الرئيسية / الأخبار / فلسطين
أم محمد..مواجهةُ طرحت العنف أرضاً تقرير:وفاء ابعيرات
تاريخ النشر: الثلاثاء 18/11/2014 18:44
أم محمد..مواجهةُ طرحت العنف أرضاً    تقرير:وفاء ابعيرات
أم محمد..مواجهةُ طرحت العنف أرضاً تقرير:وفاء ابعيرات

 أنا حالياً أعتبر نفسي إمرأة مكافحة وصبورة لقد تجاوزت الماضي المرير والترسبات التي صقلت في شخصيتي منذ الطفولة، لقد تعرضت في صغري للعنف النفسي و العنف الأسري والعنف الإجتماعي، وهذه حالي حال معظم الفتيات في الحياة، بهذه الكلمات بدأت أم محمد حديثها.

تعرضت أم محمد (43عاماً) للعنف المجتمعي منذ أن كان عمرها 13 سنة كانت محبة للدراسة لكنها لم تكن تعلم أن آخر ذكرى لها في المدرسة هي التقاط صورة وهي مرتدية المريول الأخضر،  وعلى أهبة الاستعاد لدخول الصف السابع، لكن الواقع أرغمها على ترك مقاعد الدراسة.

 وتضيف أم محمد" كنت ألعب مع صديقاتي في الحارة وإذا بي أجد نفسي بالفستان الأبيض حيث قام جدي بتزويجي لرجل يكبرني بـ14 سنة ولم يكن لأبي أي قرار، لأنه وقتها الجد هو من له السلطة في اتخاذ القرارات،  في هذه الفترة آنذاك لم أكن أعي ماذا يحدث لي هنا حكم علي الزمن بأن أكون ضحية مجتمع.

تجربة إمرأة  ترويها من خلال دموع تنهمر على خديها، تزوجت وهي لا تزال طفلة،  لم تكن تعرف المعنى الكامل لكلمة أسرة، فقدت حضن الأم وهى فى الثانية عشر من عمرها، فقدت معنى الحب و الحنان فهل ستعوض هذا الفقدان في طفلها الأول.

لم تكن تعلم معنى الحياة الزوجية و كيف ستنجب وتربي أطفالاً، ففي الرابعة عشر من عمرها رزقت بطفلها الأول محمد تقول و الحسرة تعتلي وجهها " أحمله وأداعبه وكأنه أخي لم يكن بيننا فرق كبير في السن".

وتوضح قائلة "كنت أتعرض للضرب المبرح من قبل زوجي عند طلبي لأي شيء، و إذا خرجت من المنزل كان يضربني و يحرمني من كثير من الأشياء، لم يوفر لي الأمان، فقد كنت أشعر بالخوف والرهبة عندما يأتي للبيت، لدرجة أن وصلت به الحال أن يغلق علي الباب و يخرج من البيت ساعات طويلة".

فالله عز وجل قال "الرجال قوامون على النساء" فالبعض فهم و فسر هذه الآية بأنه يحق للرجل أن يضرب و يسيطر على زوجته، ولكن هذا فهم مغلوط فالزوج هو الأب و الأخ والأم لزوجته، فيجب أن يكون على كامل المسؤولية قبل أن يفكر في الزواج.

زوج أم محمد كان يعمل مدرساً في أحد المدارس ولم تسنح له الفرصة بأن يكمل التدريس فقد خرج من المدرسة وحصل على مبالغ مالية، هنا اضطروا للرجوع للعيش مع أهل الزوج بعد أن عاشوا ست سنوات بعيدين عنهم.

المبالغ لم ترى هي وزوجها منها شيئاً فقد قامت حماتها بأخذ كل المال، و عندما تطالب بجزء و لو بالقليل لتغطية كافة متطلبات حياتها هي و زوجها كانت تتعرض للضرب على يد حماتها( أم الزوج).

تقول " وصل بنا الحال لخط الفقر وزوجي استسلم للواقع، لكن أنا لم استسلم فبالرغم من أنه كان يمنعني للخروج من المنزل، إلا أنني في أحد الأيام قلت له أن صديقتي مريضة وأود أن أذهب لزيارتها، وفعلياً لم أذهب لبيت صديقتي قمت بالذهاب للبحث عن شغلٍ له، توجهت لأحد المؤسسات التعليمية، وقتها قالوا لي بأنه يوجد وظيفة عامل نظافة، فاتفقت مع صاحبة الروضة بأن تأتي لزيارتنا، و تفتح معه هذا الموضوع حتى لا يشك بي، ووقتها لم يوافق على هذا العمل إلا أنني اقنعته لأننا نحتاج إلى مصدر دخل ولو بسيط".

من هنا بدأت أم محمد تتحدى صراعها مع الحياة فزوجها حصل على وظيفة و هي أصبحت تتفنن بصنعها اليدوي للكيك، والمعمول، والحلويات بكافة أشكالها لتتمكن من الإنفاق على بيتها و أولادها.

أم محمد كان حلمها دراسة القانون و أن تصبح محققة لكن أين القانون الذي يدافع عنها ويحميها؟.

فتعنيف المرأة والتقليل من قيمتها جريمة يعاقب عليها القانون، ويجب على جميع وسائل الإعلام عرض المزيد من البرامج والتقارير التي تقلل من العنف ضد المرأة، والإكثار من الجمعيات التي تهتم بمثل هذه الحالات والتي تمثل دور المرشد لها.

المحامي الجنائي علاء بني فضل يقول"  تعنيف المرأة جريمة عقوبتها السجن، ومقدار العقوبة يعتمد على مقدار حجم الضرر الذي أصابها".

الأخصائي الإجتماعي معاذ زيود يوضح مجموعة من الأسباب التي تدفع الرجل للعنف ضد المرأة: منها التنشئة الاجتماعية التي يتربى فيها الذكر والنظرة الدونية تجاه المرأة، تجعله يسلك هذا السلوك وقد يكون تقليد لوالده اذا كان يمارس العنف قديما تجاه والدته.

مضيفاً أن الضغوط التي تحيط بالرجل من مشاكل اقتصادية أو اضطهاده من قبل طرف أعلى منه بالعمل مثلا يجعله يفرغ هذا العنف تجاه طرف اضعف منه وهو المرأة، وقد يكون محاولة لإثبات الذات عن طريق هذا السلوك.

ويشير إلى أن ضعف المرأة في أغلب الأحيان يسهل للرجل اسغلالها وتعنيفها فصمتها واستسلامها لسلوكه يشجعه لتكرار هذا السلوك، وقد يكون الزواج المبكر والجهل من اسباب هذا السلوك لكن ليس دائما على ح تعبيره.

أما من وجهة نظر الإعلامي خالد معالي "هناك تقصير واضح وكبير في قضايا المرأة في الإعلام، والسبب يعود إلى منظومة القيم التي تعتبر المرأة أقل من الرجل، والفهم الخاطئ للإسلام، وعدم وجود وعي كافي من المرأة لحقها ومساواتها بالرجل".

ويضيف الإعلام دائما يبحث عن الربح وفي مجتمعنا يعتبر الربح هو التركيز على قضايا الرجل وإهمال المرأة إلا فيما يحقق هدف الرجل المسيطر فمجتمعنا مجتمع ذكوري بشكله العام، والعنف ضد المرأة هو انعكاس لثقافة الرجل المسيطر.

وعند سؤالي له ما الذي يدفع المرأة بعدم التوجه لوسائل الإعلام حال تعرضها للعنف أجاب بأن قلة وعي المرأة يدفعها لعدم التوجه للإعلام لاسترداد حقها، وكذلك الخوف من الفضيحة، والخوف من اهتزاز السمعة، ومن منظومة القيم المجتمعية التي تطالب وتقول بعدم إعلان المرأة مظالمها سواء في الإعلام أو غيره.

ويوجه معالي رسالته للمرأة المعنفة كإعلامي أن تثقف نفسها بنفسها لتصل لمرحلة وعي جيد يمنع ظلمها، وأن تكون أكثر قوة من الناحية الأخلاقية والفكرية وان لا تتردد في الإعلان عن فضح كل مظلمة تقع عليها، لان الظلم لا يجوز مهما كان لونه أو موقعه.

إلى متى سيستمر الإجحاف بحق المرأة والانتقاص من مكانتها؟

كم من امرأة ستبقى ضحيةً للعنف؟

هل سيكون هناك حراك فعلي لنبذ العنف المرتكب بحق المرأة؟

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017