الرئيسية / الأخبار / دولي
لوفيغارو: ماكرون وبوتين.. ما سر محادثاتهما الهاتفية؟
تاريخ النشر: الأربعاء 09/03/2022 11:42

 في أثناء المحادثة، كل كلمة لها أهميتها وأقل سوء فهم يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.

خيط واه، ذلك الذي يبقي شبح الحرب بعيدا عن أوروبا وعن العالم، إنه خط هاتف آمن يربط باريس وموسكو، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين، وقد استخدم 4 مرات منذ بداية الحرب و14 مرة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي باتباع الإجراء نفسه في كل مرة.

تقول صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية -في تقرير لمحررها فرانسوا كزافيي بورمو- إن التبادل يبدأ بين المستشارين الدبلوماسيين لرئيسي البلدين، عندما يطلب أحدهما من الآخر تخصيص وقت على الأجندة ليتحدث رئيسه للرئيس الآخر، وفي الوقت المحدد يذهب ماكرون إلى الصالون الذهبي مع 5 مستشارين، لتبدأ المكالمة التي يتناوب عليها دائما نفس المترجمين.

شكل من التقارب

وفي أثناء المحادثة -كما تقول الصحيفة- كل كلمة لها أهميتها وأقل سوء فهم يمكن أن تكون له عواقب وخيمة، لذلك إذا سمح ماكرون لنفسه أحيانا بتحية بوتين باللغة الروسية، أو جازف محدثه مرة بالرد بالفرنسية، فإن كلا منهما يتحدث في بقية المناقشة بلغته الأم، ويخاطب الآخر بدون ألقاب كما يفعل الزملاء، لا بسبب الصداقة والمحبة، ولكن لكثرة ما يتقابلان، مما يخلق شكلا من أشكال التقارب.

ونبه فرانسوا كزافييه بورمو في تقريره للصحيفة إلى أن ماكرون استثمر كثيرا في علاقته مع بوتين، حين استقبله مرة في قصر فرساي بباريس ومرة في قلعة بريغانسون سنة 2019، مع تقديم هدية في كل مرة، وإن كان ذلك لا يكفي لكسب ود بوتين، ولكنه يجعله يومئ إلى ماكرون ويوليه بعض الاهتمام في أثناء الحديث معه، وهو كاف كذلك لأن يمنحه بعض الاحترام البسيط المثير للسخرية، الذي يبقي خط الحوار مفتوحا.

وكتحذير للرئيس الفرنسي، أجرى بوتين مكالمة معه قبل ربع ساعة من خطابه الرسمي الذي أعلن فيه الاعتراف باستقلال "جمهوريتي" دونباس، وقال له "لأننا نعرف بعضنا ونتبادل الحديث بانتظام، أردت أن أعلمك"، وقد فهم ماكرون المقصود لأنه أصبح يفهم من خلال الاجتماعات والمناقشات، لغة نظيره وطريقته في التفكير وحالته النفسية.

لغة دبلوماسية رفيعة

وقد قال ماكرون قبل اجتماعه في الكرملين مع بوتين في بداية فبراير/شباط الماضي "لقد فهمت ببساطة بعض مصادره الحميمة، وهي ثقافية وتاريخية، بعضها مرتبط بامتعاضه في الـ30 عاما الماضية"، لذلك قاطعه ماكرون عندما انطلق في حديثه "لتشويه سمعة" أوكرانيا، وذكره بأنه يخالف رأيه، وأن من دعم الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا ليس من المنطق أن يكون هدفه القضاء على النازية.

بل إن النبرة بينهما قد ترتفع -حسب الكاتب- إلى حد أن يقول ماكرون لبوتين "أنت ترتكب خطأ فادحا. أوكرانيا ليست نظاما نازيا، هذه كذبة"، إلا أن الحوار يتم في أغلب الأحيان بلغة دبلوماسية رفيعة مشفرة، بحيث يقول كل طرف ما يريد من دون أن يقوله صراحة، وبحيث يفهم عنه ما يقول بنبرة هادئة.

وخلص الكاتب إلى أن العلاقة التي كونها ماكرون مع بوتين قد لا تكون كافية لثني الرئيس الروسي عن عزمه، ولكنها -على هشاشتها- تكفي للحفاظ على اتصال معه، وتسمح للرئيس الفرنسي بأن يلعب دور الوسيط فهو الذي ينقل رسائل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والذي يأخذ مقياس عزيمة بالكرملين، لرصد أدنى علامة على الانفتاح في نغمة بوتين وكلماته.

المصدر : لوفيغارو

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017