الرئيسية / مقالات
الحاضنة الشعبية للمقاومين الجدد
تاريخ النشر: الأثنين 26/06/2023 22:27
الحاضنة الشعبية للمقاومين الجدد
الحاضنة الشعبية للمقاومين الجدد

كتبت اسراء معالي

تشهد القضية الفلسطينية في الفترة الأخيرة ظاهرة جديدة أُطلق عليها اسم ظاهرة المقاومة الجديدة والتى بدورها بدأت في جنين انتقلت إلى نابلس ثم أخذت بالانتشار إلى بقية مدن الضفة الغربية، تشكل المقاومة تهديد لإسرائيل وعليه تسعى إلى انهاء المقاومة تخوفاَ من نقلها إلى عدد أكبر من المدن الفلسطينية، الشارع الفلسطيني وكيف يتعاطى مع هذه الظاهرة بمعنى أخر طبيعة الحاضنة الشعبية التي تقف وراء وتدعم المقاومين الجدد يشكل الشارع قوة بيد المقاومين.

الحاضنة الشعبية الملتفة حول كتيبة جنين وعرين الاسود لم يتواجد منذ فترة ليست بقليلة من يستطيع تنزيل الناس على الشارع او على الدوار بطلب منهم لكن عرين الاسود مثلا تطلب من الناس النزول على الدوار ينزلوا ويهتفون لهم في غضون ساعات قليلة , اضافة الى ان المقاومة ليست معادية لاي من الاحزاب الموجودة ولم تأخذ حتى الطابع السياسي وهذا ما يجعل الناس اكثر دعماً لهم, انتشار هذه المقاومة في المدن الاخرى , تطوّعية ما قبل 1948: من الشائع في الموروث الفلسطيني، سواء التاريخ الشفوي، أو حتى الأدب، والسير الذاتية، الحديث عن بيع الرجال والعائلات ممتلكات من نوع الأبقار والخيل أو ذهب الزوجات لشراء البنادق، لقتال الصهاينة قبل العام 1948. هذا متكرّر في ظاهرة الشباب الجدد، فمثلا باع الشهيد عبد الرحمن صبح، في نابلس، (28 عامّاً) جرافة أو آليّة حفر لتمويل شراء بندقيته، وكانت لديه سيارته، وحصان يحبّه. وحتى في حالة الشباب الذين ينتمون بشكل صريح إلى فصيل بعينه، مثل جميل العموري (شهيد مخيم جنين في 10يونيو/ حزيران 2021)، والذي كان شخصية أساسية في تنظيم الشباب حوله، يؤكّد المقرّبون منه للإعلام أنّ “سلاحه وذخيرته” بتمويل ذاتي منه، وهناك إجماع واضح بين المراقبين على أنّ هناك وحدة في كل موقع ضد الاحتلال، بل وعلى مخاطبة أي جهة أخرى سياسية بشكل موحد، فشباب نابلس يتحدثون كوحدة واحدة بغض النظر عن الانتماء التنظيمي، وهذا واضحٌ جداً في حالة مخيم مثل جنين، الذي يتعامل أبناؤه مع أنفسهم جماعة فرعية ذات خصوصية, يمكن القول أيضا أن الكتائب وأبطالها وقادتها هم من الجيل الجديد هذا الجيل الذي يمكن القول أنه عملي الذي لا يؤمن بالأيدولوجية الشيء الوحيد المؤمن به هو تحرر من الاحتلال بغض النظر عن التفرعات الحزبية الموجودة.

لا يمكن اعتبار الحاضنة الشعبية للمقاومين متساوية مع الحاضنة الشعبية لمقاومين بالانتفاضة مثلا هناك فرق كبير بينهم ولكن لم تحظى أي ظاهرة فلسطينية سابقة إلى التفاف جماهيري كما حظيت عرين الاسود مثلاً، كل ما قيل سابقاً من أن المقاومين يشترون بمالهم الخاص البنادق للمقاومة هو ما يجعل الحاضنة الشعبية أكثر قوة وكل ما كانت المقاومة ظاهرة بعيدة عن التسيس وسيطرة الأحزاب الفلسطينية هو ما يجعلها أكثر قبولاً في الشارع الفلسطيني.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017