عزمي دريني
لم يعد أمر اعتقال النساء بالأمر الجديد في حاضر المسجد الأقصى المحتل، ولا اعتداء عناصر شرطة الاحتلال عليهن بقوة السلاح. كما لم يعد ثبات النساء وصمودهن بالأمر الفريد في هذا الواقع رغم شدته؛ لكن الجديد في اعتقال ثمان نساء أمس الأربعاء عند مداخل المسجد الأقصى، هو عدد النساء المعتقلات، ومبيتهن في مراكز الاعتقال حتى ظهيرة اليوم.
وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت يوم أمس ثمان نساء من القدس والداخل الفلسطيني عند خروجهن من المسجد الأقصى، بحجة إثارة الشغب من خلال "التكبير" فيه. وأمرت بتمديد أمر الاعتقال بحقهن حتى عرضهن ظهيرة اليوم على قاضي محكمة الصلح في القدس - الذي اضطر الى الإفراج عنهن دون قيد أو شرط، بعد انعدام الأدلة لان هذا الاعتقال باطل من أصله .
وكان العشرات من الفلسطينيين من القدس والداخل تجمهروا في أروقة محكمة الصلح منذ صباح اليوم، في انتظار المحاكمة التي انعقدت الساعة الواحدة ظهرا. وقد سادت أجواء من الترقب والقلق بعد دخول النساء قاعة المحكمة ، فيما علت أصوات التكبير بعد صدور الحكم بالإفراج عنهن.
وكانت أوساط في مدينة القدس قد دعت الى تنظيم وقفة احتجاجية أمام محكمة الصلح لدعم النساء الأسيرات صباح اليوم، شارك فيها العشرات من ذوي الأسيرات في القدس والداخل، وممثلين عن هيئات فاعلة في المسجد الأقصى وشخصيات رسمية.
وذكرت ممثلة عن هيئة "نساء الأقصى" أن الاحتلال استنفذ كل الوسائل من أجل ردع النساء عن التواجد في المسجد الأقصى وأداء شعائرهن الدينية فيه كشعيرة "التكبير"، ما حدا به الى تصعيد إجراءاته لثنيهن عن التواصل مع المسجد الاقصى .
وأضافت أن دور النساء العظيم في المسجد الأقصى قد أحبط الكثير من مخططات الاحتلال فيه، وأعاقه من التقدم فيها. وشددت على أن هذا الصمود يحتاج الى دعم أكبر من أبناء القدس والداخل الفلسطيني، لضمان استمراريته.
من جهته أثنى الناطق الرسمي باسم الحركة الاسلامية المحامي زاهي نجيدات على صمود النساء أمام هذه الإجراءات الاحتلالية، وأفاد أن هذا الصمود يمثل حالة من الثبات والإصرار على حق الأمة كلها في المسجد الأقصى المبارك.
فيما ذكر المحامي رمزي كتيلات من "محامون من أجل القدس" الذي ترافع عن الأسيرات، أن هذا الإجراء يعتبر نهجا خطيرا في تعامل الاحتلال مع هوية المسجد الأقصى الاسلامية، وكان لليهود حق فيه .
وأشار مراقبون الى أن هذه الاعتقالات تأتي ضمن سلسلة إجراءات احتلالية في المسجد الأقصى، تهدف الى ثني المسلمين والنساء بشكل خاص عن التواجد وأداء شعائرهم الدينية فيه؛ في مقابل تحديهم وثباتهم على صد مخططات التقسيم التي ينوي الاحتلال فرضها بلغة القوة.