نابلس:
عقد أمس جمعية بيسان الشبابية في مخيم بلاطة، لقاءً مفتوحا حول الوضع السياسي والحلول البديلة، حيث حضر اللقاء مجموعة كبيرة من النشطاء والفاعلين في الحركة الشعبية للدولة الديمقراطية الواحدة، وأكاديميين من جامعة النجاح الوطنية ومؤسسات اللاجئين في محافظة نابلس وذلك في قاعة مركز شباب بلاطة.
وقد افتتح اللقاء السيد انور حمام من خلال طرح مجموعة من الاسئلة الحيوية فيما يخص خيار حل الدولة او الدولتين، متسائلا حول ما اذا كان حل الدولة الواحدة على طريقة جنوب افريقيا هو النموذج المثالي والواقعي والقابل للتطبيق، وما هي شروط هذه الدولة وتركيبتها وشكل النظام السياسي داخلها، والفارق بينها وبين الدولة ثنائية القومية، ومدى استعداد المجتمع الاسرائيلي للتفاعل مع هذا الحل.
وبدوره أكد النائب جمال الطيراوي –عضو المجلس التشريعي الفلسطيني على انه وامام حالة الانسداد السياسي والاجراءات الاسرائيلية من استيطان وتهويد ومصادرة اراضي فان خيار الدولتين بدأت بالتراجع وبدأت تتعالى اصوات تقول بان هذا الحل يحتضر، ويذهب البعض للقول انه قد مات امام الاجراءات الاسرائيلية التي قضت على اي امل بحل الدولتين، وبذات الوقت فقد بدأت اصوات تتعالى من اجل نقاش حل الدولة الديمقراطية الواحدة على كل فلسطين التاريخية. وشدد الطيراوي على ان هذا الحل يحتاج الى دراسة معمقة على المستوى الرسمي والشعبي، وضرورة ايجاد استراتيجية وطنية جامعة، يلتف حولها كل الفصائل والقوى الشعبية الفلسطينية.
ومن جانبه قال منير العبوشي ممثل الحركة الشعبية للدولة الديمقراطية الواحدة بان رؤية الحركة لحل الصراع القائم في فلسطين منذ أكثر من قرن من الزمن، يقوم على أساس إقامة دولة ديمقراطية واحدة تستند إلى مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة، ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، دولة لجميع سكانها. دولة يحكمها دستور ديمقراطي قائم على حق الموطنة كأحد حقوق الإنسان الأساسية، وعلى المساواة أمام القانون والمساواة بين المرأة والرجل في كل مناحي الحياة، وتكافؤ الفرص بدون تمييز على أساس العرق أو الدين أو اللون أو أي شيء آخر. وذلك كرد إنساني حضاري لحل الصراع في موجهة الطرح العنصري الذي يدعو للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية عنصرية.
وفي ذات السياق اكد السيد محمد الحلو على ان مشروع الدولة الديمقراطية الواحدة هو المشروع الوحيد الذي يوفّر الظروف لتطبيق حقّ العودة وللتخلص بشكل كامل من الاحتلال ونظام الأبارتهايد العنصري، ومن هنا فهو الوحيد الذي يمكن اعتباره حلاًّ. في المقابل لن يؤدّي استمرار الاحتلال وإعادة تقسيم البلاد سوى إلى معاناة متزايدة واستمرار الصراع الدموي، واجرى مقارنة حول تجربة التمييز العنصري في جنوب افريقيا والحركة الصهيونية باعتبارها احتلال كولونيالي عنصري على ارض فلسطين، مؤكد ان النموذج الجنوب افريقي في محاربة ومقاومة نظام الابارتهايد يصلح لاعادة انتاجه في فلسطين من خلال تعزيز حملة المقاطعة.
وخلال مداخلته أكد السيد راضي الجراعي على ان حل الدولة الواحدة اصبح خلف ظهورنا وقد تم تدميره على يد الاحتلال الصهيوني لارض فلسطين التاريخة، وببساطة يمكن ان يدرك من يتنقل باراضي الضفة الغربية استحالة قيام دولة فلسطينية، بل ان اسرائيل تقوم بتعزيز وجود معازل للشعب الفلسطيني قد تكون اسوء مما كان في جنوب افريقيا.واكد الجراعي على ان ما هو مطروح حاليا يجعلنا نقف امام خيارين: إما نظام ابرتهايد أو دولة واحدة. وذلك بعد ان وصل حل الدولتين لطريق مسدود.
وخلال اللقاء قام المحاضر بجامعة النجاح الوطنية الدكتور رائد نعيرات بعرض عام حول الوضع السياسي والسيناريوهات المطروحة للحل، مؤكد ان المرحلة التي نعيشها غاية في الدقة والحساسية وتحتاج الى استراتيجية وطنية، وانهاء لكافة مظاهر الانقسام واعادة تفعيل منظمة التحرير. وقدم تشخصيا للحالة الفلسطيني في السنوات الاخيرة سواء المتعلقة بالاحتلال وممارسته والوضع الفلسطيني الداخلي وما تسببه افرازات الانقسام من تداعيات على مستقبل المشروع الوطني داعيا الى استخلاص العبر والعمل على تمتين الجبهة الداخلية والانطلاق نحو تحقيق الاهداف الوطنية.
