نابلس من ضحى شريم
عقربا هي بلدة فلسطينية عريقة تابعة لمحافظة نابلس، تقع على بعد 18 كم جنوب شرق المدينة، ويبلغ عدد سكان بلدة عقربا حوالي 18000نسمة، تعتبر عقربا من أكبر البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، إذ تبلغ مساحة أراضيها 144560 ألف دونم، حيث تطل هذه الأراضي على الأغوار، حيث تمتد من الشرق حتى نهر الأردن، فبلدة عقربا محاطة بالعديد من القرى والبلدات الفلسطينية، فمن الغرب تتصل أراضيها مع أوصرين وقبلان وبيتا، ومن الجنوب مع مجدل بني فاضل وقصرى وجوريش، ومن الشمال تجاورها يانون وبيت فوريك.
عرفت بلدة عقربا باسم " ام السبع حمائل "؛ إذ يذكر أن حمائل القرية كما عُرفت سابقاً سبع، إلا أنها اليوم ست حمائل، ويختلف كبار السن في البلدة حول اسم الحمولة السابعة، وسبب رحيل أبنائها ودمجها مع حمولة أخرى، حالياً يتوزع سكان البلدة على ست حمائل وهي: بني فضل، الديرية، بني جابر، بني منيه، بني جامع، الميادمة.
الاستيطان وانعكاسه على عقربا
يقول رئيس بلدية عقربا " غالب ميادمة ": " كانت عقربا مركز لعدة تجمعات في المنطقة المحيطة عبر السنين، فلهذا السبب كانت محط أطماعٍ للاحتلال، إذ اغتصب جزء كبير من أراضي عقربا التي تقدر بحوالي 150 ألف دونم، وإذا أضيف لها خربة يانون أصبحت 180 ألف دونم، كما كانت أول عملية طعن في أراضي عقربا وفي أبنائها أن هذه المنطقة للتدريب العسكري والطيران.
ويشير الى ان هذه التدريبات خلفت عدة شهداء من ابناء عقربا، لأنها تركت القنابل والألغام والمتفجرات في أراضي البلدة، التي تعتبر نشاطاّ زراعياً والكنز لأهالي البلدة.
ويتابع ميادمة عندما جاء الاحتلال سيطر على جميع الأراضي وزرع فيها القنابل، فهناك 7 شهداء استشهدوا بسبب القنابل، بالإضافة إلى طردهم للناس من أراضيهم، أصبح الأن في بلدة عقربا نقص في الثروة الحيوانية، إذ كان آخر اعتداء للمستوطنين على راعي أغنام في عقربا، قبل أيام قليلة حيث هجم عليه 3-4 مستوطنين من " يتمار " وضربوه ضرباً مبرحاً، وتم الاعتداء على أغنامه، وتم نحر أحد الأغنام بشكل جزئي وبقيت على قيد الحياة، لكنها أصرت على الحضور ولحاق القطيع من يانون إلى عقربا رغم الاعتداء الذي حدث لها، وتم إبلاغ الارتباط الفلسطيني .
ويروي ميادمة أن المشكلة الأساسية هي مصادرة الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية في البلدة، ويتم أيضاً زرع مستوطنات على أراضي عقربا، وتقسيم المناطق إلى وحدات يمنع تجاوزها، حيث يحاولون ابناء بلدة عقربا التواجد في أراضيهم والدفاع عنها رغم محاولات المستوطنين لمصادرة الأراضي.
ويبين ميادمة أن خربة يانون هي خربة محاطة بالكامل من جميع الجهات بالاستيطان، وأيضاً خربة الطّويّل التي تعتبر هي العاصمة للأغوار إذ تم هدم بيوت كثير من سكان الخربة، مع ذلك هناك قسم من ابناء عقربا يكافحون ويناضلون في الأراضي، لأن هذه الأراضي لها تاريخ عريق ومميز، ففيها ولد الآباء والأجداد، ففي كل موقع أسماء ترسم حكاية الأجداد وتاريخهم فهي مسمية بأسمائهم كخلة موسى، وخلة أبو فرو.
الاوامر التي تتعرض لها عقربا كبلد فلسطينية
ويقول مدير مركز القدس للاستشارات القانونية وحقوق الانسان ساهر صرصور أن الاسرائيليون يستخدمون اكثر من أمر بهدف الاستيلاء على أراضي عقربا بحجة أنها ارض غير مستخدمة من 5 سنوات فما فوق، فأول أمر هو القانون العثماني الذي يرى أن الأرض غير المستخدمة من 5 سنوات فأكثر يجب أن تكون للدولة، والأمر الثاني هو أوامر وضع اليد وتكون مؤقتة، ومدتها من 3-5 سنوات قابلة للتمديد حسب مقتضيات مصلحة الاحتلال، ويتم من خلال هذا الأمر التلاعب ومصادرة الاراضي.
ويضيف صرصور أن هنا أيضاً أوامر عسكرية منها: أوامر تحظر على السكان الدخول أو الخروج من المنطقة، وأوامر تسمح للسكان فقط الدخول والخروج من المنطقة، فهذه الأوامر ممكن للاحتلال التلاعب بها لأنه لم يحدد من هم السكان ويؤدي هذا الى وجود عنصرية وتمايز تجاه المستوطنين والفلسطينيين.