الرئيسية / مقالات
بعد الرب...للاقصى شعب يحميه بقلم سامر عنبتاوي
تاريخ النشر: الخميس 30/10/2014 20:50
بعد الرب...للاقصى شعب يحميه بقلم سامر عنبتاوي
بعد الرب...للاقصى شعب يحميه بقلم سامر عنبتاوي

 

 منذ البداية كل المخططات الصهيونية  التي نفذت و بشكل تدريجي و بطول نفس ...استهدفت المدينة المقدسة ( شلت يميني اذا نسيتك يا اورشليم ) تربوا عليها و ربوا الابناء ... و في القرون الماضية كانوا يأتون الى اقرب منطقة للقدس و يتجهون بصلاتهم صوبها عندما تعذر عليهم الوصول اليها...انشأوا ( دولتهم) العام 1948 بنصف القدس و عيونهم على ما تبقى منها ...و بعد احتلال 67 كان التوجه نحو الضم و ضمت الى ما يسمى بارض اسرائيل ...وهوجمت الاماكن المقدسة و احرق الاقصى بعد عامين من الاحتلال ...وتتالت الخطط و المؤامرات على القدس من تهويد و عزل و تفريغ من السكان الاصليين و الاستيلاء على المنازل و البيوت و تزوير و خداع و سيطرة و تخريب مجتمعي و تغيير معالم ...تماما كما يفعل الحيوان المفترس بفريسته ..لقد نهشوا معالم و شوارع القدس العتيقة و تتالت الاعتداءات على الاقصى و لم تسلم دور العبادة الاخرى من الهجمة ..اسلامية و مسيحية ...و من ابرز الاعتداءات محاولة المتطرفين اقتحام ساحات الاقصى عام 76 و التي اشعلت هبة شعبية حينها في الاراضي الفلسطينية...و استمرت سياسة فرض الامر الواقع و اصبحت حياة المقدسيين صعبة في ظل الاجراءات الامنية و العزل و الضرائب الباهظة و على مرأى و مسمع العالم العربي و الاسلامي . و كل وعودات الدعم و تمويل المشروعات من قبل الجامعة العربية بقيت حبر على ورق و ترك المقدسيين يواجهوا مصيرهم لوحدهم.
   و مرت المراحل تباعا و حفرت الحفريات اسفل المسجد الاقصى و سمح للمتطرفين باقتحامه بشكل ممنهج حتى جاءت هبة النفق و اشتعلت فيها الارض الفلسطينية ثورة و غضبا على الحفريات ...ثم اقتحم شارون باحة المسجد الاقصى الامر الذي اشعل انتفاضة الاقصى و شارك فيها الشعب الفلسطيني في الضفة و القطاع و قدم الشهداء و المعتقلين و اجتيحت المدن و القرى و المخيمات ...و بقيت عمليات التهويد و الحفر و التهجير على قدم و ساق في القدس.
   ماذا تبقى من القدس ؟؟ سؤال تسمعه ممن حالفه الحظ و تمكن من زيارتها ..و من لم يستطع الزيارة ينظر اليها من بعيد عندما يمر عبر طريق وادي النار و العيزرية و العبيدية باتجاه بيت لحم ليلوح لقبة الصخرة ..و حتى لو كان من مواليد القدس فانه يمنع حتى من زيارتها الا بتصاريح محددة الوقت و مقيدة!!
   و الآن كل المؤشرات تدل على ان المعركة الحاسمة على القدس قد ازفت و برغم كل الاجراءات الاسرائيلية الآنفة بقي اهل القدس و الفلسطينيون بشكل عام يدافعوا عنها و عن مقدساتها فلم يستكين الشعب و لن يستكين ستبقى القدس مكانا مقدسا للاجماع الفلسطيني و سيبقى الشعب يدافع عن عروبتها و عن الاقصى و كنيسة القيامة و ستبقى رمزا للكفاح ضد التهويد و السيطرة رغم عزلها عن محيطها و رغم كافة المخططات.
   القدس بالنسبة للفلسطينيين و العرب و المسلمين ليست مجرد رمز او مكان اثري او مدينة جميلة او..او..انها ارث تاريخي ضخم و انها في وجدان و قلب الجميع ...و هي عنوان للانتماء و الكرامة و الحق المنهوب ..و هي كذلك القلب النابض لفلسطين فلتشل ايديكم و لتنسوا القدس المدينة الفلسطينية العربية بطابعها الاسلامي و التعايش الاسلامي المسيحي فيها .
   سيدافع الفلسطينيون عن القدس بكل قوتهم و سيحموا اقصاهم و سيرابطوا و يثبتوا على الارض و لن يفرطوا ..فماذا عن البعد العربي و الاسلامي ؟؟ الهجمة الآن كبيرة و المخطط خبيث و مدعوم بترسانة الاسلحة  ومستندا لحالة الفوضى في المحيط و الانكفاء الداخلي للدول العربية ضمن لعبه ممنهجة تهدف لتحقيق حلم دولة الاحتلال ...و ما يمتلكه الفلسطينيون قوة الحق و العدالة محفوفة بعدالة السماء و يمتلكون ايضا عزيمة شعب حي لا يموت و لا يستسلم ...عندما هاجم ابرهة الاشرم الكعبة قال عبد المطلب : للبيت رب يحميه و الشعب الفلسطيني يقول :نعم للاقصى رب يحميه بسواعد و كفاح من جعلهم مرابطين على ارضه و بعزيمة جبارة لا تلين ...من اراد حماية القدس فليثبت على هذه الارض و ليوحد جهوده و ليجعل نضاله نحو زوال هذا الاحتلال بصفوف موحدة و بارادة قوية و ببرنامج وطني موحد.   
 
                             \
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017