mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> mildin og amning mildin creme mildin virker ikke">
انعكست عملية القدس البطولية بقتل خمسة من الجنود والمستوطنين سريعا على مجمل المشهد العام في المنطقة؛ وضربت في عدة اتجاهات، وعمق الأحداث المتسارعة، وأوقفت مخططات شيطانية من قبل من ظنوا أنهم يستطيعوا أن يغالبوا عدالة السماء، والسنن الكونية ويوجدوا سنن ومعادلات قهرية لم تعرفها البشرية من قبل.
كشفت عملية القدس؛ أن آهل القدس قادرون على حماية قدسهم ومقدساتهم؛ عندما يطفح بهم الكيل؛ وان الروح الغالية تبقى رخيصة فداء للمسجد الأقصى؛ وان لصبرهم حدود؛ وأنهم قادرون من خلال أسلحة بدائية أن يوجعوا الاحتلال، ويخرجوا "نتنياهو" عن طوره.
انعكست عملية القدس على سريعا على المستوطنين؛ فقد بدت الصدمة وحالة الهلع والخوف بادية على وجوههم؛ فقد قالت لهم العملية أنكم ستذبحون كالخراف إن بقيتم في أرض ليست لكم ودنستم المسجد الأقصى؛ وهو ما قاله المستوطن الذي نجا من العملية بقوله :"كان يذبحنا كالخراف".
ضربت العملية نظرية الأمن الصهيوني في العمق؛ ووقعت في قلب القدس المحتلة؛ في منطقة توصف بأنها الأكثر أمنا واستقرارا، وأفشلت كل التدابير الأمنية التي كان بتباهى بها قادة الاحتلال؛ وأوجدت حالة من الهلع في صفوف قادة الاحتلال، وحالة من الارتياح في صفوف الشعب الفلسطيني وأحرار وشرفاء العالم تجلى بتوزيع الحلوى في الضفة وغزة؛ فرحة وبهجة بالعملية.
كشفت العملية نفاق "كيري"؛ فهو لم يستنكر ولم يحرك ساكنا عندما قتل مئات الأطفال في غزة قبل أسابيع في الحرب العدوانية "العصف المأكول، ولم يحرك ساكنا لقتل واعتقال أطفال القدس المحتلة المتواصل.
أفشلت العملية كل تهديدات الاحتلال؛ وأظهرت للمحتلين أن تهديداتهم لا تخيف شابا قرر أن ينتقم ويثأر لتدنيس المسجد الأقصى وقتل وشنق الشهيد الرموني، فمن يريد حرية وكرامة لا يتلفت للثمن ولا للتهديدات.
أبرزت العملية حالة من الحراك المتسارع؛ فكلما زاد حراك العمليات وأتسعت وتيرتها؛ كلما أحرجت دعاة فكر الهزيمة، والتهدئة والتوقف عن مقاومة المحتل؛ وحشرتهم في زاوية ضيقة؛ وصارت مبرراتهم هشة وضعيفة.
ما قام به الشهيدان عدي وغسان؛ يندرج ضمن ميثاق الامم المتحدة والقوانين الدولية التي تجيز مقاومة المحتل بكل الطرق حتى دحره وطرده؛ والتباكي على مستوطنين وجنود كانوا في كنيس؛ لا يفيد ولا يصدقه أي إنسان شريف.
راح "نتنياهو" يركز في هجومه العكسي على المقاومة بالقول أن المستوطنين أبرياء كانوا يصلوا في كنيس؛ ولكن الكل الفلسطيني ومعهم أحرار العالم يعلموا أن كل مستوطن هو قاتل ومغتصب؛ وليس بريء ولا يحق له أن يغتصب أرض غيره ومن ثم يدعي البراءة.
في المحصلة؛ العملية هي جزء بسيط من المعركة المتواصلة مع المحتل الغاصب؛ ولا يوجد محتل استمر طويلا؛ ولو لم يوجد الاحتلال لما وجدت العملية البطولية؛ فعلى "نتنياهو" إن كان يعقل وما نظنه كذلك؛ بان يوفر خسائره ويفهم دروس التاريخ، ويوقف ممارسات واعتداءات الجنود والمستوطنين، وان يرحل هو واحتلاله البغيض إلى مزابل التاريخ غير مأسوف عليه.