الرئيسية / منوعات
الأخصائية النفسية سلمى محمد: "قد تدمر حياتك دون أن تشعر"
تاريخ النشر: الأحد 12/10/2014 13:39
الأخصائية النفسية سلمى محمد: "قد تدمر حياتك دون أن تشعر"
الأخصائية النفسية سلمى محمد: "قد تدمر حياتك دون أن تشعر"

 

خاص بأصداء- إكرام عودة

قد تدفعك بعض العوامل والمشكلات التي تواجهك في الحياة لاعتمار قبعة سوداء فوق رأسك وأن لا تشعر بذلك، فكثرة الانتقادات والتهكم الذي يتعرض له الشخص والخوف والقلق الزائد، والتركيز على نقاط الضعف لا القوة، إضافة لعقد الشخص مقارنات بين نفسه والآخرين وغيرها من العوامل كلها كفيلة بأن تصنع داخل الشخص هواجس لا حقيقة لها وتجعل الشخص ذا نظرة سوداوية ومشؤومة للحياة، وهذا ما يطلق عليه علماء النفس مصطلح "السلبية".

 

وغالباً ما يرى الشخص السلبي النصف الفارغ من الكأس ولا يرى الأشياء الجميلة في الحياة، بل يكون تركيزه منصباً على الأشياء السلبية والسيئة فقط، وينظر للحياة نظرة سوداء لا رجاء ولا أمل فيها، وحول هذا الموضوع قمنا بإجراء مقابلة مع الأخصائية النفسية المصرية سلمى محمد، وفيما يلي نص المقابلة.

س: من هو الشخص السلبي؟

 ج: الأشخاص السلبيين بصورة عامه يعتبرون أنفسهم ضحايا المجتمع، فهم دوماً وبحالتهم الطبيعية غير سعيدين وناقمين على المجتمع وليس لديهم طاقة لفعل أي شيء, ومن الأمور المثيرة للعجب والتي لا تصدق بأن الحيوانات تشعر بالأشخاص السلبين وتتجنبهم, فالقطط والكلاب تشعر بطاقة الشخص السلبي وتتجنبه، ولسوء الحظ فمن الصعب للغاية تغيير الشخص السلبي، ولكن يمكن لأي شخص آخر أن يحمي نفسه من التأثر والانجذاب له.

 

كما أن الشخص السلبي مهما حدث معه من إيجابيات وأحداث جيدة فلا يستطيع التمتع بيومه ويتوقع الأمور السيئة فقط والأحداث الكئيبة خلال يومه.

 

وغالباً ما يكون المجتمع المحيط بالشخص السلبي لا يحبه كثيراً أو لا يفضل الجلوس معه لأن طاقته ضعيفة، وبالتالي لا يجذب الآخرين ولا يجعلهم يحبونه أي أنه مكروه ممن حوله.

 

س: هل السلبية موروثة أم مكتسبة؟

 

جزء من السلبية موروث والجزء الاخر مكتسب نتيجة التعرض للفشل وخيبات الأمل الكبيرة في تحقيق بعض الإنجازات مثل الفشل في امتحان، أو الحصول على وظيفة، أو موت شخص عزيز، وغيرها من الأمور السيئة.

 

وهناك  العديد من الأسباب الكفيلة بإكساب الشخص التفكير السلبي، فكثرة التعرض للإنتقادات والتهكم من قبل الآخرين، وضعف الثقة بالنفس، كما أن المواقف السلبية المتركزة لدى الإنسان من صغره، ومرافقة الأصدقاء السلبيين  كفيلة بجعل الشخص سلبي مع مرور الزمن، حيث أن السلبية  سواء كانت مكتسبة أو موروثة  تشكل عائقا أمام نجاح الشخص، وقد تدمر حياته دون أن يشعر بذلك،  ومن الممكن أن يكون الشخص ناجحا جدا "فعليا" لكن مشاعره أصبحت سلبية نتيجة المتاعب والصعوبات التي واجهها في الوصول إلى الهدف المنشود.

 

ويمكن للسلبية أن تشكل نوعا من العناد لدى الشخص، أو حتى تخلق لديه إصرارا على الأمر بشقيه: الإصرار الإيجابي، والإصرار السلبي.

 

وكما تجدر الإشارة إلى أن السلبية ترتبط بأفكار الشخص ونفسيته، أي تعتبر مشكلة نفسية وعقلية معا، فعلى سبيل المثال الشخص الذي توفي والده ينظر لكبار السن نظرة ألم، والشخص الذى تربي وسط حالة من الانفصال بين الأب والأم يصبح لديه نوع من السلبيه تجاه الكثير من الظروف مع عدم تفاعل بأسلوب إيجابي وسط من حوله.

 

س: كيف يمكن معالجة السلبية في هذه الحالات؟

 

 في هذه الحالة يتم العلاج على الصعيد الإجتماعي والنفسي معا، علما أن تجاهل هذه المشكلة يزيد من نسبة الكآبة عند الشخص مع مرور الزمن، ويمكن أن يؤدي إلى الانتحار أحيانا.

 

كيف نتخلص من السلبية؟

 

السلبية استطاعت أن تغرس أنيابها في الكثير من الأشخاص، لذا لا بد من معرفة كيفية التعامل مع الأشخاص السلبيين وحتى كيفية التخلص من السلبية الذاتية، ففي هذه الحياة ستجد نفسك مضطرا للتعامل مع العديد من الشخصيات ومنها السلبية والمتشائمة، ولا بد من التنويه إلى أن تجنب التعامل مع الأشخاص السلبيين لا يعتبر أبدا الحل الأمثل للسلبية، فبدلا من ذلك عليك محاولة إخراج أفضل ما فيهم وذلك من خلال دعوتهم للمشاركة في أعمال يدوية أو مشاهدة فيلم ذي قيمة نبيلة، أو الخروج للتنزه والتأمل فى الطبيعة، وممارسة "اليوجا".

 

وتعتبر الطبيعة بنسبة 80% عاملا في علاج السلبية، وذلك لأن التنزه والخروج للأماكن الفسيحة الواسعة لها تأثير كبير على النفس فهي تعمل على إذابة الكثير من الشوائب والهموم كالسحابة السوداء عندما ينزل عليها مطرا، لذا أنصح بحسن معاملة مثل هذه الشخصيات، ومحاولة غرس حب الحياة فيهم ، ونصحهم بأن يكونوا إيجابيين مع تجنب إلقاء المحاضرات عليهم حول كيفيه التصرف.

 

واختتمت الأخصائية النفسية حديثها بالنهي عن التشاور مع الأشخاص السلبيين خلال التعامل معهم، لأن ذلك قد يؤدي إلى اكتساب السلبية منهم مع مرور الوقت، وإنما يجب الاستماع لهم فقط دون الفعل، علما أن هذا  لا يمنع من التعامل معهم وتقديم النصح لهم ومساعدتهم في أي اتجاه لخدمتهم.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017