الرئيسية / مقالات
صرخة أنثى بقلم:لينه ذوابة
تاريخ النشر: الجمعة 10/10/2014 07:37
صرخة أنثى 	 بقلم:لينه ذوابة
صرخة أنثى بقلم:لينه ذوابة

  

  في أركان متفرقة من هذا المجتمع توجد صرخات أنين أنثوية، بعضها يُخفَت ويُغيَب بصوت صاحبه الذي يعاني من متلازمة فرض سطوته الذكورية عليها .

والبعض الأخر يُسمع، ومن ما سُمِع صرخة أنثوية تعلو قائله:

 

   فلتعلم أنني أنثى ضعيفةٌ بنظرك لكني قوية بوجودها ...مكسورةٌ بفكرك عظيمه بكيانها. أنا لم اخلق للإنجاب فقط ولا لأن أكون خادمة تحت أرجل احد.

  فلتعلم أن المرأة ليست سجادة تضعها في بيتك لتبليها من خلال دعسات فكرك الرجعي وعاداتك الذكورية البالية...أنا لست مضمونا لعباراتك الرنانة  بالمساواة التي يعلو بها صوتك خارجاً.. ويعلو عليها صوتك وسوتك داخلاً.

 

 

  أنا أنثى حين أنادي بالمساواة فانا أنادي  بالمساواة المعنوية لا العملية ، أنادي بأن يتم احترامي وتقديري، بأن يُحفظ كياني ويُنظر إلى إبداعي، أنادي بان لا يُنظَر لي على أنني جسد فقط.

 

 

   أنا أنثى أُلبست ثقافة العيب وعُلمت مبدأ الممنوع بدون مسوغ فقط لأنه ممنوع أصدِر بمرسوم ذكوري ....أنثى غُيبت عن ساحة النقاش ووضِعت تحت القرار...أنثى احقن دماغها بان أهم طموحها العريس وان كلمه "عانس"وصمة عار على جبينها ...أنثى يردد على مسامعها بان مكانها الوحيد والأخير هو بيت زوجها حتى وان فقدت احترامها وذاتها فيه فلا مفر لها إلا أن تبقى مغروسة الوجود فيه ومنزوعة الكرامة منه.

 

   أنا أنثى مربوطة القرار دراسياً،مكبلة القرار عملياً ...أنثى مذنبة إن تم التحرش بها ،محقوقةٌ إن طلقت، منبوذة إن اغتصبت، منقوصة مهملة إن عانت من مرض أو تشوه خلقي.

 

   أنا أنثى إن تكلمت استُهجِنت وهوجِمت، وإن كانت قويه القرار والوجود استُرجِلت. ودائما ما أسمع "بان الرجل لا يحب المرأة القوية"ولكن الصحيح بان الذكر من لايحب المرأة القوية، لكن الرجل هو من يصنع امرأةً قويةً سواء أكان أباً أم زوجاً.

 

   يصدع القلب حسرة ويقف العقل حائرا ومتسائلا عن ماهية العقول التي تمارس العديد من الممنوعات الذكورية بحق إناثها والتي يعجز مجتمعنا الذكوري الأصل على استيعابها لمدى شذاذتها، والأجدر أن تعلموا أبناءكم كيف يقدرون نساؤكم لعل مثل هذه الصرخات الأنثوية تجد ميناء سلام لها يمحو أنينها ويحولها إلى ترنيم عذبة تشكر لكم رجولتكم. 

المزيد من الصور
صرخة أنثى 	 بقلم:لينه ذوابة
صرخة أنثى 	 بقلم:لينه ذوابة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017