جنين – نظمت جمعية التنمية الزراعية ( الإغاثة الزراعية ) ملتقى شركاؤنا السنوي الاول الخاص بلجان الحماية المجتمعية بعنوان " جاهزية لجان الحماية المجتمعية التطوعية لمجابهة التهديدات والمخاطر الطبيعية و البشرية وتغيرات المناخ، لجان الحماية " بين تحديات الواقع والمأمول " ، وذلك بهدف تعزيز دور لجان الحماية المجتمعية في المواقع وزيادة فعاليتها واخذ دورها في رفع جاهزيتها للحد من مخاطر الكوراث الطبيعية والبشرية وتغيرات المناخ اضافة الى فهم الاخطار والتهديدات التي تعاني منها كافة قطاعات المجتمعات في الضفة وغزة ووضع حلول التدخل الازمة لتقليل من اثارها ، وذلك بمشاركة 25 لجنة حماية مجتمعية في الضفة الغربية و 20 لجنة حماية مجتمعية من قطاع غزة من خلال مشاركتهم عبر تقنية الفيديو كونفرنس ، وبمشاركة ممثلين عن مؤسستي FPS و ACPP الإسبانيتين و بحضور ممثلين عن الدفاع المدني الفلسطيني ومركز القدس للمساعدة القانونية ، ومركز الارشاد النفسي ، والمجالس والبلديات المحلية و فعاليات محافظة جنين .
وفي مستهل الكلمة الافتتاحية رحب مدير عام الإغاثة الزراعية أ. منجد أبو جيش أن هذا اللقاء مهم وجديد وقليل من المؤسسات تعمل به ، والأكثر أهمية هو تفسير لجان الحماية المجتمعية التي بدأتها المؤسسة في محافظة سلفيت كنموذج مختلف للعمل التطوعي ومن ثم إنطلق لباقي المحافظات ، وفي اعتقاد المؤسسة أن هذه التجربة لازالت بحاجة لتطوير ونقاش عميق لتطوير آليات عملها و تنظيمها بشكل أفضل برغم العمل المنجز و الذي يعتد به ويبنى عليه .
وأشار ابو جيش الى أن النقاش ما بين الإغاثة الزراعية ولجان الحماية المجتمعية مهم و نتيجة هذا النقاش ملزمة للإغاثة الزراعية التي ستعمل وفقا لتوصيات اللجان بصفتها الأكثر إطلاعا في مواقع وجودها . وذلك لخدمة الناس والفقراء والمهمشين في المجتمع حيث أن هذا الهدف هو الأسمى للإغاثة الزراعية ذلك أن شرعية لجان الحماية المجتمعية تأتي من شرعية اللجان في مواقعها والتفاف المواطنين حولها فهي ليست رسمية وليست مسجلة وتستمد شرعيتها من جودة عملها ورضى المواطنين عنها .
وقدم م . ليث صرصور عرض عن تدخلات الإغاثة الزراعية مع لجان الحماية و أهميتها التي تأتي من الدور الذي تقوم به لجان الحماية في هذه المجتمعات في المساهمة في الحد من العديد من المخاطر والتهديدات، حيث تم تنفيذ العديد من الأنشطة والمبادرات المجتمعية التي تقوم اللجان بتنفيذها في قطاعات ، البنى التحتية ، القطاع الزراعي ، المياه والصحة والتعليم والغذاء وغيرها ، والتي تخدم بدورها العديد من المواطنين وتأمن وصولهم الى الخدمات الاساسية وسبل العيش الكريم.
وأضاف ليث صرصور ان العديد من المجتمعات تواجه مشكلة العزوف عن العمل التطوعي المجتمعي، وكان لابد للإغاثة الزراعية من اعطاء لجان الحماية المجتمعية اهمية كبيرة لإيمانها في ان العمل التطوعي هو العمود الفقري في بناء ونمو المجتمعات الفلسطينية، حيث عملت من خلال العديد من البرامج والمشاريع على تشكيل لجان الحماية وتدريبها وتمكينها في 69 موقع في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما ركزت الإغاثة الزراعية في تشكيل اللجان على المواقع الاكثر تعرضا للمخاطر ، والمواقع القريبة من المستوطنات والتي تواجه العديد من المخاطر فركزت عملها خلال السنوات السابقة في محافظات نابلس وسلفيت وقلقيلية لما تواجهه هذه المحافظات من انتهاكات الاحتلال والمستوطنين والتي تؤثر على كافة القطاعات فيها .
و قدم منسق لجان الحماية في الإغاثة الزراعية أسد الكردي عرضا توضيحيا عن الخلفية التاريخية لإنشاء لجان الحماية المجتمعية والتي بدأت في العام 2012 وتم بموجبها العمل على تأسيس و تدريب أعضاء 69 لجنة حماية مجتمعية في الضفة الغربية وقطاع غزة منها 47 لجنة حماية مجتمعية فاعلة .
كما قدم الكردي مخرجات ونتائج وتوصيات الاستبيان البحثي التقييمي الذي تم إعداده مسبقاً مع لجان الحماية المجتمعية في جميع المحافظات في الضفة وقطاع غزة ، حيث شملت هذه الدراسة تحليل نقاط الضعف والقوة والفرص والتحديات من خلال الاعتماد على محاور رئيسية هي معلومات حول لجان الحماية وفعاليتها ، المخاطر التي يواجها المجتمع و اختيار الأعضاء و المبادرة المجتمعية التي تم تنفيذها في المجتمعات .
وخلصت الدراسة بحسب الكردي انشاء هيئة للجان من خلال عقد انتخابات تفرز لجنة قيادية تمثل مختلف لجان الحماية ، تشجيع مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في لجان الحماية ،ضرورة متابعة عمل خطط مجتمعية للحد من مخاطر الكوارث المختلفة والتغير المناخي ،ضرورة عقد اجتماعات دورية للجان الحماية وفق اجندة ويتم توثيقها ، تدريب أعضاء لجان الحماية وبناء قدرات أعضاءها على المواضيع المختلفة .

و عبر ممثل مؤسسة ACPP السيد دانيال عن سعادته بالمشاركة في اللقاء ، وقال نحن نعمل مع الإغاثة الزراعية منذ 20 عام ومن خلال مجموعة العمل التي تضم مجموعة من المؤسسات ، كما أن مؤسسة ACPP ترى بأن هذا الملتقى مهم بهدف التنسيق ما بين لجان الحماية المجتمعية وضرورة الخروج بإستراتيجية لعمل لجان الحماية المجتمعية بناء على حقوق الانسان خصوصا في مناطق ج في الضفة و قطاع غزة .

وقال السيد سيرخيو مارين ممثل مؤسسة FPS بأن مؤسسته تعمل في الأراضي الفلسطينية منذ العام 1994 و أنه على إطلاع على عمل 120 لجنة حماية مجتمعية أصبحت على دراية تامة بالمخاطر التي تهدد استقرار مجتمعاتهم سواء كانت طبيعية او بشرية ، وأنه على إطلاع وفخور بالأداء الذي قدمته لجان الحماية المجتمعية خلال تفشي جائحة كورونا .
و أكد السيد سيرخيو على أن المشاركين الأن يقودون لجان حماية مجتمعية تصمم حلولا للمجتمع وتتصدى للمشاكل البيئية والمجتمعية في مواقعها ، وضرورة الاعتراف بقدرات لجان الحماية لكونها جاهات فاعلة في مجتمعها ويتم التركيز على على ذلك في مؤسسة FPS ، بالإضافة لتوحيد الجهود والموارد لهذه اللجان والاعتراف بهم كمحللين في مواقعهم .

وشكر مدير العمليات في الدفاع المدني بمحافظة جنين المقدم يحيى كعبية الإغاثة الزراعية التي اتاحت للدفاع المدني الحديث عن الحماية المدنية والتي تعتبر لب عمل الدفاع المدني ، حيث يرى جهاز الدفاع المدني ان لجان الحماية هي من تخصصات الجهاز ويحتوي المتطوعين من خلال تدريب المتطوعين في المجتمع المحلي المستهدفة سواء من الاحتلال او البعيدة عن مراكز الدفاع المدني بهدف ان يكون لديهم القدرة على التعامل مع الاحداث والمخاطر المختلفة .
وقدم ممثل مركز القدس للمساعدة القانونية أ . وائل القط لمحة عن عمل مركز القدس للمساعدة القانونية ، والذي يعمل في مجال الدفاع عن المناطق المصنفة ج و التي تتداخل التركيبة الأمنية والسياسية فيها ، كما قدم لمحة عن التطورات الأخيرة التي حصلت في الجهاز القضائي لدى الاحتلال و الذي اصبح أكثر يمينية بعد الانتخابات الأخيرة وأصبحت إجراءات التقاضي لديه صعبة للغاية وتوجه لمحاكم غير مختصة بعد أن كانت في الغالب لدى محكمة العدل العليا .
و أشار السيد وائل القط الى انه وبرغم نظام الحكم العسكري الموجود يحاول العاملون مركز القدس مساعدة المواطنين في المناطق المصنفة ج والعمل في مختلف الأرض وخصوصا أوامر الهدم التي تصدر عن الإدارة المدنية و التي تعتبر تركيبتها اليوم من اليمين الإسرائيلي المتطرف
و أبدى السيد وائل القط استعداد مركز القدس لتدريب لجان الحماية على مواضيع التوثيق لانتهاكات الاحتلال بحسب الخصوصية القانونية والجغرافية لكل لجنة حماية .
وعبر الزميل مدحت حلس من قطاع غزة عن سعادته بوجوده في هذه الفعالية وقدرته على الوصول الى الشق الأخر من الوطن ، وعبر عن فخره بتنظيم الملتقى الأول للجان الحماية ، حيث يسمح لنا هذا المؤتمر بتقييم عمل اللجان وتقويتها تعزيزا لصمود المواطنين الأكثر تأثرا بالمخاطر الطبيعية والبشرية ، حيث جاءت تجربة الإغاثة الزراعية في لجان الحماية من خبرتنا في الواقع مع المؤسسات الممولة و الشريكة التي أعطتنا فرصة نقل هذه التجربة لمجتمعاتنا الضعيفة التي تتعرض بشكل دائم لمخاطر مختلفة
و أضاف حلس أن فلسطين لم تشهد كوارث طبيعية كبيرة كالتي تحصل في بعض دول العالم ، ولكن فيما يتعلق بالمخاطر البشرية نحن نتعرض لمخاطر كبيرة في المنطقة العربية نتيجة للحروب والصراعات و في فلسطين على وجه الخصوص نتعرض لمخاطر بشرية كبيرة نتيجة لإجراءات الاحتلال التي تطال كل ما هو فلسطيني و تشكل ممارساته خطورة على الأرواح الفلسطينية .

وقدمت لجان الحماية المجتمعية في مواقع ( سكاكا ، فروش بيت دجن ، عصيرة القبلية ) عروضا توضيحية عن طبيعة عمل الجان ف يالمواقع و التدريبات التي تلقوها كأعضاء في لجان الحماية المجتمعية ، بالإضافة للعروض التي تطرقوا فيها لأهم المخاطر الطبيعية والبشرية والتي تتمثل في اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه والتغيرات المناخية .

وفي ختام الملتقى نظم الميسرين نقاش ما بين أعضاء لجان الحماية المجتمعية و الإغاثة الزراعية و الممولين ، وذلك لبحث سبل تطوير أداء لجان الحماية المجتمعية ورفع قدرات أعضاءها من خلال التدريبات التي تواكب احتياجات المجتمعات وسبل إضافة أعضاء جدد للجان و إنشاء لجان جديدة تكون على دراية بالمخاطر البشرية و الطبيعية .