memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia"> شهيد من قريتي - أصداء memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
شهيد من قريتي
تاريخ النشر: الجمعة 31/10/2014 21:43
شهيد من قريتي
شهيد من قريتي

 إعداد الطالبة:حياة أنور دوابشة

كيف لإنسان أن يعيش فيعشقه الوجود وتتمسك به الحياة بأظافرها ويأبى هو إلا أن يتمسك بهدف أسمى، إنها تلك اللحظة عندما يعشش فيك مبدأ وتؤمن به، إنها اللحظة نفسها التي تسأل فيها أسيراً محرراً كيف شعرت وأنت خلف القضبان فيقول لك شعرت بالحرية، إنها اللحظة نفسها التي تسأل فيها والد شهيد وهم يشيعون جنازة ابنه كيف تخال ابنك يشعر؟ فيجيبك بفخر إنه يشعر بالحياة، وهي أيضاً اللحظة نفسها التي تخاطب فيها صديقك متسائلاً : ماذا ستشتري اليوم بعد أن استلمت راتبك الشهري؟ فيقول سأشتري بندقية بلاستيكية لابنتي حتى لا تخاف عندما تراها مع الإحتلال وحتى تهبك الحياة بعد أن تستطيع الحياة فيسألك متعجباً وتموت شهيدة فتقول والضحكة تتورد أملاً:عندها تكون قد وهبت لها الحياة.

 لا يمكن أن تتصور كيف هو شعور من يملك مبدأ لولا شخصية كان وجودها ذو معنى كبير، ولاختفائها رسالة تحدٍ لكثيرين ممن لا يؤمنون بمبدأ حقيقي.

بطل قصتي ليس معقداً وليس اسماً مجرداً إنه من أرهب المحققين في سجن الظاهرية فقالو عنه:" لو كان عند حماس خمسة أشخاص مثلك لغطى نشاطهم الكرة الأرضية"، هو شهيد البارحة شهيد اليوم وشهيد الغد هو ابنٌ وأخٌ وزوجٌ وأكثر.

 

أسرة ليست كبيرة عليك                         

إن سألتني عن أسرته عزيزي القارئ أجيبك هي دوما، تلك القرية التي تتربع نائية عن ضجيج العالم أجمع على بعد 27 كم من جنوب نابلس، قرية عشقت فتىً صبياً وحضنته شهيداً، ستقول لي أيعقل أن تكون قرية كاملة أسرة واحدة؟ أجيبك أيها القارئ تعال وستعرف كيف لذلك أن يكون، وتأمل معي شخصية بطلنا ستجد الإجابة.

بطل قرية دوما هو فهيم إبراهيم دوابشة دع الاسم يدغدغ ذاكرتك قليلاً، فهيم شاب لو عاشرته لما وجدت كلمة تخدم شخصيته هادئٌ وكل من عرفه قال بأنه مشروع شهادة مع وقت التنفيذ.

 

 

دعني أعود لأسرته قليلاً، هي بيادر دوما حاراتها بيوتها، كل هذه اليوم تمتلئ بصوره كل بيتٍ يحضن على أحد جدرانه صورة لك فهيم، مسجدك القديم، ملعبك وفريق النجوم أتذكره فهيم؟ ما زال يذكرك فريق كرة القدم الذي أسسته وأصدقائك صغيراً .

إنك إن أردت معرفة الحكاية كاملة سل أسرته وأنا أعني كل شبر من قرية فهيم كل شبر سيجيب يأتي جيل يتبعه جيل والكل عرفك فهيم وكأنه عاش معك ونهل من لطفك وخفة ظلك.

ما زالت القرية تود أن تسألك لم رائحة المسك تفوح من بيتك الأبدي؟ عل القادمين يعرفون وعلنا حين نلاقيك تخبرنا .

فهيم في جامعة النجاح الوطنية

كيف بدأت حكايته أنا شخصيًا لا أعلم لإنك لو سألتني كيف يخاطر المرء بنفسه في كل دقيقة؟ وأجبتك أعرف أكون كاذبة، وحده فهيم يعلم كيف بدأت قصته كيف حضن ذلك المبدأ وكيف سار عليه كل ما أملك من القصة خطوط وهمية رسمها فهيم لمن أراد أن يعرفه، واحتفظ بالبداية لنفسه.

في عام 1989 التحق الابن الوديع بجامعة النجاح الوطنية ، وبدأ الدراسة في كلية الشريعة ، وفوراً انتظم في صفوف الكتلة الاسلامية ، وكان من أبرز النشطاء الذين أعطوها وقتهم وعمرهم ، لديه طريق، فهيم يعرف أين البداية وأين النهاية غالباً ما سأله أقرانه هل تخش الاغتيال ؟ فيجيب بهدوء وتلك الابتسامة تتوج شفته " أنت تحلم بشيء فهل تخاف أن يتحقق؟" فيقولون هل تأخذ حذرك يريدون أن يستفزوه يجيب الهادئ:" يبقى الإنسان منا حذرا حتى يقع القدر".

مع الأيام ازداد نشاط فهيم فما كان من جنود الاحتلال إلا وأن يختطفوه من أمام بوابة النجاح ويحكموه حكماً إدارياً تعسفياً، وهكذا تداخلت حياته بين مكانين أقبية التحقيق وأروقة الجامعة.

حقق معه كثير وكان أجلد ما يكون، صلباً لم تنبس شفتاه بكلمة خلال الاعتقالات المتكررة أطلق سراحه فترة، لكن قضبان السجن كانت تشتاق لبطلنا؛ ففي المرة التالية لدى اقتحام اليهود القرية وقت صلاة الفجر كان هو المقصود بيد أنه استطاع هذه المرة أن يفلت بأعجوبة حتى اذا ابتعد راقب ما يجري ولمعت في عينيه تلك الشرارة حقداً على صهيون.

سرعان ما اضطر فهيم للسكن في نابلس لإكمال أعماله الجهادية، ولاحقاً كان له أن تزوج و الزواج بالنسبة لبطل قرية دوما مختلف يقول"إن البقية الدنيوية فينا هي التي تمنعنا أن نخبر نسائنا، عند خطبتهن، وهن في بيوت أبائهن، أن حياتنا معهن قصيرة، وأن المصالح اليومية لدعوتنا مقدمة على حقهن .." كان فهيم يرى في الزواج متاعاً دنيوياً.

غاب فهيم عن قرية أحبته عن أمه عن أبيه وعوضه الله بعد فترة بابنة سمها مجد وكم كان اسما يحمل الكثير، ثم كان له أن رزق بإبراهيم .

مقتطفات من رسالة بعثها الشهيد من سجن أريحا:

بدأت رحلتي في 18/3 حيث مكثنا يومين في قسم المخابرات في نابلس ثم انتقلنا الى اريحا ومضى 37 يوما آخر في زنازين التحقيق المعتمة التي أنيرت بمن سكنه وشمخت بمن فيها ، ثم انتقلت بعدها الى سجن أريحا الذي يسمونه سجن المقاطعة حيث وجدت أمامي الاخوة والأصحاب ينتظرونني بشوق فلقيت منهم الترحيب والود والحب الذي أنساني كل اللحظات الصعبة في التحقيق ............وما الدراسة وما التخرج وما الزواج وما لوظيفة إلا متاعٌ زائل".

فهيم خدم كثيراً وأخذت منه فلسطين حصة كبيرة حصة الأسد برأيي، وأخذ هو ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

 

خذ حلمك يا فهيم......

في 31/7/2001 اتصل في الصباح الباكر باثنين من اخوانه قالا أنه بدا فرحاً فوق العادة، لعله اشتم رائحة الفردوس، لم يطل الأمر حتى تحقق له ما أراد خطفت طائرات الاحتلال صوته في مجزرة هي الأبشع، مجزرة نابلس في لحظة غاب هو و6 من رفقائه.

ما قبل الصدمة

أصدقاؤه كانوا أيام الانتفاضة يجلسون ويتساءلون كيف سنزف الشهيد كان رفاقه يعلمون أنه شهيد ما زال بين الأحياء يقولون كيف سنهتف ولعل هذا لتساؤل ينبع من أن أهل القرية لم يكونوا معتادين على حدث بهذه الضخامة، تخلى الأصدقاء عن الحوار وقالوا سنقرر يوم يكون ذلك.

 

الشهيد الأول من قرية دوما حلم بالشهادة فنالها، زفة شهداء مجزرة نابلس لم ينسها أحد، فكيف كانت زفتك فهيم؟.

بعد تجاوز حاجز حوارة بدأت هذه الزفة يتقدمها جثمانك، أتذكر من عورتا إلى عقربا وصولاً إلى دوما وجلجل صوت أبي القعقاع من سماعة المسجد يحث الناس على المشاركة.

يروي من شهد العرس" عندما تصل الى مفرق قصرة وتنظر على مد البصر ترى طابوراً طويلاً من السيارات وما تكاد تطل على المرج- سهل في أول القرية- حتى تراه مليئا بالناس .

زاد عدد القرية ل3 و4 أضعاف ويتوحد الجميع وتنطلق الهتافات والتكبير أولئك الأصدقاء يا فهيم فريق النجوم الذي احتار كيف سيزفك بح صوته.

طاف موكبك كل القرية، هنالك وضعت يا فهيم بجانب أمك التي ابتعدت عنها بحكم عملك لعلها الآن تقر عيناً بك بعد أن رددت إليها عريساً.

ما زال الوجود يعشقك يا أبا إبرهيم ، ما زلت موجوداً، ما زالت رائحتك هنا، أما عن المبدأ فلا أعرف هم وحدهم من يعرفون.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017