الرئيسية / الأخبار / دولي
علماء يحذّرون من موجات جفاف جديدة بسبب التغيّر المناخي
تاريخ النشر: الجمعة 14/04/2023 15:39
علماء يحذّرون من موجات جفاف جديدة بسبب التغيّر المناخي
علماء يحذّرون من موجات جفاف جديدة بسبب التغيّر المناخي

حذّر خبراء في دراسة جديدة، نُشرت نتائجها أمس الخميس، من ازدياد وتيرة "موجات الجفاف السريعة".

وتعتبر موجات الجفاف السريعة، حالات مناخيّة يصعب التنبّؤ بها أو التكيّف معها.

وفيما يعتبر الجفاف عمومًا ظاهرة طويلة الأمد، لكنّه قد يظهر في بعض الحالات فجأة، في غضون أسابيع قليلة، عندما تتوافر الشروط المطلوبة لذلك. ومع ذلك، فإنّ الاحترار المناخيّ يسرع في ظهور بعض هذه الظروف، إذ إنّ انحباس الأمطار في مناطق معيّنة وزيادة التبخّر بفعل ارتفاع درجات الحرارة، يميلان إلى تجفيف التربة بسرعة أكبر.

وفي البحث الّذي نشرت نتائجه مجلّة "نيتشر"، حلل الباحثون بيانات تمتدّ على أكثر من ستّين عامًا (1951-2014)، تجمع بين عمليّات مراقبة أجريت عبر الأقمار الاصطناعيّة وبيانات من الأرض بشأن رطوبة التربة.

وقال المعدّ الرئيسيّ للدراسة شينغ يوان، وهو أستاذ في جامعة نانجينغ الصينيّة لعلوم المعلومات والتكنولوجيا، لوكالة فرانس برس إنّ موجات الجفاف السريعة آخذة في الازدياد "خصوصًا في أوروبا، وفي شمال آسيا وشرقها ومنطقة الساحل الإفريقيّ، وعلى السواحل الغربيّة لأميركا الجنوبيّة". وشدّد على أنّ هذه الظواهر "خطرة بسبب ظهورها السريع، ولكونها لا تترك وقتًا كافيًا للاستعداد"، على سبيل المثال من خلال إجراءات ترشيد الموارد المائيّة.

كما تضع موجات الجفاف المفاجئة النظم البيئيّة في خطر، "إذ لا يكون للغطاء النباتيّ الوقت الكافي للتكيّف"، وفق شينغ يوان.

وأظهرت الدراسة أيضًا أنّ وتيرة حالات الجفاف التقليديّة قد زادت بدورها في معظم المناطق، كما أنّها تميل إلى الحدوث بسرعة أكبر. على الرغم من ذلك، ثمّة "انتقال حقيقيّ من الجفاف البطيء إلى الجفاف السريع"، بحسب شينغ يوان. وقد احتسب الباحثون تأثير سيناريوهات مختلفة لانبعاثات غازات الدفيئة على حالات الجفاف السريع في المستقبل، بناء على النماذج المناخيّة.

وإذا كانت الانبعاثات معتدلة، سيتعزّز الاتّجاه نحو مزيد من حالات الجفاف السريع في جميع مناطق العالم تقريبًا. وإذا كانت مستويات الانبعاث أعلى، فسيزداد هذا الاتّجاه أكثر في معظم المناطق. وقال شينغ يوان "نعتقد أنّ خفض الانبعاثات يمكن أن يبطئ هذا التحوّل" إلى مزيد من موجات الجفاف السريعة. وظهر مفهوم الجفاف السريع في بداية القرن الحادي والعشرين، لكنّه حظي باهتمام أكبر منذ جفاف صيف 2012 في الولايات المتّحدة، والّذي حلّ بسرعة كبيرة، وتسبّب في خسائر اقتصاديّة تزيد عن 30 مليار دولار.

وقال الباحث في جامعة فاخينينغن في هولندا ديفيد ووكر الّذي لم يشارك في هذا البحث، إنّ "تحذير" معدي الدراسة "يجب أن يؤخذ على محمل الجدّ".

وأشار في تعليق نشر أيضًا في مجلّة "ساينس" إلى أنّ المناطق المتأثّرة بشكل خاصّ بالجفاف السريع تقع بنسبة كبيرة في بلدان منخفضة الدخل، حيث يفتقر السكّان إلى الموارد اللازمة لمواجهة هذه الأحداث المناخيّة المتطرّفة.

وستعتمد شدّة التأثير على المحاصيل إلى حدّ كبير على وقت حدوث الجفاف، لا سيّما إذا حصل ذلك في مواسم التزهير أو التلقيح، أو في وقت لاحق من العام. في الوقت الحاليّ، تنشر خرائط الجفاف غالبًا مرّة واحدة شهريًّا، بحسب ديفيد ووكر. وقال "هناك حاجة إلى طرق للكشف عن الجفاف تعمل على فترات زمنيّة أقصر".

 

عرب 48

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017