الرئيسية / الأخبار / دولي
أزمة أوكرانيا.. أميركا تتوقع غزوا روسيا قبل 20 فبراير
تاريخ النشر: السبت 12/02/2022 07:59
أزمة أوكرانيا.. أميركا تتوقع غزوا روسيا قبل 20 فبراير
أزمة أوكرانيا.. أميركا تتوقع غزوا روسيا قبل 20 فبراير

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اليوم الجمعة، إن ثمة احتمالا كبيرا بأن تقدم روسيا على غزو أوكرانيا قبل نهاية الألعاب الأولمبية المقامة في الصين، والتي تختتم في 20 من الشهر الجاري، فيما طالبت المزيد من دول العالم رعاياها ودبلوماسييها بمغادرة أوكرانيا فورا تحسبا لاندلاع الحرب.

وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي سوليفان في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أن هجومًا روسيًّا على أوكرانيا قد يحدث في أي يوم من الآن، وسيبدأ على الأرجح بهجوم جوي، وتحدث عن احتمالات كبيرة بأن يشمل الاجتياح الروسي مدنا كبرى في أوكرانيا، بما فيها العاصمة كييف.

وأضاف سوليفان أن أي أميركيين ما زالوا في أوكرانيا عليهم المغادرة في غضون 24 إلى 48 ساعة طالما هناك خيارات متاحة، لأن وقوع هجوم جوي روسي سيجعل المغادرة أمرا صعبا.

وأضاف أن قوات روسيا على حدود أوكرانيا وفي بيلاروسيا -الجارة الشمالية لأوكرانيا- تظهر أنها في موقع يسمح لها بشن هجوم، مشيرا إلى حشد موسكو أكثر من 100 ألف جندي من قواتها على الحدود مع أوكرانيا.

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت إجلاء عائلات دبلوماسييها العاملين في أوكرانيا خشية اندلاع حرب روسية –أوكرانية قريباً.

ودعت الخارجية الإسرائيلية في بيان لها الإسرائيليين المتواجدين في أوكرانيا الخروج من البلاد أو الابتعاد عن أماكن الصراع، كما نصحت الإسرائيليين بتجنب السفر إلى أوكرانيا.

أسباب الصراع

كانت أوكرانيا جزءاً من الإمبراطورية الروسية لعدة قرون قبل أن تصبح جزءاً من الاتحاد السوفياتي، وعندما تفكك الاتحاد السوفياتي مع نهاية الحرب الباردة في عام 1991، أصبحت أوكرانيا مستقلة.

وعلى الرغم من أن تاريخ أوكرانيا وروسيا المشترك يعني أن الاثنتين لا تزالان مرتبطين ثقافياً، إلا أن أوكرانيا سعت إلى النأي بنفسها عن روسيا في السنوات الأخيرة، وبدلاً من ذلك تتطلع كييف إلى الغرب للحصول على الدعم، فيما اعتبرت روسيا أن أوكرانيا "خسارة فادحة" لها.

ومع صعود فلاديمير بوتين إلى السلطة، سعى الكرملين إلى استعادة نفوذه والسيطرة على مناطقه السابقة، وبدأ هذا بمقاربة أكثر دقة في مطلع عام 2000، ولكن عندما تمت الإطاحة بمرشح بوتين المفضل في الانتخابات الأوكرانية لعام 2004 وهو فيكتور يانوكوفيتش، وبدأت الأمور تتغير، ومع صعود نجم مرشح المعارضة الموالية للغرب فيكتور يوشينكو.

وكان رد روسيا هو ضم شبه جزيرة القرم وإعلانها مستقلة عن أوكرانيا.

كما أرسلت موسكو قوات إلى منطقتي دونيتسك ولوهانسك الأوكرانيين -وهي منطقة تُعرف باسم دونباس- لدعم المتمردين الذين كانوا يحاولون الانفصال عن البلاد. وأدى القتال في دونباس، بالقرب من الحدود الروسية، إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص منذ عام 2014.

أين تتمركز القوات الآن؟

يوجد حالياً نحو 100 ألف جندي روسي متمركزين في نقاط مختلفة على طول الحدود الأوكرانية التي يبلغ طولها 1200 ميل.

وزعم مسؤولو المخابرات الأميركية الأسبوع الماضي أن روسيا تخطط لنشر ما يصل إلى 175 ألف جندي استعداداً لغزو محتمل قد يحدث في وقت مبكر من هذا العام.

ولا يزال عشرات الآلاف من القوات الروسية متمركزين داخل أراضي شبه جزيرة القرم التي تم ضمها، حيث كشفت صور عبر الأقمار الصناعية عن عمليات انتشار كبيرة لقوات هناك في نوفمبر من العام الماضي.

ماذا تريد روسيا؟

بعد صعوده إلى السلطة في عام 2000، سعى فلاديمير بوتين إلى الحفاظ على "دائرة النفوذ" الروسية على أوكرانيا وبيلاروسيا، إذ ينظر الرئيس الروسي إلى أي هجوم على أي من الدولتين على أنه هجوم مباشر على السيادة الروسية.

وعدَّ التحليل أن بوتين يخشى أن يؤدي تورط الغرب في الدولتين، أوكرانيا وبيلاروسيا، إلى قيام ديمقراطية جديدة على أعتاب روسيا، مما دفع موسكو إلى إصدار "قائمة مطالب" من شأنها أن تقلل من النفوذ الغربي في المنطقة، منها ألا تصبح أوكرانيا أبداً عضواً في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وأن الطرفين ينهيان تحالفهما الأمني، وتقليص أعداد قوات "الناتو" في أوروبا الشرقية.

ووصفت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون مثل هذه المطالب بأنها "غير مشجعة وغير معقولة على الإطلاق".

ماذا تريد أوكرانيا؟

تصر أوكرانيا على أن موسكو لا تستطيع التحكم فيما إذا كانت كييف تقترب من أن تصبح عضواً في "الناتو" أو التحالفات الغربية الأخرى، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تحاول زعزعة استقرار البلاد في محاولة للإطاحة به، محذراً من احتمال أي غزو عسكري محتمل من روسيا.

وعانت أوكرانيا من أزمة نقص في الطاقة في الشتاء، بعد أن فرضت روسيا عقوبات شديدة على واردات الوقود.

كيف يمكن أن تؤثر الأزمة على العلاقات مع الغرب؟

وعدّت الشبكة البريطانية "سكاي نيوز" أن النزاع الكامل بين روسيا وأوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة على العلاقات الدولية، وسوف يعمّق الأعمال العدائية بين موسكو والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي والدول الغربية الأخرى بتحالف "الناتو".

وهدد الأمين العام لحلف "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، روسيا في ديسمبر (كانون الأول) بفرض عقوبات اقتصادية و"قيود سياسية"، واصفاً خطر حدوث غزو وشيك لأوكرانيا بأنها "لحظة حاسمة للأمن الأوروبي" وأعرب عن دعمه المستمر لـ"الردع والدفاع والحوار المشترك".

ماذا عن الولايات المتحدة؟

وكان الرئيس بايدن صرح بأن روسيا سوف تدفع ثمنا باهظا حال غزت أوكرانيا، فيما أفاد تقرير لوكالة "أسوشييتد برس" أن بايدن لا يخطط للرد على أي غزو روسي آخر لأوكرانيا بإرسال قوات قتالية، وعدّت الوكالة أن بايدن يمكنه متابعة مجموعة من الخيارات العسكرية "الأقل دراماتيكية" بما في ذلك دعم المقاومة الأوكرانية بعد الغزو.

وعدّت "أسوشييتد برس" أن الأساس المنطقي لعدم انضمام الولايات المتحدة مباشرةً إلى حرب روسيا وأوكرانيا أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بموجب معاهدة تجاه أوكرانيا، وستكون الحرب مع روسيا "مقامرة هائلة"، بالنظر إلى قدرتها على التوسع في أوروبا، وزعزعة استقرار المنطقة، والتصعيد إلى درجة مخيفة تتمثل في المخاطرة بوقوع تبادل نووي.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017