دافع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن التصريحات العنصرية لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بشأن حرية تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية.
جاء ذلك، في بيان صادر عن مكتب "نتنياهو" مساء اليوم الجمعة، عقب الإدانة الأمريكية والأوروبية لتصريحات المتطرف "ابن غفير" والتي قال خلالها إن "حق المستوطنين بالحركة في الضفة الغربية يفوق حق العرب".
وادعى البيان، أن "قوات الأمن الإسرائيلية طبقت إجراءات أمنية خاصة في مناطق الضفة الغربية، من أجل منع جرائم القتل التي أودت بحياة 34 إسرائيليًا خلال عام 2023".
وزعم أن "فلسطينيين يستغلون حرية الحركة من أجل قتل النساء والأطفال وعائلات إسرائيلية في كمائن بمواقع ومحاور مختلفة".
وأضاف أن "هذا ما قصده الوزير بن غفير عندما قال: "الحق في الحياة مقدم على الحق في حرية تنقل الفلسطينيين".
وأكد مكتب "نتنياهو" على أن "إسرائيل" ستواصل سياستها المتمثلة في الحفاظ على الأمن مع توفير حرية الحركة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وفق ادعاءه.
وأدلى ابن غفير في حديث لقناة "12" الإسرائيلية، "إن حقي وحق زوجتي وأولادي في التنقل على طرقات الضفة الغربية، أهم من حق العرب في حرية الحركة".
وأضاف، "هذا هو الواقع، هذه هي الحقيقة، حقي في الحياة يسبق حقهم (العرب) في حرية التنقل"، ويدعو إلى فرض قيود على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية، بذريعة منع عمليات المقاومة ضد المستوطنين.
الموقف الأمريكي
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانٍ لها، إنها "تدين بشدة التصريحات التحريضية للوزير الإسرائيلي بن غفير".
وأكدت الخارجية الأمريكية، أن مثل هذه التصريحات العنصرية تسبب ضررًا كبيرًا، خاصة حين يطلقها شخصيات في مناصب وزارية.
الاتحاد الأوروبي
من جهته، أدان الاتحاد الأوروبي، في بيان له، تصريحات "بن غفير" العنصرية، مؤكدًا معارضته لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، والإجراءات المتخذة في هذا السياق، بما في ذلك قيود التنقل والوصول.
وأوضح أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتشكل عقبة أمام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين غير قابل للتطبيق.
ولفت إلى أن العلاقات بينه وبين "إسرائيل"، يجب أن تستند إلى احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية، وأن "جميع البشر متساوون ويجب معاملتهم بنفس الطريقة".
ودعا "إسرائيل" إلى "السماح بحرية التنقل والوصول للفلسطينيين، والسماح بتسريع البناء الفلسطيني، والسماح بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة (ج)، والتوقف عن تعكير ظروف العيش للفلسطينيين فيها".
هجوم إسرائيلي
بدورهم، شن مسؤولون سياسيون وإعلاميون إسرائيليون، هجومًا لاذعًا على الوزير "بن غفير"، عقب تصريحاته الأخيرة، وفقًا لموقع "واينت" الإسرائيلي.
وقال المسؤولون إن "الضرر السياسي والإعلامي والقانوني بسبب أقوال بن غفير سيكون هائل، وتفوهاته عبارة عن هجوم إعلامي ضخم ويكشف وجه الحكومة".
وأوضحوا أن "بن غفير" يجسد بتصريحاته العنصرية التي يتميز بها هو وحزبه، مؤكدين أن هذا أمر خطير ويمس سمعة "إسرائيل".
وأضافوا أنه بعد تصريحات بن غفير سيكون من الصعب الادعاء بأن "إسرائيل" ليست دولة فصل عنصري، كما أنها -التصريحات- منحت "الإثبات الذهبي" لأي شخص يريد انتقاد "إسرائيل"، وفق ادعاءهم.