نظمت جمعية اللجنة الأهلية لمحافظة نابلس في البلدة القديمة لقاءاً توعوياً واسعاً حول مشاكل المخدرات والآثار المترتبة عليها بين افراد المجتمع وعلى وجه الخصوص بين الشباب المراهقين ، ويأتي ذلك من ضمن برامج التوعية والتثقيف من مشروع التواصل مع سيدات المجتمع المحلي المتواصل على السنة الثالثة على التوالي ، وقد استهدف اللقاء ربات البيوت من نساء البلدة القديمة وعليه فقد تم استضافة قسم مكافحة المخدرات في شرطة نابلس الملازم اول نهاد عليمي والملازم اول زياد ابو عرة ، الدكتور اياد عثمان مدير جمعية اصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات والعقاقير الخطرة .

في البداية رحب المهندس نصير عرفات مدير اللجنة الأهلية بضيوف اللقاء ومجموعة السيدات واعرب عن شكره وامتنانه لحضورهم وجهودهم المباركة في خدمة وسلامة امن الجميع .

واشار ان هذا اللقاء يأتي حرصاً على توعية الاهالي وتوجيههم نحو رعاية ومتابعة ابناءهم وخص بالذكر السيدات لتواصلهن في هذا البرنامج وحرصهن على توعيتهن لكيفية مواجهة المشاكل الاجتماعية والنفسية والتربوية وصولاً الى وعيهن لكيفية ادارة مختلف المشاكل المجتمعية ،  وتأكيداً على ايصال المعلومات الصحيحة والاساليب التربوية بطريقة سليمة بين افراد المجتمع من الاقارب والجيران بكل حرية وانفتاح وخاصة على صعيد الاجيال القادمة .

فضرورة التعاون والتواصل فيما بين الجهات المسؤولة سواء من الاسرة والجمعيات والمؤسسات المختصة وغيرها لمواجهة تفاقم المشاكل المجتمعية الاسرية .

فيما بعد تحدث الملازم اول نهاد عليمي عن مشكلة المخدرات وانتشارها التي باتت بشكل ملحوظ لقضايا مدمنيين ومروجين عدا عن القضايا التي تعالج بمنظومة سرية .

واوضح ان المخدرات بأشكالها وانواعها مستهدفةً الفئة الشابه من المراهقين وعليه فمثل هذا النوع من المشاكل ضرورة مواجهتها بمسؤولية مشتركة من الاهل على صعيد الابوين بالمتابعة والرقابة بلغة الحوار والنقاش والثقة المتبادلة ومن جهة مساندة ادارة المكافحة في الشرطة منعاً لتفاقم المشكلة ، لكي لا يلجأوون الى اشخاص يستغلون ويؤدون بهم الى الهلاك ، وذكر ان الاحصائيات الاخيرة من الاعوام الستة السابقة في منطقة القدس والضفة 80 الف مدمن ومتعاطي .

وتطرق الى اهم الاعراض الواضحة على الشخص المتعاطي موضحاً ان وجودها ليست بالضرورة ان تكون من تعاطي او ادمان لذا تبقى مؤشرات ينبغي التأكد منها من الشخص نفسه او تشخيص الطبيب . واكد على ضرورة تكثيف نشرات التوعية في جميع المناطق بغض النظران كان يوجد في المنطقة  مشاكل مخدرات ام لا .

ولخلق مجتمع نظيف خالٍ من المخدرات واكثر عدواً للإنسان مشيراً اليها الملازم الاول نهاد عليمي موضحاً المفهوم العالمي للمخدرات وتنوع مصادرها طبيعية كانت ام تخليقية صناعية ومصدرها التي تنتج من نباتات طبيعية سامة ومضرة للصحة كزهرة الخشخاش وشجرة القوقا ونبتة الماريجوانا التي تعد اخطرها ويستخرج منها انواعاً من المخدرات والحشيش ، وحذر من تواجد هذه النبتة موضحاً مواصفاتها والتبليغ فوراً لجهات المكافحة في الشرطة وتأتي انواع المخدرات على هيئة حبوب او بودرة او سائل يؤخذ بالحقن وغيرها التي تؤدي الى هلاك الجهاز العصبي المركزي والعقلي ولما لها من اضرار جسدية ونفسية واجتماعية خطيرة .

ومن جهة اخرى ذكر اهم الاسباب المؤدية الى تعاطي المخدرات او الادمان عليها تعقيباً لما ذكره الدكتور عثمان سواء كانت تعود للفرد نفسه كرفقاء السوء وحب الفضول والتجربة او التقليد والشعور بالفراغ والمشاكل الاجتماعية والعاطفية واهمها ضعف الوازع الديني ، او ان كانت تعود للأسرة كاتباع القدوة السيئة من قبل الوالدين او تواجد حالات ادمان في احد افراد العائلة او المعاملة السيئة والقسوة الزائدة من قبل الاهل والمشاكل الاسرية والتفكك الاسري واهمها قلة الحوار الداخلي في الاسرة .

واشار من الجهة القانونية حيث ان قانون العقوبات لمثل هذه الجرائم غير منصفة وعادلة بحق الانسانية فلا يوجد قانون رادع لمروجي المخدرات بات يخرج من القضية بكفالة ودفع غرامة بعد قضاء اقل حكم 3 شهور الى ست شهور مؤكداً انه تم رفع مسودة من ادارة المكافحة في الشرطة ومن جمعية اصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات لتعديل قانون العقوبات الى المجلس التشريعي واصدار حكم عادل لمعاقبة هؤلاء المجرمين حيث ان الجريمة من غير قانون رادع اصبحت تشكل اكثر خطورة بإنتشارها بين افراد المجتمع والتشجيع على ترويج المخدرات .

وقد اوضح الدكتور اياد ان الآثار الناتجة التي تعود على الانسان المدمن نفسه وعلى الاسرة بكاملها والافراد المحيطين به تؤدي به الى اللجوء الى سلوكيات غير اخلاقية وانحرافات سلوكية وتدابير غير قانونية وشرعية  تؤدي الى مختلف الآثار الاجتماعية والنفسية والصحية التي بالضرورة التبليغ عن اي تغيرات تطرأعلى الفرد بعد التأكد لتسهيل العلاج الذي يصل الى تكاليف باهظة في حال عدم الكشف المبكر واهمية المتابعة مابعد مرحلة العلاج لعدم وصوله الى مرحلة الانتكاس التي تعتبر بالغ الخطورة في لحظة رجوعه للإدمان .

وفي نهاية اللقاء تناولت عدة تساؤلات واستشارات فردية ومداخلات ذات اهمية من قبل السيدات ،عدا عن تكرار هذه اللقاءات في غاية الأهمية وخاصة لفئة الشباب المراهقين في المدارس والجامعات معقباً على ذلك الدكتور اياد عثمان انه يوجد برامج ولقاءات توعوية فعالة في جمعية اصدقاء الحياة مازالت تنظم في المدارس لفئة عمرية محددة والجامعات ونظام الرقابة المشددة بين اقسام الكليات في الجامعات ومتابعة اي تغيرات خطيرة واستمرارية برامج تدريب اخصائين واخصائيات اجتماعيين ونفسيين بدورات تدريبية حول آفة المخدرات ، وتكثيف لقاءات التوعية والتوجيه بين مختلف الفئات وخاصة ربات البيوت وحملات التوعية على برامج الإذاعة التلفزيونية واذاعات الراديو للتعرف على طبيعة هذه المشكلة والحد من انتشارها وكسر حاجز الخوف وعدم الوعي لمايترتب عليها من مشاكل مجتمعية وصحية ومادية التي تؤدي الى شلل مسيرة حياة الفرد الطبيعية .