تمكنت طائرة H225 التابعة لشركة إيرباص، من إكمال أول رحلة بوقود طيران (SAF) المستدام بنسبة 100%، وهو بديل للهيدروكربونات الأحفورية المشتقة من زيت الطهي المستعمل.
وفي نوفمبر 2021، حلقت طائرة إيرباص H225 بمحرك Makila 2، باستخدام وقود الطائرات المستدام SAF، لكن في أحد محركات المروحية.
ويعتبر هذا الاختبار علامة فارقة من قبل الشركة المصنعة الأوروبية، مما يضمن أنها المرة الأولى التي يعمل فيها نظام الدفع الكامل لطائرة هليكوبتر مع وقود SAF بنسبة 100%.
وفي السباق نحو وقود خال من الانبعاثات، تمكنت إيرباص أيضا من تشغيل طائرة إيرباص A380، بنسبة 100% بوقود SAF، حيث تمكنت من تشغيل محرك واحد فقط من محركات رولز رويس ترنت 900 لمدة 3 ساعات.
وتعد إحدى أهم المزايا التي يوفرها SAF، أن الطائرة لا تحتاج إلى تعديل لتعمل على هذا الوقود، وهو جانب مهم للغاية يجب أخذه في الاعتبار عند العمل على طرحها بشكل تجاري.
وتمكنك إيرباص من إيصال وقود SAF إلى 50% من جميع طائراتها التجارية والعمودية، وتهدف إلى الوصول إلى نسبة 100% بحلول عام 2030.
ولا يزال هناك الكثير من التقدم الذي يتعين إحرازه، حيث يمثل وقود SAF حاليا نسبة ضئيلة تبلغ 1% من إجمالي إنتاج وقود الطائرات، وتعتبر مجموعة ”توتال إنرجيز“ الفرنسية واحدة من الشركات الرئيسية المصنعة له.
ووفقا لائتلاف ATAG (ائتلاف لخبراء صناعة الطيران يركز على قضايا التنمية المستدامة)، يمثل الطيران 2.1% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وفي مواجهة هذا السيناريو، التزم عدد كبير من الجهات الفاعلة في صناعة الطيران بالوصول إلى انبعاثات كربونية صافية صفرية بحلول عام 2050، وهو تحد ضروري لحماية البيئة، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة.
وهناك العديد من البدائل لتحقيق هذا الهدف، ولكن لا تبدو جميعها قابلة للتطبيق، وتعد طائرة ”روح الابتكار“ الكهربائية من رولز رويس جيدة جدا في الوصول إلى سرعات فائقة، لكنها لا تفي بالاحتياجات الحقيقية للطيران التجاري.
ولا تزال الأفكار الأخرى، مثل طائرة Solar Impulse II التي تعمل بالطاقة الشمسية، بحاجة إلى سنوات عديدة من التطوير، وبالتالي فإن وقود SAF يمكن أن يكون واحدا من أكثر البدائل الواعدة.
ووفقا لتقرير Waypoint 2050 الصادر عن ائتلاف ATAG، يمكن أن يساهم وقود SAF في 50 إلى 75% من تقليل ثاني أكسيد الكربون اللازم لتحقيق حياد الكربون في صناعة الطيران.
أ