الرئيسية / مقالات
الزعتّر، ذهب فلسطين الأخضر
تاريخ النشر: السبت 26/03/2022 18:43
الزعتّر، ذهب فلسطين الأخضر
الزعتّر، ذهب فلسطين الأخضر

الزعتّر، ذهب فلسطين الأخضر
تسنيم صعابنه

الزعتر نبات له أهمية ثقافية ورمزية عند الشعب الفلسطيني، وبسبب هذه الأهمية سمي ب"الذهب الأخضر"، والزعتر نبات عشبي معمر، له رائحة عطرية مميزة، ينمو في دول حوض البحر المتوسط بأنواع مختلفة، ينتشر في معظم أنحاء فلسطين وجبالها، وفي السنوات الأخيرة أصبح الفلسطيني يزرعه كمحصول يٌباع في الأسواق.

تتعدد أنواع الزعتر في فلسطين، ومنها:
 زعتر سبلة: تستعمل أوراقه المدقوقة كبهار للطبخ، وتستعمل أيضا لطرد الديدان والروائح الكريهة.
 زعتر رومي: يعمل الزعتر الرومي على إثارة الشهية ووقف الإسهال وقتل الديدان الموجودة في الأمعاء.
 البري (زعتر الجبل)، مذاقه حاد قوي، يعطي طعمًا مميزًا لخليط الدقة.
 الفارسي: يطلق على الزعتر الفارسي اسم "مفرح الجبال"، وتشتهر به مناطق رام الله، مذاقه اللاذع يجعله مناسبًا للمخللات، ويستعمل في تخفبف الشد العضلي عند لاعبي الرياضة.
 زعتر بلاط (زعيتمانة)، أوراقه ملساء تضاف عادة للشاي؛ لتعطي نكهة مميزة.

يأكل الفلسطينيون الزعتر كاملًا ومطحونًا، طازجًا ومجففًا ومخللًا، ويدخلونه في الفطائر والمخبوزات، ويتبلون به اللحوم، والأطعمة، ومن أبزر الأطباق التي تحضر من الزعتر: مناقيش الزعتر، ومطبق الزعتر، وزعتر الدقة مع زيت الزيتون، وأقراص الزعتر مع الجبن.
فوائد الزعتر: استخدامات الزعتر لا حصر لها، سواء استخدم في علاج السعال، أو اضطرابات المعدة، وعلاج آلام المفاصل، وتطويل الشعر، وتغذية البشرة، وهناك من يقول بأن تناول الزعتر للأطفال يجعل منهم أذكياء. فإحدى الروايات عن أهالي طلبة في دولة الكويت، يفسرون تفوق الطلبة الفلسطينيون هناك، بسبب تناولهم للزعتر على الإفطار"، هذه الرواية دارت بلدانًا عدة أيضًا، بين الهزل والجد.

يتكون الزعتر من زيوت متطايرة تعرف ب ((تيربينين، ثيمول، وكارفاكرول))، إضافة إلى الفلافونويد وحمض الفينول، فيتميز الزعتر بقدرته على طرد البلغم، والحشرات، ويعمل على تهدئة الأعصاب فهو مريح للتشنجات العضلية، ومضاد للأكسدة.

لاقى نبات الزعتر إقبال وطلب عالمي، إذ يمكن تسوقيه وتصديره إلى العديد من الدول، كما أنه يحقق دخلًا مرتفعًا بسبب فوائدة المتعددة، من علاج وطعام واستثمار، بالإضافة إلى كونه من أهم الأعشاب التي يحضر منها وصفة شعبية ويوصف لكثير من الأمراض.

"باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، "أحب الزيت والزيتون والزعتر.. ولكن أحب موطني أكثر".

الزعتر في الغزل: (الشاعر سعود الأسدي)
• يا طلق الزعتر يا طلق الزعتر
قلبي ع فراق الحلو يتحسر
ع طريق العين ما أحلى المشي
يومن غمزتني وقلت بترمشي
وفهمت يللا ع الوعر نطلع سوى
ونهمش الزعتر وقلبي تهمشي

• "الزعتر في المقاومة: طلعنا ع الجبل دقة يا ناسي
تتلقط زعتر ونساوي أقراصه
مناحم بيغن ريتو بقواسي
من فرد الموزر بين لعيونا"

• كفاح الشعب بروح السعادة
شعبنا كله همه وإرادة
ناكل خبيزة وزعترنا العادي
أحلى من العسل خبز الطابونا (ديوان الدلعونا الفلسطيني، عبد اللطيف البرغوثي)

الزعتر في الأفراح
"حنا يا حنا يا ورق الزعتر، والحنا لايق ع ايدين السمر".
"يا سدر المشكل شكلتو بالزعتر، وإن كان للعريس لأمشي وأتمختر".

والزعتر في الأتراح
"لاروح للزعتر واشمه، يا هالجنين مفارقته أمه". (من تناويح يطا)
المصدر: الأغاني النسائية الشعبية في فلسطين

 

في عام 1977 أضاف الاحتلال الإسرائيلي الزعتر لقائمة النباتات التي يمنع الفلسطينيون في الأراضي المحتلة 1984، من قطافها، بحجة "حماية البيئة"، وبين العامين 2004-2016، نظرت محاكم الاحتلال في 40 قضية قطف أو حيازة الزعتر، وهذا يشكل مأساة حقيقية مستمرة تتجسد في فقدان أصحاب الأرض أرضهم، وإخضاع أبسط عاداتهم لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي وفرض قوانينه الجاحفة، ومحاولته في تفكيك علاقة الفلسطينيّ بأرضه وهويّته.


بعد أن شهد مخيم تل الزعتر في لبنان واحدة من أفظع مجازر العصر الحديث، اقترن الزعتر برائحة الدم، ولم يعد يرتبط بكل ما هو جميل وحميمي فقط.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017