لخص خبير الخرائط والإستيطان خليل تفكجي “الأسطورة اليهودية” التي تعتبر أن مكان مسجد قبة الصخرة الذي بُنِي في الحقبة الأموية قبل 1400 عام، كان يحوي “هيكلاً يهوديًّا” دُمِّر في فترة حكم الملك “نبوخذ نصر”.
وأضاف بأنه “وفقاً للأسطورة اليهودية، نُقل ما يُعرف بتابوت العهد والوصايا العشر بعد تدمير الهيكل، وأن المسيح المنتظر القادم من السماء سيحمل معه الهيكل وسيسقط من السماء على جبل الزيتون ويدخل من باب الرحمة لإقامة الهيكل مكان قبة الصخرة”.
وتابع قائلًا “وبالتالي فالصراع يجري في هذا الموقع على وجه التحديد، حتى إن كثيرًا من الحاخامات أفتوا بأنه لا يحق لليهود الدخول لهذه المنطقة حتى لا يدنسوا الوصايا العشر وبقايا الهيكل وتابوت العهد المفترض وجودها في المنطقة”.
واستطرد الخبير “الجانب الإسرائيلي السياسي إستلم هذه الأسطورة وبدأ يناضل من أجل تدمير قبة الصخرة، حتى إنهم حاولوا تدميرها في عام 1967 والآن الصراع يجري على نفس المنطقة”.
وبشأن إدعاء الحكومة الإسرائيلية أنها تورطت مع المستوطنين المتطرفين وأنهم لا يمثلون طموحاتها ولا إستراتيجيتها قال “إن الأمر عكس ذلك تماماً، إذ يمثل اليمينيون المتطرفون أداة تنفيذية للحكومة بشكل غير مباشر، فهي تقوم بدعمهم وتحاول تنفيذ سياساتها من خلالهم”.
وأوضح “عندما يكون هناك ضغط دولي على الحكومة الإسرائيلية تقول إن هؤلاء هم جزء من تركيبة الحكومة ولكن عمليًا هذا هو التيار المهيمن عليها، بل إن هؤلاء المتطرفين يقولون إن الفلسطينيين هم من احتلوا المنطقة ونحن نقوم بتحريرها، ويستغلون الدين لتحقيق أغراضهم السياسية”.
وحول ما إذا كانت التيارات المتطرفة تمثل أغلبية الشعب الإسرائيلي قال إن كل الأحزاب الإسرائيلية يمينها ويسارها يتفق على نقطتين رئيسيتين هما: القدس كعاصمة والإستيطان في الضفة الغربية، وليس صحيحًا أن الأحزاب السياسية اليسارية ضد ما يجري، والذي قام بالعمليات الإستيطانية داخل القدس منذ عام 1967 وحتى عام 1994 هو حزب العمل اليساري الإشتراكي.
وأضاف “هناك أحزاب إسرائيلية تقول بإقامة دولة فلسطينية ولكنها أقلية، والأغلبية اليمينية المتطرفة هي التي تسود بدليل أن رئيس بلدية القدس اليوم هو يميني متطرف، والمجتمع الإسرائيلي في القدس هو مجتمع ديني عقائدي متطرف بشكل كبير، أما المجتمع العلماني فهو موجود أكثر في تل أبيب والمناطق الساحلية”.
وبشكل عام، يرى علماء آثار أن اليهود لم يعيشوا مطلقًا في مدينة القدس ولم يتم بناء أي هيكل على مر العصور، وأن قصص الهيكل مجرد قصص مختلقة.
وقد بُنِي مسجد قبة الصخرة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بعد الفتح الإسلامي.