الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
بيتا.. حكاية صمود وتحدي تتوارثها الأجيال
تاريخ النشر: الأربعاء 10/11/2021 11:55
بيتا.. حكاية صمود وتحدي تتوارثها الأجيال
بيتا.. حكاية صمود وتحدي تتوارثها الأجيال

أصداء_نابلس

تقرير: سنابل صالح

الى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس وعلى بعد 13كم تقع بلدة بيتا، التي بات اسمها عنوانا للصمود والتحدي، فعلى أراضيها وعلى مرأى ومسمع كاميرات الصحفيين وأقلامهم سطرت بيتا رسالة للعالم أجمع مفادها أن الأرض هي العرض وستبقى بيتا متمسكة بأرضها مهما كلفها ذلك من ثمن.

ما ان دخلت بلدة بيتا حتى وجدت نفسك بين أصناف الفواكه والخضروات المختلفة مصدرها الأـراضي الفلسطينية، ويقصد هذا المكان _حسبة بيتا_ الفلسطينيين كافة لشراء مستلزماتهم من الخضار والفواكه، اذ تشكل الحسبة مصدر دخل قوي لبلدة بيتا وسكانها البالغ عددهم حوالي 15ألف نسمة.

وبلدة بيتا من البلدات الفلسطينية القديمة التي اكتسبت اسمها من ما كانت تقدمه لزوارها، اذا تذكر الروايات التاريخية أن اسم بيتا جاء من المبيت وبالتحديد المبيت الآمن ، فبمرور القافلات من منطقة الشام الى منطقة غزة ومصر كانت بيتا هي عبارة عن منطقة يبيت فيها الناس بأمان وتطور الاسم فيما بعد لتصبح بيتا.

وعن المناطق التاريخية والأثرية في بيتا يحدثنا نائب رئيس بلدية بيتا موسى حمايل" بيتا بلد قديم جداً وذلك واضح من خلال الآثار الموجودة حولها، ونبدأ بمنطقة الشمال الشرقي حيث جبل العرمة ومنطقة جبل العرمة دارت حولها أحداث خلال عام 2019 وهذا الجبل عبارة عن قلعة تاريخية ويوجد هناك مجموعة من الكهوف، وهذه المنطقة واضح أنه مرت عليها أكثر من حضارة لأننا نرى أكثر من طريقة للبناء لذلك هذه المنطقة مازالت عدد من معالمها ظاهرة وواضحة والجزء الآخر مازال مطمور، وعملنا في الفترة الاخيرة في بلدية بيتا مع وزارة السياحة لإظهار هذه المعالم التاريخية والآن بصدد عمل حديقة أثرية في تلك المنطقة"

ويتابع" يوجد الى الغرب منها خربة عوليم واسمها كنعاني وليس عبري وليس له علاقة باليهود، في هذه الخربة مازالت الآثار واضحة ونتيجة للجهل عند بعض الناس تم تدمير جزء منها لمنع سيطرة اليهود عليها ولكن المعالم العامة لهذه الخربة مازالت واضحة، ويوجد أيضا خربة روجان التي مازالت فيها كهوف ومقابر واضحة جدا وما زال هناك جدران يقال أنها لمسجد ولكن لا نعلم بشكل دقيق اذا كانت تعود لزمن العثمانيين او قبلهم، بالإضافة الى منطقة تسمى البالعة وهي عبارة عن كهف ضخم جدا، وواضح من آثار الترسبات أنها قريبة من مغارة جعيتا في لبنان، ولكن لم يتم حتى هذه اللحظة الاهتمام فيها على الرغم من ضخامتها وحجم الاثار الموجودة فيها حيث أن هذه المنطقة قريبة من الشارع الرئيسي من زعترة باتجاه أريحا ولذلك حتى هذه اللحظة لم يجرؤ أحد على محاولة العمل فيها"

أما عن المياه فيوجد في بيتا عدد من الينابيع وعيون المياه منها عين سارة، عين عوليم والتي مازالت حتى هذه اللحظة قوية جدا ومقام عليها مصنع مياه، عين مغارة _شبه مدمرة  نتيجة لعبث الناس فيها_ عين روجان إضافة الى حوالي 7ينابيع غير مستغلة .

 جبل صبيح:

خلال الفترة الزمنية الماضية بات هذا الاسم محفوراً في أذهان الفلسطينيين عقب الأحداث التي اندلعت ما بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال على هذا الجبل بعد أن أقدمت قوات الاحتلال على عدد من الخطوات هدفت الى محاولة الاستيلاء عليه، حيث يقع هذا الجبل على أراضي قرى بيتا وقبلان ويتما.

يقول حمايل" نحن نعتقد وأثبتنا بشكل عملي بأن هذا الجبل له أصحابه، واستطعنا الحصول على إخراج قيد من الارتباط الاسرائيلي نفسه بملكية الفلسطينيين لهذا الجبل ولدينا الوثائق التي تثبت ذلك، ولكن هناك مخطط استيطاني إسرائيلي للسيطرة عليه، فأهمية جبل صبيح للمنطقة هي أهمية مختلفة تماما، حيث أن المنطقة الآن من زعترة حتى الغرب _راس العين_ هناك سلسلة من المستوطنات فاستطاعوا من خلالها ان يغلقوا المنطقة الغربية من زعترة باتجاه الغرب، والمخطط الان هو من أجل إغلاق المنطقة من زعترة حتى منطقة الاغوار كي يتم فصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها، هذا المخطط الاستيطاني وتصريح  بينت_ رئيس وزراء إسرائيل_ بالأمس" سنقيم المستوطنة كما اتفقنا مع المستوطنين "يعطي أهالي بيتا الحق بتفكريهم من البداية أنه إذا لم تزل البؤرة الاستيطانية أو لم تزل الكرفانات الموجودة رغم خروج المستوطنين بالتالي سيعودون بأي لحظة "

من جانبه يقول المواطن حماد بني شمسه" المواجهات التي تحصل يوميا مع قوات الاحتلال على جبل صبيح بالإضافة الى الارباك الليلي يوميا والمظاهرات السلمية التي تنظم يوم الجمعة من كل أسبوع تأتي قوات الاحتلال الاسرائيلي وتقمع المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز وتقع الاصابات يوميا بما يقارب 30_40 اصابة مؤخراً أما في بداية الاحداث كانت أعداد الاصابات تفوق ذلك عدا عن عدد الشهداء الذين ارتقوا خلال المواجهات"

ويتابع" نقول للحكومات العربية ان شعبنا لازال تحت الاحتلال ودولتنا هي الوحيدة التي لازالت تقع تحت سيطرة الاحتلال منذ 70 عام ويكفي هذا الصمت"

والجدير ذكره بأن الكرفانات مازالت موجودة على جبل صبيح والاحتلال أخلى المستوطنين منها ولكن لا تزال قوات الاحتلال متواجدة داخلها.

جبل العرمة:

يعتبر جبل العرمة أحد المواقع الأثرية الموجودة في بيتا، ويقع هذا الجبل بين أراضي بيتا ويانون وعقربا، ويبلغ ارتفاع الجبل 843م عن سطح البحر وسمي بهذا الاسم نسبة الى خربة العرمة المجاورة له

يحدثنا عن الجبل مدير مركز التاريخ الفلسطيني للدراسات والأبحاث الدكتور مروان الأقرع" أصل جبل العرمة قلعة عسكرية رومانية، والعهد الروماني كان يتميز بإنشاء القلاع على جبال عالية من أجل تأمين الطريق بين الأردن والمناطق الداخلية في فلسطين، ولذلك الكثير من القلاع التي كانت موجودة في تلك الفترة الزمنية هي على قمم الجبال، وتتكون القلعة من سور خارجي وبنايات من أجل مبيت الجنود، وكذلك فيها صهاريج من أجل تخزين المياه وصوامع من أجل تخزين القمح والمواد الغذائية، ولذلك نحن نتكلم عن قلعة رومانية قديمة بقيت هذه القلعة الى يومنا الحالي وبدأت حاليا وزارة السياحة والآثار بترميم المكان وتجهيزه من أجل استقبال الزائرين"

الزراعة في بيتا:

مازالت بلدة بيتا تمارس الزراعة وتحافظ على أرضها التي ورثتها عن الأجداد، يحدثنا عن واقع الزراعة في بلدة بيتا والمعيقات التي تواجهها المزارع محمد خبيصة" بيتا من أقدم القرى الموجودة في منطقة جنوب شرق نابلس، وتعتبر الزراعة من روافد بلدة بيتا الاقتصادية وفيها حسب اعتقادي أعداد من الزيتون هي أكبر رقم من حيث تعداد شجر الزيتون والمساحة فشجرة الزيتون بالنسبة لنا هي شجرة مقدسة يهتم الناس بها ويعتنون بها ويحافظون عليها، واعتماد أهل البلد تقريبا على الزراعة وإنتاج شجر الزيتون، وبالإضافة لها هناك إنتاج لمحاصيل زراعية بسيطة كالقمح والشعير"

ويتابع" مشكلتنا الرئيسية هي الاحتلال، فبلدة بيتا تمتد مساحتها من حوارة الى عقربا الى عورتا في الشمال وقبلان ويتما في الجنوب ولغاية الان بحمد الله لم يتم فيها بناء أي مستوطنة او بؤرة استيطانية ولكن قوات الاحتلال ومستوطنيه لم يتركونا ويحاولون أن يقيموا بؤرة استيطانية ولكن بجهود شباب القرية تمكنوا من أن يخرجوا المستوطنين منها، والان تحاول الحكومة الاسرائيلية الالتفاف على القرار حيث اسرائيل عودتنا على أنها دولة مارقة وسارقة وفوق القانون"

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017