بعد المؤامرة الاستعمارية الكبرى التي استهدفت قلب الوطن العربي وأدت إلى اغتصاب الأراضي العربية المقدسة- فلسطين- وتهجير سكانها ألأصليين ,وقتل وسحل وحبس بل وحرق شعبها الآمنين من قبل العصابات الصهيونية النازية رأس الحربة في التغول الرأسمالي الامبريالي الاستعماري الجشع. تأتي اليوم تلك العصابات وفي أخطر خطوة تقدم عليها باستهداف قدس الأقداس ومسرى النبي الكريم وقبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين والتي تعد بمثابة عصب الحياة لعقيدة الأمة..والجذر الروحي..وقسيمة البقاء على الوجود ..وإكسير الثبات على الإيمان والمعتقدات للأمتين العربية والإسلامية.
إن هذه الهجمة الصهيونية التترية على المسجد الأقصى المبارك لا تستهدف من يعيشون في أكناف بيت المقدس فحسب وإنما كل من يعتقدون بالعروبة انتماءً ووجوداً حضارياً, ويعتنقون الإسلام ملهماً روحياً يصلهم بالخالق عز وجل.
وهذه الجريمة من قبل الاحتلال والتي تمهد لاجتثاث الأقصى وبالتالي بناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه تعد بمثابة الإقدام على انتزاع روح الأمتين العربية والإسلامية.
أيها العرب ..أيها المسلمين..أزفت ساعة الصفر ودقت طبول الحرب وبات العالم يسمع دقاتها..قدس الأقداس في خطر..وأقصانا الجريح يئن تحت ضربات العدوان الغاشم وأذرع الإخطبوط تلتف من حوله..عار علينا نحن العرب والمسلمين أن نبقى في مربع الانتظار كما المتفرج على انتزاع شرفه وروحه دون أن نحرك ساكناً..وعار علينا أن لا نغادر مربع الذل والهوان والفرقة والتشرذم وأقصانا يلفظ أنفاسه الأخيرة دون معين..وتذكروا دائماً وأبداً أن القدس والأقصى وديعة الله التي أودعها للمرابطين في القدس وأكناف بيت المقدس, وبغير الدفاع عنهما وإسالة الدماء الزكية من حولهما لن تطأ أقدامنا جنه الله التي وعد عباده المؤمنين المجاهدين ووعد الله حق.
أيها العرب ..أيها المسلمين.. دقوا طبول الحرب في كل صعيد واتجاه واجعلوا من القدس وأقصاكم قبلة أحلافكم العسكرية لا عين العرب وموصل الحدباء..دقوا طبول الحرب واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فقبلتكم اليوم تحرير فلسطين العربية وكنس الاحتلال عن أرضها المقدسة فهي أرضكم وكرامتكم وشرفكم وعرضكم وروحكم..دقوا طبول الحرب فلن تعودوا إلا غانمين رضي الله ورسوله بعد أن كسبتم دنياكم واليوم الآخر.
يا أبناء فلسطين..يا أبناء العروبة والإسلام..إن ما يجري اليوم في القدس وما يتعرض له أقصانا الجريح يستدعي منا وقفة مسؤولة وجادة,ويستحق منا كل التضحيات ,والعمل بشكل دؤوب على تصعيد نضالنا وكفاحنا وفي كل الاتجاهات وبشتى الوسائل الممكنة ,وليكن الشهيد معتز حجازي قدوتنا ومثلنا الأعلى في الدفاع عن مقدساتنا وكيفية التصدي للهجمة الصهيونية الغاشمة على الأقصى المبارك...ولنضع خلافاتنا وصراعاتنا على كعكة موهومة وزائفة جانباً..ونعمل معاً وسوياً ونشد الرحال صوب القدس والأقصى لنكون طليعة الأمة في الدفاع عن مقدساتها وقبلتها الأولى ..ولا يفوتنا في هذا الصدد السعي الحثيث بهدف تشكيل أوسع تحالف عربي إسلامي قبلته فلسطين التي توحد العرب وكنس الاحتلال عن أرضها واستعادة كامل الحقوق العربية التاريخية في فلسطين وحق تقرير المصير لشعبها بما فيها حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في مواجهة الحلف الصهيوني الامبريالي ألصفوي الرجعي وأهدافه الشريرة في المنطقة العربية.