حذّرت قيادات في الداخل الفلسطيني المحتل من تداعيات تهديد عضو الكنيست الإسرائيلي إيتمار بن غفير لشبان فلسطينيين بالسلاح أمام مرأى الجميع وبتوثيق الكاميرات، مشدّدين على أنّ الداخل الفلسطيني يواجه مرحلة جديدة وضعت ملامحها المؤسسة الإسرائيلية بعد "هبة الكرامة" خلال العدوان على الأقصى وغزة في شهر مايو المنصرم.
وأظهر مقطع فيديو قيام عضو الكنيست بن غفير قبل يومين بإشهار سلاح في وجه شبان فلسطينيين في موقف للسيارات في مدينة "تل أبيب"، وجرى نشره على نطاق واسع في وسائل الإعلام.
ووثّق الفيديو قيام بن غفير بتهديد للشبان الفلسطينيين المتواجدين، أحدهم يعمل في حراسة موقف السيارات، وعند وصول بن غفير، طلب منه ركن سيارته بطريقة أخرى أو بمكان آخر وليس كما فعل، فأشهر عضو "الكنيست" السلاح في وجهه لمجرد معرفته أنّه فلسطيني يتكلم العربية.
تحذير من مرحلة جديدة
وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل كمال الخطيب لوكالة "صفا": "إنّ تصرف بن غفير وإن كان ليس غريبًا على أخلاقه وتصرفاته، لكن الخطير فيه أنّه يخرج من عضو كنيست منتخب من مئات الألاف وله شعبية في الوسط الإسرائيلي".
وأضاف "لا يخفى على أحد أنّ بن غيفر معروف بعدوانيته لكل ما هو مسلم وعربي فلسطيني، فهو من بادر باقتحامات المسجد الأقصى، ومن نصب خيمة أمام منازل الشيخ جراح بالقدس دعمًا للمستوطنين، وهو من قادة المسيرات التي جرت في القدس للعدوان على الأقصى في رمضان المنصرم".
واستدرك الخطيب "لكن أن تصل عدوانيته إلى درجة إشهار السلاح على شخص لمجرد أنّه يتكلم اللغة العربية، ففي هذا تطور وانعكاس خطير لمستوى العنصرية والرغبة في إهدار دم الفلسطيني".
وتابع "هذا عضو كنيست، وهذه الكنيست نحن في الداخل على قناعة تامة أنّها ليست سوى دفيئة لتشريع كل ما هو معادٍ للشعب الفلسطيني من قوانين عنصرية وأشخاص وغيرها".
كما حذّر الخطيب من أنّ اعتداء بن غفير سيشكّل رافعة لمئات المستوطنين الين انتخبوه والذين يحملون السلاح وينتشرون ويتواجدون في جميع مدن الداخل المحتل في الرملة واللد ويافا وفي الجامعات وغيرها.
وتابع "أن يشهر بن غفير السلاح فهذه مقدمة لإطلاق النار من كل مستوطن يسير على قناعة هذا العضو، خاصة في ظل الكشف عن تشكيل ميلشيات وتدريبات استيطانية تقام حول كيفية التعامل وتنفيذ عمليات طعن ضد الفلسطينيين".
وأشار نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل إلى التعديل الذي تمّ على قانون إطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي مؤخرًا، والذي يسمح لجنود الاحتلال بإطلاق النار على حملة الحجارة.
وشدّد محذرًا "نحن في الداخل بمرحلة جديدة جدًا، فيها القتل محمي بالقوانين وبالمؤسسة الرسمية، وبالتالي فإن اليد أصبحت سهلة على الزناد سواء من الجندي أو المستوطن الذي يحمل سلاحًا، وهو يعلم أن هناك من يدافع عنه ويحميه؛ لذلك فإن سماع ضحايا وشهداء أمر وارد جدًا".
تدهور الأوضاع بالداخل
من جانبه، قال عضو الكنيست عن القائمة العربية المشتركة إمطناس شحادة لوكالة "صفا": "إنّ تصرف بن غفير الهمجي الذي يحمل العدائية ضد ما هو عرب يدعم العداء للفلسطينيين على المستوى السياسي ومستوى المستوطنين".
وحذّر شحادة من تأثير هذا الاعتداء على جماعات من المستوطنين لهم دور في الاعتداء على الفلسطينيين، وقد انتقلوا مؤخرًا من المستوطنات إلى مدن الداخل المحتل من أجل هذه المهمة.
وإزاء ذلك، شدّد شحادة على ضرورة تشكيل ضاغطة لوقف هذه الاعتداءات والحيلولة دون تدهور الأوضاع في الداخل، خاصة بعد "هبة مايو" بشكل قد يخرج عن السيطرة، مع العلم أنّ المؤسسة الإسرائيلية غير معنية بالعودة إلى المواجهات والأوضاع المتوترة خلال هبة الكرامة.
وفي وقت سابق، طالبت القائمة المشتركة العربية بفتح تحقيق مع عضو الكنيست بن غفير عقب تهديده بالسلاح للشبان الفلسطينيين.
وتوجهت القائمة برسالة عاجلة إلى المستشار القضائي لحكومة الاحتلال طالبته عبرها بالإضافة لفتح تحقيق جنائي مع بن غفير، بسحب السلاح منه؛ لما يشكله ذلك من تهديد على حياة المواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48.
وحذّرت من أنّ التحريض المستمر والتصريحات الفاشية التي يستمر فيها بن غفير "عمل خطير جدًا ويستفز الناس لما فيه من لهجة تهديد ووعيد تلاه رفع السلاح مما يعتبر تهديدًا واضحًا لقتل وهدر دم الفلسطينيين".
تجدر الإشارة إلى أنه كُشف مؤخرًا عن تشكيل ميلشيات من المستوطنين بعدد من المدن المختلطة في الداخل مهمتها طعن الفلسطينيين، وكشفت فيديوهات موثقة لتدريب هذه الميليشيات في الرملة، كما أكد مسئولون في الداخل في أحاديث سابقة مع وكالة "صفا" أن بلدية الاحتلال في اللد والرملة احتضنت هذه الجماعات ووفرت لها أماكن إقامة.