الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"خريطة تنظيمية" لبلدية الاحتلال تصادر 500 دونم من أراضي القدس
تاريخ النشر: الأحد 23/01/2022 13:20
"خريطة تنظيمية" لبلدية الاحتلال تصادر 500 دونم من أراضي القدس
"خريطة تنظيمية" لبلدية الاحتلال تصادر 500 دونم من أراضي القدس

القدس المحتلة - خــاص صفا
بعد 3 سنوات من رفض المجلس القُطري للتنظيم والبناء الإسرائيلي إقامة مكب للنفايات وحديقة توراتية على أراضي أهالي قرية العيسوية ومخيم شعفاط وشعفاط وبلدة عناتا، تعود بلدية الاحتلال للإعلان عن "خريطة هيكلية تنظيمية" لمشروع استيطاني جديد.

ونشرت بلدية الاحتلال إعلانات لـ"خريطة هيكلية تنظيمية" في قرية العيسوية ومخيم شعفاط، بزعم إنشاء موقع دفن فائض الحفريات في "ناحل أوج"، وتنفيذ استعادة المناظر الطبيعية والتطوير البيئي واستعمالات لرفاهية الجمهور فوقها.

وبموجب هذه الخريطة، تصادر بلدية الاحتلال 500 دونم من أراض أهالي العيسوية وشعفاط ومخيم شعفاط وبلدة عناتا، ومنحت المتضررين مهلة شهرين للاعتراض على الخريطة.

الموافقة على الاعتراض

عضو لجنة أهالي العيسوية هاني العيساوي يوضح لوكالة "صفا" أن مجموعة من المؤسسات قدمت اعتراضًا لبلدية الاحتلال على المشروع قبل 3 سنوات ورفضته.

ويبين العيساوس أن المشروع توقف، بعد أن قدم مستشفى "هداسا" -العيسوية دراسة عن الأضرار الصحية والبيئية من مكب النفايات الصلبة على السكان، وطلب من البلدية في حينها البحث عن موقع بعيد عن أماكن السكن.

ويشير إلى أن بلدية الاحتلال بالقدس التفت على قرار منع المخطط السابق، وأضافت تعديلات عليه من حيث الرقم وتقليص المسافة إلى 500 دونم، لتظهر أنه مخطط جديد.

امتداد لمخطط "E1 "

ويؤكد مدير عام الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس زكريا عودة لوكالة "صفا" أن القرار جزءٌ من السياسات الممنهجة التي تنفذها المؤسسات الإسرائيلية منذ احتلالها للمدينة.

ويبين أن المخطط يعمل على مصادرة مئات الدونمات وتهجير المئات من الفلسطينيين والبدو المقيمين في المنطقة.

ويقول إن المخطط يستهدف منطقة البوابة الشرقية للقدس، وهو امتداد لمخطط مستوطنة " E1" التي تضم 3600 وحدة سكنية، وتمتد إلى مستوطنة "معاليه أدوميم".

ويشير إلى أن المخطط يهدف إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها جغرافيا، والحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية مستقبلاً.

ويوضح عودة أن البلدية رفضت الاعتراض على مخطط إقامة مكب للنفايات والحديقة التي ستتم مصادرتها ونقل ملكيتها للبلدية.

كما جاء في الاعتراض الذي قدمه مركز عدالة والائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين أن المخطط سيؤدي إلى هدم بيوت كثيرة بحجة أنها غير قانونية وتعرقل تنفيذ المخطط.

ويؤكد الاعتراض أنه في حال تنفيذ المخطط يمنع تطوير عناتا والعيسوية، كما سيمنع التواصل السكاني الفلسطيني في المنطقة، ويقطع أوصال المناطق الفلسطينية، في الوقت ذاته، يضمن المخطط تواصلا سكانيا بين مستوطنات الضفة منطقة " E1 " ومنطقة نفوز بلدية القدس.

وينسجم المخطط وإسقاطاته مع جدار الفصل الذي يفصل بين المنطقة السكنية في قرية عناتا وبين أراضي القرية التي تشكل جزءا من المخطط.

من جانبها، عقبت المحامية ميسانة موراني من مركز عدالة على القرار أن اللجنة تجاهلت كليًا تناقض المخطط مع القانون الدولي الإنساني، وذلك لأن المخطط يمس بالممتلكات الشخصية دون أي حاجة حيوية يقدمها للأهالي.

وتؤكد موران أن المخطط يخدم أهدافا سياسية للاحتلال في المنطقة، وعليه فإن الهدف الأساسي منها هو غير شرعي.

وتضيف أن سلطات التخطيط تجاهلت لسنوات طويلة الحاجات التطويرية للأهالي، ودفعت بمخططات لا تهدف إلا لخنق القرى الفلسطينية تحت غطاء تطويري".

وتبين أن قرار اللجنة فصل إضافي لسياسة السلب الاستعمارية التي تمارسها سلطات التخطيط في شرق القدس.

أراضي عناتا خلف الجدار

من جانبه، يوضح رئيس بلدية عناتا طه نعمان أن المشروع يستهدف المنطقة الجنوبية الغربية من البلدة ، بهدف السيطرة على ما تبقى من أراضيها الموجودة خلف الجدار الفاصل.

وقال لـ"صفا" إن المشروع يهدف للمزيد من التضييق على سكان البلدة ومصادرة ما تبقى من أراضيها لصالح الاستيطان وتوسعة أراضي بلدية الاحتلال.

تجمع بدو كرشان

ويهدد مشروع الاستيلاء والمصادرة لصالح بلدية الاحتلال عشرات السكان القاطنين في المنطقة المستهدفة بينهم تجمع بدو كرشان خلف الجدار الفاصل، وعائلتي أبو عصب وصندوقة في رأس شحادة.

ويبين الناطق بلسان التجمع جدوع كرشان أن المشروع يهدد نحو 40 عائلة تقطن في التجمع، ويبلغ عدد سكانه 150 فردا، يعيشون في المنطقة منذ عهد الأردن.

العائلات المتضررة

كما يهدد المشروع عائلة أبو عصب القاطنة في رأس شحادة بمخيم شعفاط منذ أكثر من 15 عامًا، ويبلغ عدد أفرادها نحو 15 فردًا.

ويقطن داوود أبو عصب مع زوجته ونجله وابنته في منزل، ونجليه عبد الرحمن وآدم في منزلين مع زوجتيهما وأولادهم.

ويبين أبو عصب وهو رئيس جمعية "ضاحية السلام" أنه يعيش وعائلته وأولاده في رأس شحادة منذ سنوات طويلة، ولديه طابو بملكية الأرض التي تبلغ مساحتها 6 دونمات.

ويلفت إلى تداعيات إقامة مكب نفايات لمدة 20 عامًا في المنطقة وأضراره التي تتمثل بتلوث الجو والبيئة وتأثيرهما على السكان وطلاب المدارس بالمنطقة، بالإضافة إلى الضجيج الدائم من صوت الشاحنات وكسارات النفايات.

ويعلق بالقول: أي رفاهية يهدف لها المشروع على حساب اقتلاعنا من ممتلكاتنا وأراضينا وبيوتنا؟".

ويتساءل لماذا لا تنفذ بلدية الاحتلال المشروع بين مستوطنة "بسغات زئيف" ومخيم شعفاط؟ ويضيف:" من الواضح أنهم لا يريدون تعرض صحة المستوطنين للخطر وازعاجهم، ويريدون اقامته هنا لأننا عرب".

أما المقدسي جميل صندوقة الذي يقطن في رأس شحادة منذ 15 عامًا مع زوجته وأولاده وعددهم 6 أفراد، فيقول:" هذا مخطط استيطاني هدفه نهب 500 دونما من أراض السكان على حساب هدم نحو 35 منزلا ".

ويضيف:" نرفض أي تسوية والخروج من أراضينا وبيوتنا إلا على قبورنا".

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017