الرئيسية / مقالات
في الذكرى العشرين لوفاة ادوارد سعيد ، كم نحن بحاجة الى عشرين وعشرين الفٍ مثل سعيد !
تاريخ النشر: الأثنين 25/09/2023 19:59
في الذكرى العشرين لوفاة ادوارد سعيد ، كم نحن بحاجة الى عشرين وعشرين الفٍ مثل سعيد !
في الذكرى العشرين لوفاة ادوارد سعيد ، كم نحن بحاجة الى عشرين وعشرين الفٍ مثل سعيد !

بقلم : د. منى ابو حمدية

تحل علينا الذكرى السنوية العشرين لرحيل المفكر والفيلسوف والاكاديمي الفلسطيني
" ادوارد سعيد "
هذا المفكر الذي نهض من عمق الاصالة والتاريخ ، من القدس التي نُقِشَ على اسوارها حكاية الارض والتاريخ المبجل ، وشهدت ساحاتها أعظم وأعتى الحضارات بل وأقواها ، القدس التي انقضَّت عليها كل براثين القهر والاضطهاد واتسعت ازقتها برحابة لمواطنيها وثائريها ، فاحتضن ترابها دماءً سالت لتفتديها وتبث الروح بمآذنها وأقصاها .

كان هذا المفكر قد هاجر في ربيع عمره الى امريكا حاملًا على كتفيه الصغيرين قضية العروبة وفلسطين ، رحل الى بلادٍ لا تكترث بمصير العرب والشرق ، الى بلادٍ ادهشتنا بمزامير الحرية الخادعة ، و بهتافات الانسانية الزائفة والمختبئة في حُلكة وظلام دامس ، تنتظر "سعيد" ليضيء عُتمتها وتتضح خفاياها .

ادوارد سعيد الذي ترجم الى العالم معاناة شعب فلسطين و حال البلاد ما بعد الاستعمار
ودور قوى البطش والشر في المكان ، محاولًا بلا استسلام او توقف رفع الظلم عن بلاده وعن العرب .

حاول جاهدًا ان يحقق النصر والانتصار لفكرة الانتصار للحق والحقيقة المتجذرة في اعماقه ، واستطاع بفكره الواسع ان يغير النمط السائد في اذهان المجتمعات الغربية تجاه العربي والفلسطيني ، وان العربي هو انسان محب لأرضه بل وكادح يسعى لأن يكون يوماً معمرًا لا مدمرًا ، ويتطلع الى الحرية والسلام .

هذا الاصيل العنيد الحر الذي حاصرهم بالفكر والحقيقة ، حيث كشف اكاذيبهم و روايتهم المزيفة بل ونفض الغبار عن خفايا خبثهم تجاه الانسانية والظلم والاضطهاد .

وكونه الاكثر استيعابا للفكر الغربي عمل على بناء جسر من التفاهمات بين العرب ومؤسسات الغرب ، لعل هذا الاخير ان يتفهم الحقيقة وان ينتصر للحقيقة التي بات هذا العالم يفتقدها ويعتاش فيها على آهات و ظلم الفقراء والمضطهدين .

وفي الختام ، ادوارد المثقف المقاوم المشتبك ، المفكر والسياسي المحنك ، مدرسة اصيلة ومتأصلة فينا وسارية المفعول حتى يومنا هذا ، فعملها الدؤوب لا ينقطع ، " بالاستشراق " أخبرهم من نحن وما هي حقيقتهم ، بل وفضح الخطاب الغربي والعنصري تجاه الشرق .
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017