الرئيسية / مقالات
السبق الصحفي بين الألم والحقيقة
تاريخ النشر: الأحد 12/09/2021 08:01
السبق الصحفي بين الألم والحقيقة
السبق الصحفي بين الألم والحقيقة

أميمة صوالحة
وانت تقلب عينيك في صفحات مواقع التواصل الإجتماعي تبحث عن نسخٍ ولصقٍ سريع مبتغيًا "اللايك والشير" تذكر عوائل توصل الليل بالنهار بحثًا عن خبر يسد رمق شوقهم .
الخبر ليس قصة تروى بل هو عبارة عن أشخاص وأحداث صنعها أناس لربما كانت بدمائهم أو عرقهم وكثيرٌ من آلامهم ليصلنا خبرًا مقتضباً أو مسهبًا تترتب كلماته الأنيقة على أسطر الصفحات لكن إذا أمعنا النظر بها قليلًا نجدها أشخاصًا أحياء عاشوا هذا الخبر بكل آلامه ونكبته ومصابه، ليكون هذا الخبر هم ويكونوا هو فالأحداث في نهاية المطاف قصص أشخاصٍ حقيقيين يعيشون بيننا .
تتسارع الاحداث اليوم ويرد الكثير من الأخبار في الساعات الأخيرة عن وضع الأسرى داخل سجون الإحتلال، لكن وضع الأسرى ليس كأي إنسان طبيعي يسير في الشارع أو يجلس على أريكته يتواصل مع عائلته بشكل تلقائي، فالأسير يغوص عميقًا في غياهب الجب وتحجبه المسافات والفولاذ والجدر والسجان، فعندما نتناقل خبرًا ما عن الأسرى بقصد أن تدوس عشرات الآلاف من الأصابع على زر "اللايك" أو لتلتفت إلينا الأعين إعجابًا بهذا السبق، ننسى أن أحد طرفي هذا الخبر هم أهلٌ وزوجاتٌ وابناءٌ يحفرون بأظافرهم صخر المجهول ليصلوا إلى أي خبرٍ عن أحبائهم .
في هذه الأثناء على كل صحفي ومواطن في ظل انتشار صحافة المواطن أن يضع نفسه مكان أم توصل الليل بالنهار باكية ساهرة منتظرة ولو كلمة تطمئن فؤادها علها تظفر بمكالمة من هاتف مهرب داخل سجون الاحتلال، أو زوجة كانت تعد الأيام وتجهز أرتب الهندام لزيارة زوجها والتي حرمت منها بسبب الأحداث الراهنة.
إن أخلاقيات العمل الصحفي والإنسانية قبل ذلك تجعل مسؤوليتنا في نقل أخبار الأسرى أكبر وأثقل على كاهلنا .
وفيما يتعلق بالنقل عن الإعلام العبري عجبت ممن يضع بيده خنجر عدوه على عنقه، فعلى مر التاريخ تصارعت البشرية بأنواعٍ لا تعد ولا تحصى من الأسلحة ونتناسى أن أشد هذه الخناجر فتكًا وسمية خنجر الإعلام، فالاعلام الصهيوني لم يكون يومًا نزيهًا ولا محيدًا ولا صادقًا، بل هو كتيبةٌ أمنية تتبع جهاز الشاباك، وليس من الممكن لمعلومة صغيرةٌ أو كبيرة أن ترشح من خلاله إلا بموافقة الرقابة العسكرية، والتشديد الأمني على الأخبار له هدفين: الأول الحفاظ على معنويات المجتمع الصهيوني لمنح إحساس الأمان والتفوق وجبروت المنظومة الأمنية لأن نصف الانتصار هو القناعة المسبقة به، ثانيًا : تمرير أخبارٍ للفلسطينيين تتنوع ما بين تفتيت الجبهة الداخلية وبث الشائعات ونشر ما يسمى الطعم الاعلامي، بهدف تحريك معلومات معينة، قد تؤدي إلى أطراف خيوط لمعلومات أمنية .
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017