قد نعتبر المخيخ بمثابة “مُخنا الصغير”, إلّا أنه تبيّن وفي دراسة جديدة أن المخيخ قد لعب دورًا كبيرًا في التطور البشري. فعلى الرغم من أن معظم الفضل في تطور قدراتنا الإدراكية الفريدة يعود إلى القشرة المخية, إلّا أن الاكتشافات الجديدة في مقارنة معدل التطور بين البشر والقرود تقترح أن توسع حجم المخيخ ربما كان له أيضا دورا محوريًا في تطور ذكائنا التقني.
كان يُعتقد أن المخيخ هو أحد الأجزاء الرئيسية المسئولة عن التحكم بالحركة، ولكن في كل يوم تكشف لنا الأبحاث عن وظائف أخرى جديدة تمتد خارج نطاق التحكم الحركي. فعلى الرغم من أنه يُشكل 10% فقط من حجم المخ إلا أنه يحتوي 4 أضعاف عدد الخلايا العصبية الموجودة في القشرة المخية، حوالي 70 مليار.
من أجل اكتشاف دوره الهام في التطور، قام باحثون من جامعة دورهام Durham وجامعة ريدينج Reading بفحص معدلات التغير التطوري في سُلالات الرئيسيات والتي ننتمي لها نحن البشر. الباحثون لاحظوا أن البشر وبعض القردة الأخرى خرجوا عن مسار الإرتباط في حجم المخيخ بالنسبة لحجم قشرة المخ. فقد وجدوا أن المخيخ لم يزداد فقط في الحجم المطلق ولكنه ازداد أيضًا في الحجم النسبي مقارنةً بقشرة المخ.
كنا نعتقد سابقًا أن قشرة المخ هي المحرك الرئيسي للتطور بسبب نموها السريع بين الكائنات المختلفة، ولكن عندما نأخذ بعين الإعتبار حجم الكائن ككل ونقارنه بقشرة المخ، فإننا سنجد أن المخيخ إزداد حجمه بشكل أكبر من القشرة المخية. وبما أن المخيخ يلعب دورا في التحكم بحركة الجسم, فإن الباحثون يرون أن إزدياد حجمه لعب دورا هاما في تطور ما يسمى الذكاء المهني عند الإنسان كإستخدام الأدوات.
أنا أصدق العلم