال شرق) تشير إلى أن المقاتلين الموالين لأحمد مسعود قد تفرقوا في جبال وأودية الولاية ذات التضاريس الجبلية الوعرة، لافتا إلى أنها تضم 22 واديا.
وأوضح أن عددا من قيادات الحكومة المنصرفة أخذوا معهم طائرات وأسلحة ثقيلة عندما لجؤوا إلى بنجشير حين دخلت طالبان إلى العاصمة كابل منتصف الشهر الماضي، وقال إن الحركة تسعى لجمع تلك المعدات العسكرية وضبط الأمن في الولاية.
وقد أقر أحمد مسعود قائد "جبهة المقاومة الوطنية" في تسجيل صوتي نشر أمس بسيطرة طالبان على بنجشير، لكنه أكد أن قوات المقاومة ما زالت في الولاية وستواصل قتال طالبان، كما طالب المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بالحكومة التي تشكلها الحركة.
وذكر مسعود أن عددا من أفراد عائلته سقطوا قتلى وجرحى في المعارك مع مقاتلي طالبان خلال الأيام الماضية.
انتهت الحرب
من جهته، أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أمس أن الحركة انتصرت في بنجشير، لتكتمل بذلك سيطرتها على كل أراضي أفغانستان.
وقال مجاهد في مؤتمر صحفي بكابل الاثنين إن "الحرب انتهت رسميا في أفغانستان"، وسعى لطمأنة سكان بنجشير بأنه لن يكون هناك أي تمييز ضدهم.
تشغيل الفيديو
وأضاف أن عددا كبيرا من المسؤولين السابقين غادروا بنجشير إلى الخارج، وأشار إلى أن طالبان حاولت بصورة جدية حل مشكلة الولاية سلميا لكن جهودها فشلت، على حد تعبيره، مؤكدا أن من خرجوا من بنجشير وأفغانستان يمكنهم العودة في أي وقت.
وقال المتحدث إن طالبان ستشكل حكومة تصريف أعمال كي تكون هناك فرصة لتعديلها وتحسين أدائها.
بين الصين وأميركا
وفيما يتعلق بالشؤون الخارجية، أوضح مجاهد أن علاقة الحركة مع الصين قوية، وتريد التعاون معها من أجل تنمية البلاد، وقال إنهم يتوقعون أن تعترف بكين بالحكومة الجديدة.
وذكرت وكالة طلوع نيوز للأنباء أن السفير الصيني لدى أفغانستان وعد بتقديم مساعدات إنسانية، وذلك خلال لقاء مع مولوي عبد السلام حنفي المسؤول الكبير في طالبان بالعاصمة كابل أمس الاثنين.
من ناحية أخرى، سئل الرئيس الأميركي جو بايدن أمس إن كانت الولايات المتحدة ستعترف بحكم طالبان، فقال للصحفيين بالبيت الأبيض إن "هذا بعيد للغاية".
وتقول القوى الغربية إنها مستعدة لإرسال مساعدات إنسانية لكن الاعتراف الرسمي بحكم طالبان سيعتمد على تشكيلة الحكومة الجديدة في كابل.
-الجزيرة
