memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia"> memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia">
شباب القدس يؤرّقون الاحتلال بألعابهم النارية وحجارتهم المباركة ، شباب الضفة يهاجمون حواجز الاحتلال ، يقذفونها بالمولوتوف والحجارة وما تيسّر ، أما الأسرى فإنهم يحاربون من زنازينهم في صفوف متقدمة ، وأهل غزة أذاقوا المحتل علقماً بصواريخ من النوع الفاخر ، كلها " كلاسيكوهات " لكن من نوع آخر ، إنها تُقام على أرضٍ واحدة ، لا ذهاب ولا إياب ، والحكم فيها لا يتغير ، ودائماً يشهر بطاقاته من نوع " فيتو " لا تختلف كثيراً عن تلك الصفراء أو الحمراء !! كرّ وفرّ وتسجيل للنقاط غير أن " الدوري " لم يُحسم بعد ..
ثمة أمور في حضرة " الكلاسيكو " وتساؤلات وبعض " الخربشات " غير أنها لا تعبر بالضرورة إلا عن وجهة نظر شخصية ..
تشهد القدس والضفة ومن قبلها ساحة غزة وأقبية السجون حالة ملتهبة على مدار الوقت ، حالة من الغليان ولهيب النار الذي لا يخبو أواره ، انتفاضة حقيقية يقودها الشباب الفلسطيني ، الشباب الذي سيجلس ذات مساء ليرقب " كلاسيكو " الأرض ، في محاولة للخروج من واقع بائس ، عقيم ، مليء بالتناقضات ، بالحواجز والاختناقات ، بالدم والبارود ..
لستُ من أولئك الذين تنعقد ألسنتهم وتتعقد قلوبهم عند الحديث عن لعبة كرة القدم ، ولا من أولئك الذين لا يرون الدنيا إلا من خلالها ، إنما أنا من جماعة " سددوا وقاربوا " وابحثوا عن الأمل ، الفسحة ، الفرح ولو من تحت ركام القصف أو حتى من خلف زنازين الأسر ( واسألوا عن حال الرياضيين من أقرانكم في السجون ) ، إن كانت هذه النقطة تستحق الاهتمام والاحترام فلا مانع من المتابعة ، أما مَن لا يزال يرى فيها عبثاً ولا زالت عقدته تراوده فلا يُتعب نفسه في عناء قراءة الآتي ..
وإذا ما اتفقنا على أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه ، فإنه من الضرورة بمكان أن نقف في المنتصف بين المؤيدين والمعارضين ، بين المتابعين و" المطنشين " غير أن وقوفنا في المنتصف لا يعني أن نوافق بالضرورة أو نعارض كل التصرفات أو مجملها ، فبعضها يخضع للنقاش دون أي قيد ..
أولى المشاهدات التي يجب أن تكون مثار البحث تلك الحملات التي يشنّها " كارهو " أو " معارضو " أو سمّهم ما شئت لكرة القدم ، والذين تحدثت لهم آنفاً ألا يكملوا القراءة ، فأولئك لا حل سيقنعهم إلا بأن يعتزل الجمهور مشاهدة الكرة ولا حل معهم لأجل ذلك إلا التطنيش ، فليس من حقهم إن كانوا لا يرغبون المشاهدة أن يسوقوا غيرهم إلى ما ساقوا أنفسهم إليه ، ولا حاجة لنا باستنتاجاتهم وملاحظاتهم وتلطيشاتهم باتجاه الطرف الآخر ، وفقط ...
أما النقطة الأخرى ، وهذه تخصّ المتابعين وحدهم ، وأخص منهم المتعصبين ، الذين يعطون الأمر أكبر من حجمه ، الذين قد لا ينامون ليلهم وهم يحللون ، يتحدثون ، قد يخرجون للشوارع بعد المباراة ، قد يتحول الكوفي شوب إلى معركة حامية الوطيس إذا ما " خسروا " نعم أقولها خسروا ، فبعض المتعصبين تحسب أن النادي ملك يده ، أو أنه من " بقية عائلته " وتلك ظاهرة خطيرة لا تقلّ خطورة عن أصحاب النقطة الأولى أعلاه .. شجّعوا واستمتعوا لكن الهوينا الهوينا ..
أما ما يمكن اعتباره النقطة الأهم في الموضوع ، فإن بلادنا ساحة حرب ، نزف الدماء فيها لا يتوقف ، الاعتقالات والملاحقات والمضايقات وكل الإجراءات التي يرتكبها الاحتلال تذكرنا في كل لحظة به ، وواهم من ظنّ نفسه أنه بمنأى عن هذه الاجراءات أو أنه يستطيع الابتعاد عن الواقع ، كما هو واهمٌ أيضاً من ظنّ أن متابعة لعبة كرة قدم قد تُنسي المتابعين ذلك ، الحياة لن تتوقف ، غير أن الاهتمامات والأولويات تختلف من شخص لآخر ، إلا أن ترتيبها إن اختلّ فحينها فلتقرأوا على شعبنا السلام .. ولا أظن أن لعبة كرة قدم أولاً وآخراً قد تكون بمقام قضايا الشعب المركزية والأكثر أهمية والتي لا تقارن أساساً بساعة ترفيه ...
أما ما يُثير القلق والإعجاب على حدٍ سواء وهو مدعاةٌ للبحث والتأمل ، كيف لفريق رياضي أن يأسر قلوب الملايين والمشجعين في العالم وفي فلسطين على وجه الخصوص يوم أن جمع شمل المختلفين سياسياً وفكرياً في حين فشلت " فصائلنا الوطنية " أن توحّدهم !! توحّدهم ساعة المتابعة والتعليق والتشجيع والتهنئة والمواساة تحت لواء واحد ، غير أن أفكارهم تتصارع وقد تتواجه وتتناحر ، بينما هم يواجهون عدواً واحداً في " كلاسيكو " لن تجد مَن يختلف على متابعته أو تشجيعهم وحدهم فيه كطرفٍ يأسر قلوب الملايين دونما منازع ، " كلاسيكو " تجاوزت مدته شوطين كاملين وأشواطاً إضافية أخرى وبانتظار صافرة الحكم ليعلن الفوز وإلحاق الهزيمة النكراء بالعدو الغاشم.