memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia
">بعد كل التصريحات واللقاءات والاستعدادات لضرب داعش لم يكن مستغربا أبدا قيام الولايات المتحدة بتوجيه هذه الضربات ضد تنظيم داعش في سوريا, إذ يبدو أن الإصرار الأمريكي ينبع من استراتيجية خاصة بالعلاقة مع هذا التنظيم, باعتباره أداتها الرئيسية في تنفيذ مخططها الرئيسي ألا وهو الشرق الأوسط الجديد والقائم على نظرية الفوضى الخلاقة, حيث جاء تضارب المصالح بين داعش وأميركا ذريعة لاستخدام سيناريو جديد في إطار استراتيجيتها في المنطقة.
ومخطئ من يعتقد أن محاربة داعش تنم عن صحوة ضمير مفاجئة تجاه جرائم داعش في المنطقة, بل أنها تأتي في سياق متصل بضرورة إبقاء التنظيم تحت السيطرة الأمريكية , خاصة بعد توسع الدولة الإسلامية في أجزاء من كردستان العراق, مما يعني مساسا بالمصالح الأمريكية والصهيونية فيها, ورغبة داعش في الإستقلالية المالية عن الدوائر الأمريكية والصهيونية من خلال سيطرتها على المزيد من آبار النفط, وإعلانها عن حدود دولتها في المرحلة القادمة, والتي تضم الكويت والأردن ولبنان إضافة إلى سوريا والعراق, وبالتالي تسيطر على نفط سوريا والعراق والكويت ويكون لها منافذ على الخليج العربي والبحر الأحمر والمتوسط.
المخطط الأمريكي في ضرب مواقع داعش لا يمكن فصله بأي حال من الأحوال عن الحرب الكونية الشرسة التي تشن على سوريا, وعن أهداف هذه الحرب, إذ تستغل أميركا مجمل الأحداث لتحقيق هذه الأهداف ضمن مخططها في المنطقة, فهي في هذه المرحلة تهدف إلى:
1- تحجيم قدرات داعش بشكل يبقيها بحاجة دائمة إلى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
2- إقامة منطقة عازلة في شرق سوريا بالتزامن مع إقامة منطقة عازلة مع الحدود التركية فيما تتولى إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الجولان.
3- إبقاء المناطق العازلة أعلاه نواة لإقامة كيانات مستقلة ضمن المخطط الأمريكي لتقسيم سوريا.
هذا التوجه لا يمكن أن يكون غائبا عن صانعي القرار, سواء داخل سوريا أو الطرف الدولي الآخر, وأقصد به روسيا وإيران, فالموقف الروسي كان يقضي برفض توجيه أي ضربة عسكرية ضد داعش داخل الأراضي السورية, وتعمل على تشكيل حلف مقابل للحلف الدولي الذي تقوده أميكا لمحاربة داعش, وفور توجيه الضربة الأمريكية الأولى لداعش سارعت روسيا لإرسال سفينة عسكرية رست في ميناء طرطوس, حاملة أجهزة دفاع جوي متطورة, مما يعد رسالة شديدة الوضوح بأن روسيا تغض الطرف عن هذه الضربات طالما أنها لا زالت موجهة ضد داعش, ولم تطال الجيش السوري, إلا أنها لن تسمح بتطورها لضرب المواقع السورية, أما إيران فقد أعلنت رفضها المطلق لضرب داعش داخل داخل سوريا, معتبرة أن أميركا وحلفائها هم من أوجدوا داعش ويمولونها, فكيف لهم أن يحاربوها, وأكدت أن هذه الضربات جزء من الجهد الأمريكي في حربها ضد سوريا.
الموقف الرسمي السوري يؤكد على ضرورة التنسيق المسبق مع الحكومة السورية قبل توجيه أي ضربة لداعش داخل أراضيها, وعكس ذلك يعتبر اعتداءا على سوريا, ومع أن الولايات المتحدة قد أعلمت سوريا وروسيا بهذه الضربات فقد رأت سوريا في ذلك تجاوبا مع مطلبها, ومن الناحية غير الرسمية ترى أن توجيه أي ضربة لداعش تصب في مصلحتها, مع ضرورة التيقظ للأهداف الأمريكية والتنسيق المستمر مع روسيا وإيران في هذا الإطار.