الرئيسية / الأخبار / فلسطين
رصاصة تُمزق رئة الشهيد حسين زهران وتُبقي جواز سفره!
تاريخ النشر: الثلاثاء 14/10/2014 13:32
رصاصة تُمزق رئة الشهيد حسين زهران وتُبقي جواز سفره!
رصاصة تُمزق رئة الشهيد حسين زهران وتُبقي جواز سفره!

 طوباس: وثقت الحلقة السابعة عشرة من سلسلة "كواكب لا تغيب" لوزارة الإعلام والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بطوباس حكاية الشهيد حسين محمد زهران، الذي سقط برصاص الاحتلال على مدخل مخيم الفارعة في الخامس والعشرين من تشرين أول 1989.

وتتبعت الحلقة رواية شقيقه الخمسيني محسن، الذي لا ينسى تفاصيل الحادثة، وأعاد رسم ملامح شقيقه بدقة عالية، وسرد اللحظات القاسية التي عاشتها العائلة، التي تنحدر من قرية البرج المدمرة عام 1948، وكانت تتبع طولكرم.
رأس حربة وطائره عمودية
يروي بحسرة: كان أخي متوسط القامة، عسلي العينين، خروبي الشعر، حنطي البشرة، عريض الوجه، ضخم الجثة. وأحب منذ صغره الرياضة، وكان رأس الحربة في فريق كرة القدم، وأتقن كرة السلة والكراتية والكونغ فو. وتفوق في المدرسة، وتعلم في معهد قلنديا بتخصص حساب كميات ومواصفات، وكان ينتظر الحصول على تأشيرة وعمل في الكويت، فأصدر جواز سفر، لكن رصاص الاحتلال كان الأسرع في الوصول له، والمفارقة أنه حصل على التأشيرة بعد عدة أيام من استشهاده!
ووفق زهران، فإن حسن سقط خلال مواجهات مع جنود الاحتلال، اندلعت من وراء البراميل الاسمنيتة التي وضعها الجنود في بوابة المخيم بعد مغيب الشمس، فيما تسلل جندي من بين شجيرات القصاب ليطلق النار عليه من مسافة قصيرة، ويصيب الجهة اليسرى من رئته، بجوار الغشاء البلوري، ثم ينقله الجنود للمعسكر القريب، ولخطورة حالته، تأتي طائرة عمودية لتقله إلى مستشفى (تل هشومير) بتل أبيب.
لحظات عصيبة
يتابع محسن: أسرع لنا الشاب حسن الشافعي، وأخبرنا بإصابة شقيقي، وحين شاهدنا الطائرة، وعرفنا مكان إصابة أخي وضعنا أيدينا على قلوبنا، وعرفنا أن الوضع خطير للغاية، فأنا أعمل ممرضاً. وانتقلت مع عمي وأخي الأصغر إلى المستشفى، ووصلنا بعد انتصاف الليل، وافدنا بخطورة وضعه، واستدعاء طبيب متخصص من خارج المستشفى لإجراء عملية جراحية لأخي. وقد شاهدناه بعد العملية، وعاد إلى الوعي، دون أن يتحدث معنا. وحين سألنا الجراح عن حاله، قال: إن عاش أصدروا له شهادة ولادة جديدة. لكنه فارق الحياة بعد ثلاثة أيام من إصابته، ونقلوه إلى معهد التشريح الطبي في أبو كبير، ولم يسلمونا جثته.
وعاشت عائلة زهران قبل الإعلان عن استشهاده في وضع صعب، فقد كانت تلتصق بالمذياع، تحسباً لخبر يشير لرحيله متأثراً بجراحه، وسألت كثيراً المناوب على هاتف مدير المخيم (الوحيد وقتها بالفارعة) عن أي هاتف وصلهم. ولم تذق العائلة طعم النوم. كما عشنا في قلق إضافي على أخي المطارد سامي، الذي حاول الاحتلال اغتياله مراراً في الفترة نفسها.
يوالي: اشترط الاحتلال أن ندفن أخي مباشرة، وبحضور عائلتنا فقط، لكننا رفضنا، وحين وصل المنزل ودعته أمي، وأرادت أن يبقى طويلًا بجانبه، وخرجت له مسيرة حاشدة، واندلعت بعدها مواجهات، سقطها على أثرها أحمد عبد أعز رفاقه.
آثار باقية
تحتفظ العائلة بصورة حسين وجواز سفره الذي لم يستخدمه، وصوره مع أطفال أخوته، وزملاء العمل في إحدى المطاعم، وملفاته الطبية، وذكرياته، وأحلامه بالسفر والعمل وتأسيس أسرة، ومساعدة عائلته.
والشهيد زهران من مواليد عام 1965، لعائلة من ستة أولاد وابنتين، توفي والده عام 1985، فيما عاشت والدته حسنية عمران عدة سنوات بعده لترحل والحسرة تسكن قلبها.
يقول المربي المتقاعد نافز جوابرة: درسّت حسن عدة سنوات، كان متميزاً في الرياضيات، وكثير الحركة في ساحات المدرسة، ولا أنسى شعره المُجعد، وتعرّقه الدائم حتى في أوقات الشتاء.
ولا تسقط من ذاكرة شبان المخيم ما اشتهر به زهران من صناعة سهام القصّاب لاستخدامها بديلاً عن الحجارة، في مواجهة الجنود الذي كانوا يقتحمون أزقة المخيم، ويعيثون فيها فسادًا.
توثيق
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف إلى أن إعادة سرد حكايات شهداء انتفاضة الحجارة، يساهم في استذكار التضحيات التي قدمها شعبنا، ويعيد بناء القصص الإنسانية التي تراجعت في ظل التحول الحاصل على الشهداء، والتعاطي معهم كأرقام صماء.
وأضاف أن الوزارة ماضية في مساعيها بالشراكة مع جامعة القدس المفتوحة، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، والاتحاد العام للمرأة في إطلاق متحف يعرض مقتنيات الشهداء، ويقدم مشغولات الحركة الأسيرة داخل مركز الشهيد صلاح خلف، الذي كان مركز تحقيق وتعذيب خلال الانتفاضة الشعبية.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017