تحت رعاية دولة رئيس الوزراء، الاستاذ الدكتور رامي حمد الله، نظمت إدارة مستشفى النجاح الوطني الجامعي يوماً علمياً بمشاركة واسعة من الأطباء الفلسطينيين وأشقائهم في الداخل، وذلك لتدارس الامكانيات المتاحة وسبل تطويرها بما يخدم التطوير الصحي والبحث العلمي في فلسطين.
وفي كلمته الإفتتاحية، تحدث البروفيسور سليم الحاج يحيى، المدير التنفيذي لمستشفى النجاح الوطني الجامعي وعميد كلية الطب وعلوم الصحة في الجامعة، عن رؤيته للمستشفى وكلية الطب وعلوم الصحة، والتي تطمح الى تقديم خدمات صحية تحويلية للحالات التي يصعب إجراؤها في مستشفيات الوطن وذلك بالاستعانة بالخبرات والكفاءات الوطنية اللامحدودة والتي تتمتع بالكفاءة العالية، بحيث يكون المستشفى مستشفىً تحويلياً لكل فلسطيني.
كما تهدف الرؤية الاستراتيجية الى تشجيع التعاون بين الاطباء الفلسطينيين في الوطن والشتات، بالإضافة لتبادل الخبرات مع الأطباء العالميين. حيث أشار أن أحد أهم الاهداف الكامنة وراء إنشاء مستشفى الجامعة هو توفير منصة تتيح للباحثين إجراء البحوث العلمية باعتبارها مستشفىً مستقل وليس بخاص وغير ربحي. كما تحدث عن إيمانه بالموارد البشرية وإمكانية تطويرها في القطاع الطبي والبحث العلمي وأهمية تطوير بيئة عمل إيجابية بما يخدم تعزيز المناخ الصحي في فلسطين، وأكد على ضرورة التعاون بين مختلف العاملين في القطاع الصحي من أجل تحقيق المخرجات التي تضع المرضى على رأس سلم الاولويات بحيث يتم تزويد المريض بما يحتاجه بالوقت المناسب والمكان الملائم.
وأشار البروفيسور سليم الحاج يحيى الى أهمية تطوير البحث العلمي في مختلف المجالات الطبية لما لذلك من أهمية ملحة على تطوير الخدمات الصحية، ودعا الى ضرورة تطوير جودة الخدمات الطبية للارتقاء بجودة العمل الطبي في فلسطين، لما لذلك من أهمية للمرضى والمجتمع. هذا فضلا عن دور تطوير سياسة المكاشفة والشفافية والاخلاقيات الطبية.
ثم تحدث عن التحويلات العلاجية الى المستشفيات الاسرائيلية والمبالغ الضخمة التي يتم دفعها لهذه المستشفيات مقابل استقبالها للمرضى الفلسطينيين مشيراً الى أهمية تطوير الخدمات الطبية في الوطن لاستيعاب المرضى بدلاً من تحويلهم الى المستشفيات الاسرائيلية.
وقال البروفيسور سليم الحاج يحيى "إننا نسعى للمزيد من الشراكات، ونطمح لتقديم خدمات صحية معقدة ومتطورة تتناسب مع افضل المعايير العالمية، ونعمل على تشجيع الخبراء الدوليين على التعاون مع مستشفى الجامعة، ونعمل حالياً على الخطة الاستراتيجية لبناء المبنى الثاني للمستشفى والمكون من خمسة وعشرين طابقاً، والذي يتطابق مع المصلحة الوطنية الكامنة بتشجيع المواطنين على تلقي العلاج في فلسطين، الامر الذي سيساهم بتوفير الاستثمارات للمدينة التي ستستفيد من هذه الخدمات الطبية ويشجع المستثمرين على ضخ المزيد من الاموال، ولكن بدورنا يجب علينا تطوير هذا القطاع بما يخدم هذه المصلحة الإستراتيجية، إن طموحنا لا يقتصر على تأسيس مستشفى آخر، بل تطوير مركز مميز للطب في فلسطين يستطيع تقديم خدمات على مستوى اقليمي واسع، ويقدم خدمات طبية متطورة تستطيع استقطاب المرضى على المستوى الاقليمي".
الدكتور بشارة بشارات، المدير العام لمستشفى الناصرة، قدم نبذة عن الظروف الصحية لفلسطينيي الداخل وقارن بين صحة المجتمع العربي واليهودي، مشيراً الى تغير نمط الحياة وتطورها مع بقاء الفجوة في حالة تزايد لدى المواطنين العرب في الداخل مقارنة بالمجتمع اليهودي.
الدكتور سالم ابو خيزران، المدير العام للمستشفى العربي التخصصي، تحدث عن بيئة البحث العلمي ومعيقاته والتحديات التي تواجهه، ثم عرج على كفاح مؤسسات القطاع الصحي الخاصة في سبيل البقاء.
وقد شارك بأعمال المؤتمر ضيوف فلسطينيون دوليون مميزون، ومنهم البروفيسور رفعت الصفدي، خبير أمراض الكلى، والدكتور شادي جهشان، خبير قسطرة الدماغ، والدكتور احمد الاعظمي، جراح القلب من مستشفى جلاسكو، والدكتور باولو ديلسارتو، من فريق التعاون الإيطالي، والدكتور عبد خلايلة، مستشار زراعة الاعضاء، والبروفيسورة هدى السلمان، استشاري أمراض الدم وزراعة النخاع الشوكي من الولايات المتحدة الامريكية.
هذا وقد ساهمت الشركة العربية للمستحضرات الطبية والزراعية بمدينة رام الله برعاية جزئية لليوم العلمي. وقد تضمن اليوم العلمي مداخلات وتبادلا للخبرات والأفكار والآراء حول رؤية المستشفى وطموح إدارتها للوصول الى المستوى المنشود، وتمحورت المداخلات حول التحديات التي تواجه القطاع الصحي والمعيقات التي تحول دون الوصول به الى المستويات المطلوبة. من جهة أخرى، تم تنظيم جولة ميدانية في مستشفى النجاح الوطني الجامعي وذلك للتعرف على أقسامه ومختبراته والخدمات الطبية التي تقدمها.
