الرئيسية / مقالات
هل نحن على أبواب أنتفاضة ثالثة مسلحة؟
تاريخ النشر: الأحد 16/10/2022 09:26
هل نحن على أبواب أنتفاضة ثالثة مسلحة؟
هل نحن على أبواب أنتفاضة ثالثة مسلحة؟

كتبت انغام عبد الهادي

ان الأحداث التي تدور في مدن الضفة الغربية وما تشهده نابلس وجنين ورام الله والقدس وجميع المدن الفلسطينية في الأونة الأخيرة من عمليات عسكرية واقتحامات واغلاق الطرق، واعتقال وتصفية الشباب الفلسطيني حيث أنه لا يكاد يمر يوم دون وجود شهيد فما أكثر، إلا أن ما نشهده من عمليات فردية وظهور جماعات شبابية و جماعات منشقة عن الأحزاب الفلسطينية وما ينتج عنه من عمليات فردية أو مجموعة قليلة من الشباب، فإن الأمر مؤهلاً للتصاعد والتطور وصولاً إلى انتفاضة شاملة تسعى الى تحرير فلسطين، الشباب الفلسطيني يحاول ان يصل الى التحرير بعيداً عن اوسلو وسلطتها لأن الشعب الفلسطيني وصل إلى مرحلة فقد فيها أي أمل بأي حل سلمي.

ومع ذلك يبقى السؤال، هل الشعب الفلسطيني على جاهزية لإحداث انتفاضة ثالثة؟ وما هي جغرافية هذه الانتفاضة؟، البعض يريد ان يذهب الى انتفاضة ثالثة مسلحة ، حيث انها الفرصة التي تمكن من تفكيك سلطة الاحتلال السياسية في الضفة مع ان الظروف الدولية والاقليمية لا تسمح بتوفير شروط انتصار اي انتفاضة، ولكن الاحداث والمؤشرات قد تنفجر و تقلب الموازين وتذهب الى طريق الانتفاضة دون الاخذ بعين الاعتبار اي ظروف دولية أو غيرها كما حدث في الانتفاضات السابقة.

و إن من المؤشرات التي تدل على حدوث إنتفاضة مسلحة هو الهجمة الشرسة على ابناء الشعب الفلسطيني في كل المناطق الفلسطينية، ففي القدس يتم تهويد الاراضي واقتحامات للمسجد الأقصى واستفزاز الشباب الفلسطيني من اعمال المستوطنين في حي الشيخ جراح وطرد الفلسطينيين من منازلهم. وما يحدث في الداخل المحتل من محاولات لطرد الفلسطينيين من منازلهم، والخليل وما يحدث من اقتحام للمسجد الابراهيمي واقامة احتفالات راقصة للمستوطنين داخل المسجد وما يحدث من مصادرة اراضي في مسافر يطا وغيرها من مناطق الخليل وكذلك الحال في نابلس وجنين وما ينتهجه الاحتلال من عمليات تصفية الشباب الفلسطينيين، إضافة إلى سياسة إفقار الفلسطينيين بكل الوسائل و زيادة عدد الحواجز التي تقطع الضفة و يقف على بواباتها جنود صهاينة يتحكمون في حياة الفلسطينيين، وقطاع غزة الذي يخرج من حرب الى اخرى وحصار دائم، إن جميع هذه المؤشرات واضحة جداً لحجم الاستهداف الذي يتعرض له ابناء الشعب الفلسطيني.

و إن مقتل اكثر من جندي خلال اقل من يومين فإن هذا يشير الى أن الشباب الفلسطيني أدار البوصلة الى الاتجاه الصحيح في المقاومة الشعبية. وإن ما يحتاجه الشعب الفلسطيني ما هو إلا التحرر من الاحتلال وبذلك قد نشهد تزايد في نشاط حركات المقاومة لدى الشباب الفلسطيني وبذلك فإن الضغط يولد الانفجار، وما تقوم إنتفاضة أو حرب الا بوجود فتيل يشعلها وما هذه الاحداث إلا فتيل اشعال الثورة الفلسطينية. فإن المشهد العام للوضع الفلسطيني يسير تجاه ثورة شعبية، وما عمليات تشديد حملة الاعتقالات في الضفة الغربية من قوات الاحتلال إلا لأنهم يشعرون في ازدياد كبير لأعمال المقاومة الشعبية من عمليات إطلاق نار و رشق للحجارة والزجاجات الحارقة وأعمال الطعن و العمليات الفردية وغيرها من الأعمال التي تشير الى تصعيد سيصل لانفجار كبير .

و لكن السلطة الفلسطينية ليست معنيه في إندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية و ذلك من أجل المصالح ومن اجل اتفاقيات مثل اوسلو وغيرها، حيث ان السلطة الفلسطينية تحاول عدم انتقال المواجهات التي تحدث في جنين ونابلس إلى مدن اخرى في الضفة الغربية وذلك لتجنب الفوضى الشاملة وخوفاً من إضعاف مكانة السلطة أكثر، وإن محاولات السلطة الفلسطينية إلى إستعادة الأمن في مناطق جنين ونابلس في الآونة الأخيرة ، ستحتاج الى مواجهات طويلة مع أبناء الشعب وأن السلطة غير مستعدة لدفع الثمن من جراء هذه العملية، وإن اي مواجهه شعبية أهلية فلسطينية ستكون خدمة لإسرائيل وبذلك يبقى دور السلطة هو في محاولة لمنع تصعيد أكبر في الضفة الغربية، و بالتالي إن حدثت إنتفاضة أو لم تحدث فإن الشباب الفلسطيني لن يتقبل وجود الاحتلال، وإن الانتفاضة ليست مجرد رد فعل بسيط لحدث فردي إنما هي إعلان بأن الفلسطينيين يرفضون وجود إسرائيل على أرضهم. وإن ما يسبق أوانه معرفة ما إذا كانت فلسطين على حافة إندلاع انتفاضة مسلحة أم لا!. 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017