يعتبر طول المدة الزمنية المطلوبة للوصول إلى المريخ أحد أهم التحديات التي تواجه العلماء في سعيهم إلى وضع القدم البشرية الأولى على سطح الكوكب الأحمر.
الستة أشهر التي تستغرقها الرحلة الفضائية إلى المريخ تضع رواد الفضاء تحت ضغط نفسي وجسدي هائل، هذا عدا عن الحمولة البالغة 400 طن من المواد الغذائية اللازمة لتأمين احتياجات أجسادهم خلال الرحلة.
ولحل هذه المشكلة تدرس وكالة "ناسا" وضع رواد الفضاء في حالة "سبات" كتلك المستخدمة في غرف العناية الطبية الفائقة، والتي تمتد بحدها الأقصى لمدة أسبوع. ولكن في الحالة الفضائية تهدف ناسا إلى جعل حالة السبات تمتد من 90 إلى 180 يوماً لاختصار عناء الرحلة على رواد الفضاء إلى النصف على الأقل. وكذلك في هذه الحالة يتم تقليص الحمولة الغذائية المطلوبة إلى النصف تقريباً.
وعند تطبيق حالة "السبات" على رواد الفضاء، تنخفض درجة حرارة أجسادهم إلى 31.9-33.9 درجة سيلسيوس ما يؤدي إلى انخفاض حاد في معدل نبض القلب والتنفس. وتتم العملية باستخدام انبوب خافض لحرارة الجسم يدخل من الأنف. ويحصل الجسم على حاجته من المواد المغذية عبر الوريد مباشرة. ويتناوب أعضاء الفريق خلال رحلتهم على الدخول في حالة السبات ضمن فترات زمنية يتم تحديدها بحسب تجاوب أجسادهم.
بدأت وكالة "ناسا" فعلياً بإجراء بعض الاختبارات في هذا المضمار، وتعتبر النتائج الأولية واعدة. ولكن الطريق لايزال طويلاً لاعتماد "السبات" طويل الأمد كوسيلة مساعدة في الرحلة البشرية للمريخ.
المصدر: RT + ناسا