أعلنت وزارة الصحة المصرية، إطلاق المنصة الوطنية الإلكترونية الأولى بالبلاد التي تستهدف تقديم خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان بالمجان.
ووفق بيان رسمي أصدرته وزارة الصحة، فإن الخدمة العلاجية الجديدة هي الأولى من نوعها في إقليم شرق المتوسط، وستكون متاحة لجميع الفئات العمرية من المواطنين والمقيمين بمصر.
وخلال احتفالية أقيمت، اليوم الأربعاء، بمناسبة انطلاق المنصة العلاجية، توقعت رئيسة الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، منن عبد المقصود، أن تسهم الخدمات الإلكترونية في مجال الصحة النفسية في الحصول على الاستشارات والدعم النفسي بجودة عالية وبخصوصية وسرية تامة.
وأوضحت أن المنصة الجديدة تضم مجموعة من الكوادر الفنية والتقنية بوزارة الصحة إلى جانب خبراء دوليين في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان.
وخلال كلمتها أعربت ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، نعيمة القصير، عن فخرها بإتاحة منصة إلكترونية مجانية وسهلة الاستخدام تحقق المساواة في الحصول على خدمات الصحة النفسية داخل مصر بلا أي تمييز.
وبيّنت أهمية الصحة النفسية قائلة "لا توجد صحة دون الصحة النفسية، حيث تشكل السلامة النفسية عنصرا أساسيا في تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة، فالصحة النفسية الجيدة تمكن الإنسان من إدراك إمكانياته، والتعامل مع الضغوط الطبيعية للحياة والعمل بشكل منتج".
العلاج عن بُعد
تتضمن المنصة العلاجية الجديدة 3 أقسام رئيسية، حيث يتيح القسم الأول محتوى تثقيفيا توعويا من خلال إتاحة معلومات علمية عن الاضطرابات الشائعة في الطب النفسي العام وفروعه المتخصصة كالطب النفسي للأطفال والمراهقين.
كذلك يشمل المحتوى المعلوماتي أعراض وآليات التعامل مع الأزمات النفسية التي تواجه المرضى وأُسرهم، إلى جانب التعريف بالخدمات المتاحة بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان مثل المستشفيات والمراكز التابعة للأمانة وأماكن ومواعيد العيادات التخصصية وحملات التوعية.
أما القسم الثاني فيشمل تقديم خدمات الدعم والاستشارات النفسية من خلال العيادات الافتراضية أو ما يسمى "التطبيب عن بعد"، ووفق بيان وزارة الصحة، فثمة خطوات بسيطة يمكن اتباعها تمكن المستخدمين من تقييم حالتهم النفسية عبر استبيان عام للصحة النفسية.
ويتضمن نفس القسم حجز جلسة مع معالج نفسي حيث تتيح المنصة صورا ومعلومات عن الأطباء المشاركين في الخدمة العلاجية، ليختار المستخدم من بينهم الطبيب المناسب، كذلك يختار المكان والزمان المناسبين لأداء الجلسة في خصوصية وسرية تامة لبياناته، حسب تأكيدات معلنة عبر المنصة.
وتوفر المنصة للمريض ميزة تقييم الجلسة والاطلاع على تشخيص حالته التي سجلها المعالج، كما تتيح للمعالج تحويل الحالات الطارئة للخط الساخن الخاص بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان لسرعة التدخل الفوري.
وبالنسبة للقسم الثالث فهو خاص بعرض أهم التقارير الخاصة بإحصائيات المنصة الإلكترونية مثل عدد المستخدمين، ومعدل أعمارهم ومعدل المتابعة وأكثر التخصصات التي تم تصفحها.
المصريون يعانون
في عام 2018، أظهرت نتائج المسح القومي للصحة النفسية الذي أجرته وزارة الصحة، أن نحو 24.7% من المصريين يعانون من أعراض نفسية و7% لديهم اضطرابات نفسية.
أجرت وزارة الصحة ذلك المسح القومي لعينة عشوائية بلغ حجمها 22 ألف أسرة ممثلة للتوزيع الجغرافي في جميع المحافظات، بالاشتراك مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وأظهر المسح أن الاضطرابات الأكثر انتشارا هي اضطرابات المزاج "اضطرابات الاكتئاب على وجه التحديد" والتي بلغت 43.7%، في حين بلغت الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات 30.1%، ورغم تلك الأرقام المرتفعة لم يلجأ للعلاج سوى 0.4% ممن يعانون من اضطرابات وأعراض نفسية.
ومن جهته، قال مستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية والتوافق المجتمعي، أحمد عكاشة، إن 30% من سكان الأرض مرضى نفسيون، و5% من المصريين يعانون من مرض الاكتئاب.
وأوضح -في تصريحات صحفية- أن ثلث المرضى النفسيين حول العالم يعتبرون المرض النفسي والعصبي "ابتلاء من الله"، ما يجعلهم لا يقدمون على العلاج.
وأردف "0.5% فقط من المرضى يذهبون إلى مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية".