لقاء عاصف بين ذوي الأسرى الإسرائيليين ومجلس حرب الاحتلال
سادت حالة من الغضب بين ذوي الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة لدى لقائهم، مساء الثلاثاء، بأعضاء مجلس الحرب بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وانسحب بعضهم من الاجتماع احتجاجا على عدم الرد على أسئلتهم.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو قال في رده على أهالي الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، "هل تعتقدون أن إطلاق سراح الأسرى مرة واحدة ممكن؟"، وردّ على تساؤله بالقول "إذا سمحت الفرصة لن نتردد".
وأشار إلى أن "حماس" لا تريد مقابل الأسرى فقط أسرى، إنما تريد تحقيق أمور أخرى.
من ناحيتها، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين بأنه "لا توجد الآن إمكانية لاستعادة جميع المحتجزين".
كما أكد خلال اللقاء على استمرار العملية العسكرية في غزة، معتبرا أنها الطريقة الوحيدة للضغط على "حماس" من أجل التوصل إلى اتفاق جديد.
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فأوردت من جانبها أن نتنياهو رفض الإجابة عن أسئلة ذوي الأسرى الإسرائيليين، وأصر بدلا عن ذلك على القراءة من ورقة كتبها.
من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن عددا من ذوي الأسرى غادروا الاجتماع مع مجلس الحرب غاضبين، وقبل موعد انتهائه.
وأشارت إلى أن الاجتماع بين الأسرى المفرج عنهم وممثلي عائلات الأسرى مع مجلس الحرب كان عاصفا، وشهد تبادلا للصراخ والاتهامات، ونقلت عن أحد المفرج عنهم قوله إن هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي كادت تودي بحياتهم.
ووفقا لقناة "كان" الإسرائيلية، فقد أثار الأسرى الذين أطلق سراحهم وشاركوا في الاجتماع، مخاوف من أن تؤدي غارات جيش الاحتلال إلى الإضرار بالأسرى في غزة.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن والدة أسير في قبضة المقاومة قولها لمجلس الحرب "تقصفون بالطائرات فوق رؤوسنا.. نموت من الرعب والخوف ومقاتلو حماس لا يفيقون من النوم ولا يهز شعرة في أبدانهم، "نحن من نتعذب نحن من نموت".
وأضافت أن من تبقى من الأسرى والمحتجزين "يعيشون ظروفا أصعب من الجحيم في ظل القصف الذي لا يتوقف والذي كنا نشعر أنه بيننا وفي كل لحظة سيصيبنا".
وذكر عميت سيغال المعلق السياسي بالقناة 12 الإسرائيلية، أن مواجهات جسدية وقعت بين أهالي الأسرى الإسرائيليين على خلفية وجود تيارات مختلفة في العائلات، بين من يؤيدون استمرار العملية البرية، وبين الأغلبية التي تطالب بوقفها.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن أفيفا سيغال، التي كانت محتجزة في غزة وأطلق سراحها كجزء من الصفقة مع "حماس"، "انفجرت فوقنا قنابل من طائرة وواصل الحمساويون النوم، وقنابلكم لا تحركهم".
وقال أحد المفوضين عن أهالي المحتجزين لقناة كان الإسرائيلية بعد الاجتماع "لا يوجد قادة هنا، فقط يشغلون مناصب، اليوم أو غدا سنقوم بتقييم الوضع فيما يتعلق بخطواتنا القادمة".
وقال شارون شرعبي، شقيق الجنديين يوسي وإيلي شرعبي المحتجزين لدى حماس في غزة، "نحن لسنا هنا للقاء القادة فقط، بل لنطالب بعودة المختطفين إلى إسرائيل، فبما أنهم أرسلوهم إلى الجبهة، عليهم إعادتهم".
وتقول عائلات الأسرى الإسرائيليين، إن هناك 136 أسيرا إسرائيليا محتجزا في غزة لدى حركة "حماس" وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية.
يشار إلى أن مكتب نتنياهو أعلن يوم السبت الماضي، أن المفاوضات مع حماس وصلت إلى طريق مسدود، وأن المفاوضات أدت إلى إطلاق سراح 84 أسيرا إسرائيليا من قطاع غزة.
وبالمقابل، أطلقت "إسرائيل" سراح 240 طفلا وامرأة فلسطينيين من سجونها على 7 دفعات، على مدى 7 أيام شهدت هدنة إنسانية في قطاع غزة.