كتبت انغام عبد الهادي
بعد انعقاد الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للامم المتحدة يُقدم الرئيس محمود عباس إلى القاء خطاب على مسامع العالم تحدث فيه عن الواقع الفلسطيني الذي لا يقبل التأويل، قضية فلسطين معروفة للعالم وإن ما يحدث من قتل وتدمير واعتقال لا يحتاج الى اظهار خلال خطاب عام إنما هو معروف للعالم كل ما يحدث في فلسطين يتم بثه على مواقع التواصل واصبحت بذلك القضية الفلسطينية ظاهرة لا يمكن إخفاؤها، المطلب الروتيني في الخطابات وهو السلام وخيار المفاوضات، إلا أن التغير في المسار هو رفض اوسلو و التوجه نحو قرارات هيئة الامم المتحدة حول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي
من المؤكد أن التطرق لمثل هذه الامور في الخطاب يتلقى تأيد من أغلبية المواطنين بأن الرئيس عرض القضية وما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة اعتبروه بأنه علامه فارقة في الادب السياسي الفلسطيني.
تلقى الخطاب رفض وانكار على الساحة الاسرائيلة بحيث وجه له تهمه تضليل الواقع واختلاق الاكاذيب، ووصف جلعاد اردن الخطاب بأنه بعيد عن الواقع وأنه يسعى الى كسب العضوية الكاملة في الامم المتحدة وان هذا سيفشل، و بالتالي فإن مغادرة الممثل الاسرائيلي القاعة عند القاء الخطاب كونه يتحدى قرارات الشرعية الدولية والقوانين الدولية الانسانية والاجتماعية والمدنية، لن يتقبل فكرة عرض الحقائق و الانتقاد العالني لما تفعله الدولة الممثل لها من صراع دموي مع شعب اعزل.
عندما تحدث الرئيس خلال كلمته بأن إسرائيل تسن القوانين العنصرية ضد شعبنا على مرأى من المجتمع الدولي فلماذا لا تعاقب على خرقها القانون الدولي؟ إذن علينا جميعا تقصي كافة حقائق الصراع الفلسطيني و الإسرائيلي والعالم مطالب بتحقيق كامل حقوق الشعب الفلسطيني من الحرية والعدالة والسلام والأمان والاستقرار.
وعندما يتحدث الرئيس موضحا بأن "الحكومة الإسرائيلية سمحت بتشكيل مُنظمات إرهابية عنصرية يهودية تمارس الإرهاب ضد أبناء شعبنا ووفرت لها الحماية".
يوجب ذلك على الأمم المتحدة بوضع هؤلاء على قوائم الإرهاب بالعالم وعدم ازدواجية المعايير وتغييب العدالة فإن الرد الاسرائيلي كان أن المنظمات التي وصفها محمود عباس بـ"الإرهابية" تسيطر على مناطق السلطة الفلسطينية، و أشار إلى حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
وتابع أن "تل أبيب ستعمل ضد هذه الخطوة (سيطرة حماس والجهاد على مناطق السلطة الفلسطينية) ونتأكد من أنها لن تمر".
وإعتبار محمود عباس إن إسرائيل دمرت اتفاقية أوسلو، وتسعى إلى تدمير حل الدولتين و انه لم يعد هناك شريك إسرائيلي يمكن الحديث معه حول الاراضي الفلسطينية
وانه لم تبق لشيئا من الأرض لقيام دولة فلسطينية ،و طالب المجتمع الدولي بالتعامل مع اسرائيل على أنها دولة احتلال ومنذ عام 2014، توقّفت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لرفض إسرائيل وقف الاستيطان و انكارها لحل الدولتين.
إن مصطلح التسوية عندما يكون متعلق في القضية الفلسطينية فإنه يكون مضلل اذ ان التسوية عادة تكون في دولة متنازعة مع اخرى او اطراف متنازعة داخل الدولة نفسها وبالتالي فإن القضية الفلسطينية هي قضية احتلال وهي تعكس حالة استسلام الطرف الضعيف الى الاقوى، وإن الوجود الاسرائيلي هو فعلياً حالة استعمار وان اي مسار تسوية لن يكون عادلاً في حق الفلسطينين.
وبذلك فإن مسار التسوية الفلسطينية الاسرائيلية بعد هذا الخطاب وما جاء عليه من رد يُشير إلى أنه لا مجال لهذه التسوية، بحيث ان التصعيد على مناطق الضفة الغربية قد زاد في الاونة الاخيرة وأن هذا الخطاب لم ُيجدِ نفعاً، بحيث أن المنظمات الدولية والمؤسسات الحقوقية لم تتعامل مع القضية الفلسطينية أو قاموا بإنكارهم لما تفعله اسرائيل، وبتالي فإن اسرائيل لم تجد الرادع الدولي لها ولن تكون هناك اي ردود فعل دولية لما يحدث فإن عمليات الاعتقال والتصفية التي تقوم بها اسرائيل تؤكد على عدم وجود رادع حقيقي لها حيث انهم يعملون على مبدأ الحكمة الصهيونية الخالدة اقتل الفلسطيني قبل أن يكبر ويقتلك، يبقى السؤال الذي نوجهه للعالم إلى متى سيبقى هذا الصمت الدولي ؟