غزة-أحلام عبد الله-وكالة سند للأنباء
إذا كنت تعرف غزّياً مُغترباً، فراقب طلبه من أهله عندما يأتي أحدهم لزيارته، فـ"الشطة الغزاوية" ستكون في مقدمة قائمة الطلبات، فأن تكون غزيًّا، يعني أنك لن تستغني عن زجاجة الفلفل الأحمر المهروس في مطبخك!.
ويتربع الفلفل الأحمر المهروس على عرش الأصناف التي يفضلها أهل قطاع غزة بشكلٍ خاصّ، فيحرصون على تخزينه خلال موسمه بكميات تكفيهم حتى الموسم المقبل؛ ليظل بذلك حاضرا على موائدهم.
وتزدهر زراعة الفلفل الأحمر في قطاع غزة، لتلبية حاجة السوق من هذا المنتج الذي لا غنى عنه لدى الغزيين، إلا أن موسمه هذا العام، يشكو من ضعف الإنتاج والإقبال.
تغيرات مناخية..
داخل أرضه التي يزرع منها 4 دونمات من الفلفل الأحمر، ينهمك المزارع سالم الأسطل تحت أشعة الشمس الحارقة في تفقد محصوله، وقطف الناضج منه.
ويقول الأسطل لـ"وكالة سند للأنباء": "في شهر أبريل/نيسان من كل عام أزرع شتلات الفلفل، وأبدأ بحصاده من شهر يونيو/حزيران حتى شهر أكتوبر/تشرين أول، ولكن على ما يبدو فإن محصول هذه السنة غير مبشر بسبب درجات الحرارة المرتفعة".
ويحصد "الأسطل" كل عام قرابة ستة أطنان من الفلفل الأحمر من الدونمات الأربعة التي يزرعها، لكن الإنتاج هذا العام لم يساو إنتاج العام الماضي بسبب الحرارة المرتفعة، تبعًا لقوله.
ويشير ضيفنا، إلى أن محصول الفلفل هذا العام سيتم تسويقه محليا، ولن يستطيع التصدير منه للضفة أو الداخل المحتل؛ بسبب قلة إنتاجه، موضحًا أن سعر الكيلو الواحد منه يصل إلى شيكل ونصف.
ويشكّل موسم الفلفل، فرصة لكسب الرزق لدى الكثير من العائلات، ففي أرض المزارع "الأسطل" يعمل عشرة مزارعين آخرين، يتقاضون أجرًا يوميًا يتراوح بين 20-40 شيكل، وفقًا لقوله.
ويردف: "أقع في ضائقة مالية وحيرة من أمري بتدبير أجور العاملين في مثل هذه المواسم؛ بسبب قلة الإقبال على شراء الفلفل وتضرر المحصول بسبب ارتفاع درجات الحرارة".
إنتاج قليل..
أما المزارع حمدي شملخ، فيوضح أن كميات إنتاج الفلفل الأحمر تزداد مع بداية انخفاض درجات الحرارة، حيث يصبح المحصول أحمر اللون وجيد المذاق.
ويضيف خلال حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، "أن إنتاج الفلفل الأحمر قليل هذا العام مقارنة بالموسم السابق، بسبب الارتفاع الكبير الذي طرأ على درجات الحرارة، وتسببه في ذبول الأوراق والمحصول".
ويبيع المزارع "شملخ" صندوق الفلفل الأحمر بـ25 شيكل، بسبب قلة الإقبال على شرائه مقارنة بالمواسم السابقة حيث كان يُباع في السابق بـ 35 شيكل.
ويرى "شملخ" أن تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة أثّر على القدرة الشرائية، وبالتالي ألحق الضرر بعشرات المزارعين الذين أصبحوا يسوّقون منتجاتهم بصعوبة بالغة.
وعن مراحل زراعة الفلفل الأحمر، يحدثنا "شملخ": "بعد حرث الأرض الزراعية، تتم زراعة شتلات الفلفل وسقايتها وفق عملية التنقيط وتغطيتها بالنايلون لمدة شهرين".
وبعد شهرين من زراعة الشتلات، ينمو الفلفل ويكون أخضر اللون، ويتم تركه لمدة زمنية طويلة حتى يتحول لونه إلى الأحمر.
وتحتاج زراعة الفلفل الأحمر إلى عناية فائقة خلال فترة النمو، وتكاليف مادية متوسطة، تتمثل في توفير السماد والماء والمبيدات الحشرية، بحسب "شملخ".
ويستدرك قائلًا: "صاحب الأرض الزراعية أصبح ربحه متواضعًا جدًا؛ وذلك بسبب انخفاض الأسعار، فالدونم الواحد قد يعطي أرباحًا تصل إلى 1000 شيكل فقط".
إنتاج متذبذب
من جانبه، يقول المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد أبو عودة، إن الفلفل الأحمر هو جزء من محصول الفلفل الأخضر الذي يزرع في قطاع غزة من الخضروات، مشيرا إلى أنه لا يتم قطف قسم منه حتى يتحول لونه إلى اللون الأحمر.
ويبيّن "أبو عودة" خلال حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن المساحات المزروعة بمحصول الفلفل في قطاع غزة، تصل إلى حوالي 2000 دونم، وقد تزيد عن ذلك في بعض الفترات.
ويقطف محصول الفلفل الأحمر عند نضجه، ويتم تصديره أو تحويله إلى أصحاب الصناعات التحويلية لتجار ومصانع محددين، وفق أبو عودة.
ويلفت الناطق باسم وزارة الزراعة إلى أن "ارتفاع درجة الحرارة عن معدلها السنوي في قطاع غزة، أثر سلبا على إنتاج محصوله هذا العام، وعلى عملية إزهار ثمرة الفلفل ونضجه، وعلى أشتال الفلفل الصغيرة التي ماتت وتلفت بسبب الحرارة المرتفعة".
ويعاني قطاع الزراعة بشكل عام من قلة وضعف في إنتاج المحاصيل الزراعية بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وهذا كله أثر سلبا على كمية المحاصيل المنتجة لاستلاك أهالي القطاع بشكل عام، بحسب أبو عودة.
ويستهلك الغزيون نحو 1680 طنًّا سنويًا من الفلفل الأحمر، من أصل 8400 طن من الفلفل الأخضر الذي ينتج من زراعة 2100 دونم، حسب إحصائيات وزارة الزراعة بغزة.
ويحتوي الفلفل الحار على كمّيّات عالية من فيتامين C، ويوفّر أيضا فيتامينات B، والحديد، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، ومفيد لاضطرابات الجهاز الهضميّ، ويخفّف أعراض الصداع النصفيّ، ومهمّ للأوعية والشرايين الدمويّة.