memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia"> جلجليا: خمسة أضعاف أهلها في المهجر - أصداء memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
جلجليا: خمسة أضعاف أهلها في المهجر
تاريخ النشر: الأحد 26/10/2014 13:59
جلجليا: خمسة أضعاف أهلها في المهجر
جلجليا: خمسة أضعاف أهلها في المهجر

 تقرير الصحفي: محمد كراكرة

( قلبي على ابني وقلب ابني على أمريكا) يصدق هذا المثل على ألسنة أمهات مسنات يعشن في بلدة جلجليا .هاجر ابناؤهن منذ سنين الى بلاد بعيدة وبقيت قلوبهن تتفطر حسرة على غياب فلذات اكبادهن.

وإذا ما عبرت إلى جلجليا إو طفت إحدى شوارعها ينتابك شعور بالإعجاب ممزوج بالحب والالم من روعة المشهد وجمال قصورها ومبانيها الحديثة التي تصطف على جانبي الشارع كأن كل منها معشوقة تزينت منذ زمن في انتظار عودة حبيبها.

كان اهالي جلجليا كسائر قرى فلسطين الذين عضهم ناب الفقر ما دفعهم الى الاغتراب في دول امريكيا والبرازيل وغيرها من دول المهجر بحثا عن العمل لتوفير حياة كريمة لعائلاتهم في الوطن.

جلجليا الواقعة شمال رام الله من أكثر القرى هجرة بين القرى الأخرى المجاورة في الوقت الحاضر حيث يبلغ عدد الأهالي في المهجر حوالي الخمسة ألاف نسمة والقلة المتبقية جلهم من المسنين وهذا ما يدعو إلى التفكير في مستقبل القرية بعد سنوات قليلة.

دوافع الهجرة

يقول أحد المهاجرين الذي رفض ذكر اسمه" خاطرت بحياتي و سافرت إلى البرازيل بجواز سفر مزور  حيث يتواجد عدد من أقربائي الذين سافروا قبل عشرات السنين لعدم توفر لقمة العيش وانعدام الحياة الكريمة".

الحاج شوكت مصطفى رئيس المجلس القروي في جلجليا قال " السبب وراء الهجرة الكبيرة في جلجليا هو الإقتصاد السيئ في فلسطين، وخاصة مع عدم توفر فرص عمل لخريجي الجامعات وغيرهم من المواطنين".

واضاف الحاج شوكت ان هناك أسبابا أمنية دفعت الكثير من الشباب للهجرة وخاصة عندما تعرض أقرانهم إلى السجن وممارسات الاحتلال خلال الإنتفاضة الأولى والثانية،وهذا ما زاد الهجرة في فلسطين وجلجليا بشكل خاص.

مؤكدا ان هناك مجموعة من أهالي جلجليا هاجروا الى أمريكا وكندا وغيرها من الدول قبل أن يحصلوا على هويات فلسطينية.

بيد أن شوكت أشار إلى اهتمام المجلس وبالتعاون مع السلطة لمنح هذه المجموعة من الناس بطاقات الهوية حيث يقول "في الأونة الاخيرة حصلت العديد من العائلات على الهويات ما يؤكد جاهزية السلطة الوطنية لمنح المواطنين بطاقات الهوية للرجوع الى بلدهم".

الطالب في جامعة بيرزيت ياسر قطوم يقول" إن هجرة الغالبية العظمى من عائلتي إلى دول الغرب حرمتنا بكل تأكيد من مجالستهم والتعرف عليهم ويتضح هذا الأمرعند ذهابنا إلى أصدقائنا في القرى المجاورة ونراهم مع جيرانهم وأقربائهم".

هناك عدد كبير من أقاربي لم أرهم ولم أتعرف عليهم بحكم هجرتهم وندرة مجيئهم إلى قريتهم يقول قطوم.

أما المواطن سامي حلوم الذي سافر إلى كندا يقول " سافرت من فلسطين بعد عمل استمر لأكثر من 3 سنين وبراتب شهري لا يتجاوز 1500 شيقل".

ويضيف سامي حلوم لا أندم على السفر من فلسطين مع أني لا أستطيع العودة اليها لعدم منحي الهوية.

 

حرّاس البلدة

ويؤكدُ شوكت مصطفى على أنَّ الشباب وبمساعدة الشرطة الفلسطينية يسهرون لضمان راحة المواطنين في قرية جلجليا.

قبل فترة قصيرة تعرضت مجموعة من القصور الفارغة في قرية جلجليا الى السرقة ،فأسرع الشباب بالاتصال بمركز الشرطة، الذي جاء بدوره الى مكان الحادث وحصل على المعلومات اللازمة للتعرف على الجاني، ويردد شوكت مصطفى "الحمد لله تمكنت الشرطة خلال ايام من وقوع الحادث بالتعرف على الجاني وقاموا بإرجاع الحقوق الى اصحابها".

ويناشد الحاج شوكت السلطة بالعمل وبشكل كبير على عودة المهاجرين الى ديارهم،والإنتاج في بلدهم،وزراعة ارضهم،والاعتناء بها،وهذا ما يؤدي الى تحقيق كامل اهدافنا.

ويقول المواطن راضي بدر" أنا ومجموعة من الشباب نتناوب على حراسة البلدة وخاصة في ظل هجرة الكثير من الشباب الى امريكا".

ويقول الطالب في جامعة بيرزيت أسعد لو يتاح لأهل البلدة المتبقين السفر إلى أمريكا لما بقي أحد في البلدة.

شح المرافق العامة

يقول شوكت رئيس المجلس القروي"انا مستاء من معاملة المؤسسات المدنية لنا،وخاصة عندما نطلب منهم دعم البلدة او بناء مرافق عامة فيردون علينا بقولهم "جلجليا صاحبة البيوت الفارهة، والشباب الامريكان بحاجة الى دعم منا"!.

بدأنا نحارب كل المؤسسات والوزارات الممتنعة عن دعم جلجليا بحجة أنهم اصحاب بيوت عملاقة وشوارع معبدة، لأن جلجليا في النهاية هي جزء من فلسطين ويحق لها كما يحق لغيرها هذا ما قاله شوكت مصطفى.

ويضيف "أخذنا قرارا في القرية بعدم اصلاح أي شيء من اموالنا الخاصة".

الطالب نائل قطوم يقول " إن افتقارقريتنا إلى مدرسة ثانوية يجعلنا نذهب إلى مدارس سنجل وجلجليا مما يؤدي إلى نشوب مشاكل بين الطلاب أدت في بعض الأحيان إلى تدخل الأهل ولولا مجموعة من أهل الحكمة في القرى المجاورة للزدادت الأوضاع تعقيدا".

نتمنى من وزارة التربية والتعليم ومجلسنا القروي، أن يبدءوا بمشروع بناء مدرسة ثانوية في بلدتنا، وأن يتزايد الاهتمام بنا كطلاب ومساعدتنا على المشاركة في كثير من المسابقات والفعاليات العلمية والعملية، هذا ما قاله الطالب في مدرسة جلجليا الإعدادية نائل قطوم.

ويؤكد رئيس مجلس قروي جلجليا شوكت مصطفى، على البدء في مشروع بناء مدرسة ثانوية، للارتقاء في مستوى البلدة، حيث بدأنا وبالتعاون مع الوزارة في العمل على بناء وتوفير طاقم تدريسي.

مازن عويس الذي قضى أربع سنين في أمريكا مع أمه وأبيه وأخوته يقول بعد عودته الى بلده " السبب الذي دفع عائلتي للسفر الى امريكا هي الحالة الاقتصادية الصعبة التي مرت بها العائلة وخاصة بعد نجاح اخوتي في التوجيهي وتفكيرهم بدخول الجامعة".

ويضيف عويس في تلك المرحلة بدأ أبي وأمي يخططون للسفر الى امريكا، وبالفعل سافرنا جميعا.

وعلامات الالم والحزن بادية على وجهه، يردد " كثيرا ما تبكي أمي عندما أُكلمها على الهاتف النقال".

الإنجليزي بدل العربي

لا يجد أهالي القرية التكلم باللغة العربية أمرا مستحسنا ولذلك هم يتواصلون باللغة الأنجليزية وبكل قوة يقول أسعد " في الحقيقة نحن لا نحب التكلم باللغة العربية".

الدكتور في جامعة النجاح جبر خضير يقول نحن نحث الاهالي على الاهتمام باللغة العربية وتعليمها لأبنائهم في المهجر ويوضح خضير قصة لاحظها في مدينة اخن الألمانية "أذكر حينما كنت في ألمانيا قبل سنوات قال لي أحد الإخوة في مدينة اخن ا تعال أريك ما الفرق بين الأطفال العرب والأطفال الأتراك بإي لغة يتحدثون فيما بينهم فوجدت الأطفال العرب يتحدثون باللغة الألمانية فيما بينهم بينما الأطفال الأتراك يتحدثون التركية فحينما بدأت أبحث في هذه الظاهرة فوجدت أن غالبية الأتراك في ديار الغربة يعتزون بتراثهم وثقافتهم ويعتبرونها من أهم عناصر وجودهم،ولكن العرب مع الأسف يرون أن التكلم باللغة الألمانية هو نوع من الحداثة والتطور وهذا غير صحيح لذلك من أسباب ضعف الأطفال في اللغة العربية هو عدم إهتمام الأسر تعليم العربية لأبنائهم".

الهجرة دينيا

الدكتور خالد علوان المحاضر في جامعة النجاح الوطنية يقول" الهجرة الى بلاد الغرب لا تجوز إلا لطلب العلم".

ويضيف علوان" لا يجوز هجرة الشاب إلى أمريكا للعمل، إلا تحت الظروف القاسية والحاجة الشديدة مثل شاب لا يستطيع تسديد الديون المستحقة عليه أو معرضا للقتل، اما أن يهاجر الشاب بقصد تحسين معيشته و شراء سيارة حديثة فلا يجوز".

الخطورة تكمن على الاطفال في تلك البلاد، حيث المدارس المختلطة التي تدرس الفكر والعقائد الغربية وتحلل ما حرمه ديننا، وفقدان هذا العنصر من المجتمع يعني مزيدا من الذل والهوان هذا ما يقوله خالد علوان.

أما إمام مسجد جلجليا السابق عبد الكريم علوان فيشجع الشباب على الهجرة لما لها من فوائد لنفسه شخصيا، وللمجتمع والإسلام كذلك.

ويضيف عبد الكريم " أليست البلاد كلها ارض الله، فلماذا لا يجوز للشباب الهجرة الى بلاد الرحمن وجمع المال والاستغناء كذلك، ثم بعدها تنمية بلده، كما هو حاصل عندنا في جلجليا.

هجرة الشباب المسلم كان لها أثر كبير في دخول العديد من المواطنين الأجانب الى الإسلام، وهذه ايجابية اخرى هذا ما يقوله عبد الكريم علوان.

الجدير بالذكر أن قرية جلجليا الواقعة شمال رام الله تضم العديد من المعالم الأثرية من جدران وأرضيات فسيفسائية، وإلى الجنوب منها تقع خربة "علياتا" ذات الاسم السرياني، التي تعني المكان المرتفع" بالإضافة إلى نبع سلعة الذي يزود أهل القرية بالماء".

 

المزيد من الصور
جلجليا: خمسة أضعاف أهلها في المهجر
جلجليا: خمسة أضعاف أهلها في المهجر
جلجليا: خمسة أضعاف أهلها في المهجر
جلجليا: خمسة أضعاف أهلها في المهجر
جلجليا: خمسة أضعاف أهلها في المهجر
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017