الرئيسية / الأخبار / اقتصاد وأعمال
تغوّل الشيقل على الدولار.. الأسباب والتوقعات لنهاية العام
تاريخ النشر: الأحد 14/11/2021 05:18
تغوّل الشيقل على الدولار.. الأسباب والتوقعات لنهاية العام
تغوّل الشيقل على الدولار.. الأسباب والتوقعات لنهاية العام

يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء
يشهد الدولار الأمريكي في الآونة الأخيرة تراجعاً كبيراً أمام الشيقل الإسرائيلي، رغم ثباته أو تذبذبه بشكل قليل أمام العملات الأخرى، ويرجع المختصون بالِشأن الاقتصادي ذلك إلى أسبابٍ محلية تتعلق بقوة الشيقل، وتحسن الاقتصاد الإسرائيلي.

فيما يرى مختصون آخرون أن تراجع الدولار أمام الشيقل أثر على السوق الفلسطيني، لكن دون أن يكون للسوق دور أو تأثير متوقع أو حالي، كلاعب ثانوي في المعادلة في تغيير سعر الشيقل أو الدولار.

وتشهد أسواق المال الفلسطينية والإسرائيلية انخفاضًا متتاليًا خلال الأسبوعين الماضيين في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الشيقل، إذ وصل إلى ما دون الـ 3.10 شيكلًا، ليسجل أدنى مستوى منذ 20 عاماً.

"قوة الشيقل"

ويُرجع أستاذ العلوم المالية والاقتصادية في الجامعة العربية الأمريكية نصر عبد الكريم، تراجع الدولار مقابل الشيقل إلى أسباب متصلة بأداء الاقتصاد الإسرائيلي، فالدولار ما زال قوياً أمام العملات الأخرى، ويتذبذب في نطاقات ضيقة.

ويأتي ضعف الدولار أمام الشيقل، بسبب البيانات التي تخرج عن أداء الاقتصاد الاسرائيلي.

ويبيَّن "عبد الكريم" في حديث لـ"وكالة سند للأنباء" أن البيانات تشير إلى تدفق كبير، ومتزايد من الدولار الى الاقتصاد الإسرائيلي، عبر بوابة الصادرات الإسرائيلية.

إضافةً إلى الاستثمارات الخارجية وإيرادات الغاز المستخرج من السواحل الفلسطينية، ما أدى لوجود كم هائل في الكتلة النقدية بالدولار في الاقتصاد الإسرائيلي.

احتياطي ضخم من الدولار

ويتابع "عبد الكريم" أن ذلك أدى لزيادة الطلب على الشيقل من المستثمرين والسياح، ما أضعف الدولار أمامه، عدا عن لجوء البنك المركزي الإسرائيلي خلال السنوات الماضية إلى شراء كميات كبيرة من الدولار، وراكم احتياطي العملة الصعبة.

ويقترب تراكم احتياطي العملة في البنك المركزي الإسرائيلي من 140 مليار دولار، والذي أصبح غير قادر على استخدام هذه الأداة للتأثير على سعر صرف الدولار مقابل الشيقل، وفقاً لما ذكر "عبد الكريم".

يقول ضيفنا إن تحسن أداء الاقتصاد الإسرائيلي، يعود في بعض أسبابه إلى تعافي تل أبيب السريع من تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد، والتطبيع مع بعض الدول العربية خاصة الغنية منها.

إضافةً إلى حالة الهدوء السائدة في المنطقة، ما منح المستثمرين فرصة للتحرك أكثر، رغم أن تأثير تدهور الأحداث في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل، على الاقتصاد الإسرائيلي محدودة، كون نزوح الأموال وخروجها من الاستثمار للخارج، مرهون بأحداث كبيرة في المنطقة تهدد مصالحهم.

"لا انهيار للدولار"

يذكر "عبد الكريم" أن معظم الاستثمارات الإسرائيلية تتعلق ببرامج التطور التكنولوجي، والسلع والخدمات التي تعتمد على التكنولوجيا المدنية، والعسكرية بعد أن أعاد الاحتلال هيكلة اقتصاده قبل 20 عام، وركز على الصناعات ذات القيمة المضافة، وترك الصناعات التقليدية التي يعتمد فيها على الخارج.

أما عن تأثير الاقتصاد الفلسطيني على أسعار الشيقل والدولار، يؤكد ضيفنا أن السوق الفلسطيني هامشي، ويستخدم عملات لدول أخرى، ولا يمتلك أدوات التأثير على أسعارها.

كذلك الكتلة النقدية بالشيقل أو العملات الأخرى في السوق الفلسطيني، مقارنة بالكتل النقدية في اقتصاديات دول العالم، هي هامشية وقليلة الوزن، فحجم الاقتصاد لا يتجاوز 15 مليار، مقارنة بإسرائيل التي تبلغ 400 مليار دولار.

ورغم صعوبة التوقع والغموض في سوق العملات، وحساسية أسعار صرفها للظروف المحيطة، يرى "عبد الكريم" أن انخفاض الدولار أمام الشيقل قد يستمر، لكن دون أن يصل إلى مستويات كبيرة.

ويشير إلى أن ما يتم تداوله من انهيار كبير، ووصوله إلى ٢ أو٢.٥ شيقل غير دقيق، إذا أن الانخفاض لم يتجاوز 14 أغورة إلى الآن، ولا خوف من انهيار الدولار.

"تداعيات كورونا"

يرى أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح بنابلس نائل موسى، أن تدهور الدولار مقابل الشيقل يرجع لتداعيات "كورونا"، التي اعتبرها أضعفت الكثير من اقتصاديات دول العالم المتقدمة.

وهذا ما ألجأ اقتصاديات دول العالم إلى سياسات نقدية ومالية توسعية للخروج من الأزمة عبر الإنفاق الحكومي، وزيادة عرض النقود في الاقتصاد، إذ جعلت هذه السياسات عرض النقود عالي جداً، ما أضعف الدولار والعملات الأخرى، على حد قوله.

وفي حديث "موسى" لـ"وكالة سند للأنباء"، يخبرنا أن تل أبيب حصلت على تدفقات مالية كبيرة، وعوائد استثمارات عززت مكانة الشيقل أمام الدولار في الواقع الاقتصادي.

وينفي اتخاذ البنك المركزي الإسرائيلي سياسات نقدية توسعية، ما أبقى الشيقل محافظاً على نفسه أمام الدولار.

"لا تغيير لنهاية العام"

وهل هناك استفادة من هذا التراجع؟ يشير "موسى" الى أن هناك قطاع واسع من المستفيدين من تراجع الدولار مقابل الشيقل من المستوردين، والمعتمدين على التدفقات المالية من الخارج، بيد أن هناك متضررين من المُصدرين، حيث ترتفع سلعهم في الأسواق العالمية بسبب انخفاض الدولار.

ويتوقع "موسى" أن يحافظ الشيقل على قوته أمام الدولار حتى نهاية العام؛ إذ سيضطر الإسرائيليون للتدخل في بداية العام عبر البنك المركزي الإسرائيلي، لإعادة صرف الشيقل لوضع يتناسب مع القدرة التسويقية للاقتصاد الإسرائيلي، في الأسواق العالمية.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017