كتب يزن ابو صفية
بعد خلافات سياسية، عرقية، ومذهبية عبر التاريخ وبعد إنقطاعات دبلوماسية عديدة بين الطرفين حتى كانت أخرها عام 2016 على أثر أخذ القضاء السعودي قرار بإعدام الشيخ "نمر النمر" من أتباع المذهب الشيعي في 2\1\2016، وعلى أثر هذا القرار قام متظاهرون إيرانيون بحرق سفارة المملكة العربية السعودية في طهران ودون تدخل الأجهزة الأمنية الإيرانية مما إعتبرته السعودية بأمراً مقصوداً من الحكومة الإيرانية، ورداً على ذلك قامت السعودية إلى سحب سفيرها وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، مما ألقى هذا التوتر بظلاله على العلاقات السياسية في المنطقة وعلى أدوار الطرفين في كل من سوريا واليمن والعراق.
وقبل عامين من العام الحالي نجحت الوساطات العُمانية والعراقية من عقد إجتماعات مشتركة ل مسؤولين أمنيين ايرانيين و سعوديين، وبعد هذه اللقاءات تمت إعادة العلاقات الايرانية السعودية بوساطة صينية.
قد ركزت خطوة عودة العلاقات الدبلوماسية، وعقد الإتفاق بين ايران والسعودية على أبعاد قانونية و إحترام القانون الدولي بين علاقات الطرفين فعلى الصعيد الداخلي وخصوصاً بعد أحداث الإعتداء على السفارة السعودية والقنصلية في طهران والتي هي خرق لإتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية 1961، أما على الصعيد الخارجي أو على المنطقة الإقليمية فقد ركز الطرفان وبالأخص السعودية وتحت بند" إحترام السيادة الخاصة بالدول"في بيانهم المشترك على إحترام سيادة الدول وعدم التدخل الذي ينصه القانون الدولي وبالأخص بعد تدخل ايران في السنوات الأخيرة بالمنطقة وعلى رأسهم كلاً من سوريا واليمن.
إن عودة العلاقات الإيرانية مع السعودية والتي تعتبر الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط بعد إنقطاع دام سبع سنوت قد يؤثر بشكل سلبي على دور الولايات المتحدة التي تعتبر العراب الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط، وخاصةً مع التدخل الصيني الفريد من نوعه ولم نعهده في المنطقة، ولطالما كانت الولايات المتحدة هي من تحتضن الإتفاقيات و المعاهدات والتقارب ما بين الدول.
كما أن مع عودة هذه العلاقات و إنشاء قوة إقليمية قد تنهدم إن صح التعبيرمعظم التحالفات التي عملت من
اجلها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة وتراجع المحور الأمريكي في المنطقة.