يتوقع مختص اقتصادي استمرار صعود سعر الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة رغم رفع البنك المركزي الإسرائيلي الفائدة على عملة الشيكل.
ومساء الاثنين، رفع البنك المركزي الإسرائيلي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، لتصبح 1.25%، وهي أعلى معدل لأسعار الفائدة في "إسرائيل" في 9 سنوات، في مسعى لكبح التضخم.
وهذه ثالث مرة يرفع فيها "المركزي الإسرائيلي" أسعار الفائدة في ثلاثة أشهر، كانت المرة الأولى في 11 نيسان/ أبريل بمقدار ربع نقطة، والثانية في 23 أيار/ مايو بأربع أعشار النقطة.
وجاء القرار الإسرائيلي في ظل سياسة متشددة ينتهجها البنك الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة لمستويات غير مسبوقة منذ عقود، الأمر الذي ساهم في زيادة سعر الدولار وتخطيه حاجز الخمسينات مقابل الشيكل.
التوقعات للفترة المقبلة
وبهذا الصدد، يقول أستاذ العلوم المالية والاقتصادية في جامعة بيرزيت نصر عبد الكريم: إن قرار البنك المركزي الإسرائيلي برفع أسعار الفائدة إلى هذا المستوى أمر غير متوقع، ولكنه لن يؤثر كثيرا على سعر صرف الدولار مقابل الشيكل.
ويشير عبد الكريم في حديثه لوكالة "صفا"، إلى أن الدولار عاود رحلة الصعود صباح اليوم بعد انخفاضه قليلا أمس وهذا شأن الدولار أمام جميع عملات العالم وليس أمام الشيكل فقط لأن وتيرة رفع الفائدة من البنك الفيدرالي الأمريكي أسرع وأعلى من رفع الفائدة على الشيكل.
ويضيف أن "هناك توقعات بأن يستمر الفيدرالي الأمريكي في رفع سعر الفائدة خلال الفترة المقبلة؛ ولذلك يكتسب الدولار قوته من هذه السياسة المتشددة".
ويوضح عبد الكريم أن خطوات المركزي الإسرائيلي في رفع الفائدة على الشيكل بطيئة وقليلة لانخفاض التضخم في الاقتصاد الإسرائيلي؛ إذ تبلغ نسبته 4% فقط، على عكس الوضع في الولايات المتحدة التي يقترب معدل التضخم فيها من نسبة 10% ولذلك نجد السياسة المتسارعة لديهم في رفع الفائدة.
ويتابع "بناء على ذلك من السهل أن نشهد وصول سعر صرف الدولار مقابل الشيكل إلى مستوى الستينات خلال فترة قريبة".
ويرجح الأكاديمي الاقتصادي أن يقرر الفيدرالي الأمريكي رفع جديد لسعر الفائدة مع نهاية الشهر الجاري بفعل استمرار التضخم المرتفع، "وبالتالي من السهل أن يكسر الدولار حاجز الستينات".
ويستدرك قائلاً "لكننا لا نستطيع الجزم بذلك لأن هناك عوامل أخرى تؤثر على أسواق العملات بالعالم".
عوامل قد تدفع لهبوط الدولار
ويلفت عبد الكريم إلى أن الدولار لن يهبط إلا في حال توقف الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة، أو في حال أقدم البنك الإسرائيلي على رفع مستويات الفائدة على الشيكل بوتيرة أسرع من السابق.
وينوه إلى أن الدولار صديق الأزمات، موضحًا أن التوترات العالمية المتعلقة بالأزمة الغذائية وجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الملف النووي الإيراني، تساهم في جلب دعم للدولار.
التأثيرات على السوق الفلسطيني
وحول تأثيرات قرار البنك المركزي الإسرائيلي على السوق الفلسطينية، يقلل المختص الاقتصادي من آثار ذلك على اقتصادنا.
ويقول: إن الاقتصاد الفلسطيني يتأثر بالدولار بصورة أكبر؛ إذ إن ارتفاع العملية الأمريكية يزيد من نسبة التضخم لدينا خصوصا عن استيراد السلع والخدمات بالدولار.
ويشير إلى أن زيادة الفائدة على الشيكل ربما يؤثر على البنوك الفلسطينية من خلال زيادة تكاليف حصولها على الشيكل من البنوك الإسرائيلية، وبالتالي ممكن أن يؤدي ذلك إلى رفع الفائدة على كل التسهيلات الائتمانية بالشيكل، ولكن هذا احتمال ضعيف.