تأثيرات الصيام على الكبد الطبيعية
بالنسبة للكبد السليمة، فإن الصيام عموما له دور إيجابي عليه. فقد توصلت دراسة أجريت عام 2020 إلى أن الصيام المتقطع يقلل من وزن الكبد، ويعيد ترتيب (rewires) تمثيلها الغذائي في الفئران.
وقال الباحثون إن هذا قد يساهم جزئيا في الفوائد الصحية للصيام، ويوفر طرقا للتدخل العلاجي في الأمراض المزمنة، مثل مرض الكبد الدهنية غير الكحولي. ومع ذلك، فإن الآليات التي من خلالها ينظم الصيام المتقطع التمثيل الغذائي للكبد لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث.
دراسة أخرى بحثت تأثير الصوم المتقطع يوما بعد يوما، وأجراها باحثون في جامعة سيدني عام 2020، ونشرت في مجلة سيل ريبورتس (Cell Reports)، ونقلها موقع يوريك أليرت (eurekalert)، وتحدثت عن تأثيره الإيجابي.
كيف يؤثر الصيام على بروتينات الكبد؟
وفي التجارب التي أجريت على الفئران، حدد الباحثون بقيادة الدكتور مارك لارانس في جامعة سيدني كيف يؤثر الصيام كل يوم على البروتينات في الكبد، مما أظهر تأثيرا غير متوقع على استقلاب (Metabolism) الأحماض الدهنية.
والاستقلاب هو تفاعلات كيميائية في خلايا الجسم، تقوم بتحويل الغذاء إلى طاقة لعمليات الجسم، وتحويله إلى وحدات بناءة للبروتينات والدهون والأحماض النووية، وغيرها.
وقال الدكتور لارانس "نعلم أن الصيام يمكن أن يكون تدخلا فعالا لعلاج الأمراض وتحسين صحة الكبد، لكننا لم نعرف كيف يعيد برمجة بروتينات الكبد التي تؤدي مجموعة متنوعة من وظائف التمثيل الغذائي الأساسية.. لكن من خلال دراسة التأثير على البروتينات في كبد الفئران، والتي تعد نماذج بيولوجية بشرية مناسبة، أصبح لدينا الآن فهم أفضل لكيفية حدوث ذلك".
الصيام المتقطع
وجد الباحثون أن بروتين "إتش إن إف 4-ألفا" (HNF4-alpha) الذي ينظم عددا كبيرا من جينات الكبد، يلعب دورا في الصيام المتقطع، حيث يتم تثبيطه خلال الامتناع عن الطعام، وهذا له تأثيرات مثل خفض وفرة بروتينات الدم في الالتهاب.
ووجد الباحثون أيضا أن الصيام يوما بعد يوما، يغير عملية التمثيل الغذائي للأحماض الدهنية في الكبد، وهو أمر يمكن تطبيقه لتحسين تحمل الغلوكوز وتنظيم مرض السكري.
تأثيرات الصيام على كبد المريض
تقول مؤسسة حمد الطبية في قطر إن الصوم في رمضان فرصة لإراحة الجهاز الهضمي من استمرار عمله طوال العام. وللصيام فوائد عديدة في علاج العديد من الأمراض المزمنة، لتقليل مخاطر السمنة والضغط النفسي وارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم ومشاكل الكلى وأمراض القلب.
وتضيف المؤسسة أنه في حين أن الصيام غير ممكن لجميع مرضى الكبد، فإن هناك بعض المرضى يمكنهم الاستفادة منه، إذ يمكن أن يكون أداة مهمة لفقدان الوزن.
وتقول مؤسسة حمد إن مرضى الكبد ينقسمون بشكل عام إلى 3 مجموعات:
- المجموعة الأولى: المرضى الذين يعانون من التهاب مزمن في الكبد "بي" (B) أو "سي" (C) أو أمراض الكبد المزمنة الأخرى، وعادة ما يكون هؤلاء المرضى قادرون على الصيام، خاصة في الحالات التي توجد فيها إنزيمات طبيعية في الكبد. ومع ذلك، يجب أن يرافق الصيام العلاج المناسب على النحو الذي يحدده الطبيب.
- المجموعة الثانية: مرضى تليف الكبد البسيط مع وظائف الكبد الطبيعية، وعادة ما يكون هؤلاء المرضى قادرين على الصيام بشرط ألا يواجهوا أي مضاعفات.
- المجموعة الثالثة: مرضى تليف الكبد المتقدم، وهؤلاء بشكل عام غير قادرين على الصيام بسبب العلاجات المطلوبة.
وقالت المؤسسة إن المرضى الذين يعانون من الاستسقاء والغيبوبة الكبدية والتقيؤ في الدم، والمصابين بالتليف المتقدم، والمرضى المعرضين لخطر الإصابة بانخفاض نسبة السكر في الدم، ينصحون جميعا بعدم الصيام.
تعرف على الكبد
تقع الكبد في الجزء الأيمن العلوي من تجويف البطن، أسفل الحجاب الحاجز، وفوق المعدة، والكلى اليمنى، والأمعاء، وذلك وفقا لموقع جامعة جونز هوبكينز (The Johns Hopkins University).
والكبد تكون على شكل مخروط، وهي عضو بني محمر داكن يزن حوالي 3 أرطال (الرطل 450 غراما).
تحتوي الكبد على حوالي نصف لتر من الدم (13%) لإمداد الجسم به في أي لحظة، وتتكون من فصين رئيسيين، كلاهما مكوّن من 8 أجزاء تتكون من ألف فصيص (فصوص صغيرة)، ترتبط هذه الفصيصات بالقنوات الصغيرة التي تتصل بقنوات أكبر لتشكيل القناة الكبدية المشتركة. تنقل القناة الكبدية الشائعة الصفراء التي تصنعها خلايا الكبد إلى المرارة والاثني عشر (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة) عبر القناة الصفراوية المشتركة.
وظائف الكبد
ينظم الكبد معظم المستويات الكيميائية في الدم، ويفرز منتجا يسمى الصفراء. هذا يساعد على التخلص من الفضلات من الكبد.
يمر كل الدم الذي يخرج من المعدة والأمعاء عبر الكبد التي تعالجه وتفكك وتوازن وتصنع العناصر الغذائية، وأيضا تحول الأدوية إلى أشكال يسهل استخدامها لبقية الجسم أو غير سامة.
وتم تحديد أكثر من 500 وظيفة حيوية للكبد، من أشهرها ما يأتي:
- إنتاج العصارة الصفراوية، التي تساعد على التخلص من الفضلات وتكسير الدهون في الأمعاء الدقيقة أثناء الهضم.
- إنتاج بعض البروتينات لبلازما الدم.
- إنتاج الكوليسترول والبروتينات الخاصة للمساعدة في نقل الدهون عبر الجسم.
- تحويل الغلوكوز الزائد إلى غلايكوجين للتخزين، والذي يمكن تحويله لاحقا مرة أخرى إلى غلوكوز للحصول على الطاقة.
- تنظيم مستويات الأحماض الأمينية في الدم والتي تشكل اللبنات الأساسية للبروتينات.
- معالجة الهيموغلوبين لاستخدام محتواه من الحديد، فالكبد يخزن الحديد.
- تحويل الأمونيا السامة إلى اليوريا (اليوريا هي منتج نهائي لعملية التمثيل الغذائي للبروتين، وتفرز في البول).
- تنظيف الدم من الأدوية والمواد السامة الأخرى.
- تنظيم تخثر الدم.
- مقاومة الالتهابات عن طريق تكوين عوامل المناعة وإزالة البكتيريا من مجرى الدم.
- إزالة البيليروبين (bilirubin) من خلايا الدم الحمراء، وإذا كان هناك تراكم للبيليروبين، يتحول لون الجلد والعينين إلى الأصفر.
عندما تكسر الكبد المواد الضارة، تفرز مشتقاتها في الصفراء أو الدم. تدخل نواتج الصفراء إلى الأمعاء وتترك الجسم على شكل براز. تتم تصفية مشتقات الدم عن طريق الكلى، وتترك الجسم على شكل بول.