الطفل الشهيد عروة حماد ابن الخمسة عشر ربيعا؛ ارتقى ببراءته وطفولته المعذبة كبقية أطفال فلسطين؛ للعلا دفاعا عن المسجد الأقصى، ورفضا لتدنيسه وتقسيمه زمانيا ومكانيا؛ وهو ما لم يرق للاحتلال الذي عالجه برصاصة قنص في الرقبة؛ ليستشهد ويقتل بدم بارد من قبل جندي مجرم وحاقد، أتى من إحدى الدول الغربية ليقتل ويشبع غريزته وساديته الإجرامية.
لم يدع الاحتلال الطفل الشهيد عروة ليكمل صفه العاشر، ولم يدعه ينعم بطفولته كبقية أطفال العالم، ولم يدعه يكبر في وطنه؛ وهو ما تكرر مع أطفال كثيرين قبله وما سيحصل مع الكثيرين بعده ما دام الاحتلال موجودا.
سيرة عائلة الطفل الشهيد عروة حافلة بالعطاء والمجد ؛ وسجلت بمداد من ذهب وما زالت؛ فجدُّه قدورة أحد المجاهدين ضد الانتداب البريطاني عام 1936م، في الثورة الفلسطينية الكبرى.
كما أن خال الشهيد هو نبيل حماد "18 عاما" استشهد عام 1991 برصاص المستعربين الصهاينة، خلال مواجهات في البلدة إبان الانتفاضة الأولى، وفي الانتفاضة الثانية اعتقل ابن خالته ثائر حماد، بسبب قتله أكثر من 11 جنديا صهيونيا بعملية "وادي الحرامية" عام 2002م، فيما تم اعتقال شقيقه محمد حماد، وحكم بالسجن لمدة 18 شهرا.
قبل الشهيد عروة ارتقى الشهيد عبد الرحمن الشلودي من القدس المحتلة الذي ثأر للطفلة إيناس ابنة الخمسة أعوام؛ فقافلة الشهداء من الأطفال أو النساء والشيوخ والشبان؛ لا تمضي سدى إن الذي يمضي هو الطغيان.
الاحتلال؛ كونه مجرم وظالم لا يفرق بين جنسية وأخرى؛ فكون الطفل الشهيد عروة يحمل الجنسية الأمريكية ، فهي لم تحميه من القتل المتعمد مع سبق الإصرار والترصد، والاحتلال لا يفرق بين الجنسيات في إجرامه؛ ما دام صاحب وحامل الجنسية يرفض الظلم والطغيان والقهر.
لو أن طفلا من دولة الاحتلال قتل على أيدي المقاومة الفلسطينية؛ وما هي بفاعلة لأنها تحمل قيم وأخلاق عظيمة؛ لأقام الاحتلال الدنيا ولم يقعدها، ولصارت صوره منتشرة في كافة دول العالم بسرعة عجيبة.
ما يحصل حقيقة هو اقتراب ساعة زوال الاحتلال ؛ فكلما كبر وعظ الظلم اقتربت ساعته؛ فهناك رب يراقب ويحاسب؛ وضع قوانين وسنن كونية لا يمكن لأي كان مهما أوتي من قوة وجبروت أن يحيد عنها أو أن يقدر على تغييرها.
في كل الأحوال؛ جريمة قتل الطفل عروة يجب أخذ العبرة منها، بفضح جرائم الاحتلال ونشرها على الملأ، وفي كل أرجاء الدنيا ليعرف العالم حقيقة آخر احتلال كم هو مجرم وظالم؛ فهل نحن فاعلون.