الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
بيرزيت.. حكاية بلدة احتضنت وطنها وساوت بين أبنائها
تاريخ النشر: الأربعاء 06/10/2021 18:34
بيرزيت.. حكاية بلدة احتضنت وطنها وساوت بين أبنائها
صورة سنابل صالح

أصداء_نابلس

تقرير: سنابل صالح
إلى الشمال من العاصمة الفلسطينية المحتلة وعلى قمة تلة تتربع بلدة بيرزيت، هذه البلدة التي يعود تاريخها الى مئات السنين، احتضنت ثوار الوطن وحمتهم من المحتل الغاشم، تمسكت بقيمها وتقاليدها وبقيت محافظة على تراثها الحضاري الى يومنا هذا.
أصل التسمية:
لم تكن تسمية بير زيت بهذا الاسم من فراغ، وإنما كان دلالة على ما اشتهرت به عبر تاريخها، فوفقا لمدير جمعية الروزنا رأفت جميل أن تسمية بيرزيت جاءت من خربة رومانية بيزنطية توجد في البلدة، وسبب آخر هو أنه كان يستخدم الزيت في بناية مرافقها _عملية جبل خلطة البناء_ وذلك لوفرته بكميات كبيرة نجد أن الاحواش الموجودة في البلدة كل منها يحتوي على بئر للزيت لحفظ كميات الزيت الكبيرة التي كانت تنتجها البلدة اذ تحتوي على ستة آبار للزيت وتسع معاصر ما بين مد وحديث ونصف حديث .
الموقع الجغرافي:
تعتبر بلدة بير زيت ذات موقع جغرافي مهم، اذا تشكل نقطة ربط بين مدينتي نابلس ورام الله، فهذه البلدة تقع على بعد 25كيلو متر الى الشمال من مدينة القدس، وتعتبر من احدى ضواحي مدينة رام الله التي تبعد عنها 10 كم شمالا، و ترتفع 770 متراً عن سطح البحر، وتحدها أراضي قرى جفنا وعطارة وبرهام وأبو شخيدم.
وتبلغ مساحة أراضي بيرزيت حوالي 15ألف دونم ومساحة كبيرة منها مزروع بأشجار الزيتون.
الحياة في بيرزيت:
كغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية احتضنت بيرزيت أبنائها وزرعت فيهم القيم والأخلاق التربوية، أنشأتهم على حب وطنهم والتضحية من أجلة، حتى كانت مقر الجهاد المقدس عام 1948.
غرست في نفوس أبنائها حب الغير والتسامح في ما بينهم، فهذه البلدة يسكنها حوالي 5000نسمة شخص، وتحوي على ست عائلات أربعة منها مسيحية.
عند زيارتك لبيرزيت لن نفرق اذا ما كان الشخص الذي أمامك مسيحي أم مسلم، ستعرف فقط أنه عربي فلسطيني، بيوتها المتلاصقة توصل لك رسالة المودة والأخوة ما بين الأديان، حتى أطلق البعض عليها اسم البلدة المسيحية الاسلامية، هنا كنسية وهنا مسجد، هنا مدرسة وهناك جامعة هذه الحياة في بيرزيت.

معالم بيرزيت:
تحوي بلدة بيرزيت على عدد من المعالم والمؤسسات المهمة والتي لها شأنها في المجتمع الفلسطيني وتخدم فلسطين عامة وبيرزيت خاصة، اذ توجد فيها بلدة قديمة يعود بناؤها الى عام 1780 وأول بيت بنيها هو الخان المملوكي، ويتراوح الطراز المعماري لهذه البلدة ما بين الطابع المملوكي والعثماني.
وتحتضن بيرزيت واحدة من أعرق جامعات الوطن جامعة بيرزيت التي يقصد الطلاب من مختلف المدن الفلسطينية.، وبالإضافة الى الجامعة تحوي بيرزيت المسجد العمري وثلاث كنائس يقصدها المسيحيين وتقام فيها طقوسهم الدينية المختلفة.
كما تحوي البلدة على عدد من المؤسسات كمؤسسة الأنوف الحمراء ومدرسة سيرك فلسطين وجمعية سيدات بيرزيت وجمعية الروزنا وغيرها.
جمعية الروزنا للتراث المعماري:
تأسست جمعية الروزنا للتراث المعماري عام 2007 وفق رؤية ترنو الى إحداث تنمية ريفية مستدامة، والمحافظة على التراث المعماري في الريف الفلسطيني من خلال الشراكة والتشبيك مع عدة مؤسسات محلية ودولية عاملة فب المجال ذاته.
يحدثنا أحد مؤسسي الجمعية السيد رأفت جميل " الروزنا هي كلمة فارسية الأصل وتعني الفتحة او النافذة الصغيرة الموجودة في جدران البيوت القديمة والتي يكون الهدف منها إعطاء الضوء والهواء، وتجسد الروزنا أحد عناصر التراث المعماري الهامة وترمز له كنافذة للآمال والتطلعات ومن هنا جاءت التسمية.
ويتابع" والروزنا" هي جزء من 20 مؤسسة موجودة في بيرزيت تهتم بالتراث المعماري وبالنشاطات الثقافية وتؤمن بتأسيس الائتلافات والشراكات والبحث عن التاريخ المادي والشفوي لأصل الحكاية الفلسطينية"
وقد حققت الروزنا خلال الأعوام الماضية نمواً وتطوراً عبر اقتنائها نهجاً مجتمعياً يستفيد من الموارد والقدرات المحلية بهدف تعزيز السياحة المجتمعية في الريف الفلسطيني، وتحسين نوعية الحياة والوضع الاجتماعي والاقتصادي الفلسطيني للمرأة في المجتمعات الريفية، ويعتبر الاتحاد الأوروبي الممول الرسمي لجمعية الروزنا.
وتتنوع محاور عمل الجمعية من ترميم للمقامات الصوفية وترميم المراكز التاريخية إضافة الى إنشاء مراكز التفسير عدا عن عدد من الأنشطة الثقافية تقوم بها ليبقى التراث الفلسطيني حاضراً في كل زمان ومكان.
أما عن المشاريع التي تعمل عليها الروزنا خلال هذه الفترة فيقول جميل "نعمل حاليا مع الاتحاد الاوروبي على مشروع بالشراكة مع تجمع السياحة المقدسي بالقدس والرؤيا الفلسطينية بالقدس وأيضا مؤسسة شباب بلا حدود تحت عنوان نحو حقوق ثقافية يهدف الى أن تعرف كل مؤسسة ثقافية أن لها حقوق ومدة هذا المشروع ثلاث سنوات ، بالإضافة الى عدد من المشاريع من خلال مسار التراث الفلسطيني مع البنك الدولي تهدف الى تأهيل مسارات وتعزيز مفهوم السياحة المجتمعية في أكثر من منطقة"


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017