الرئيسية / الأخبار / فلسطين
حرارة الصيف تطرق خيام النازحين مُعلنةً حربًا أخرى
تاريخ النشر: الثلاثاء 16/04/2024 15:01
حرارة الصيف تطرق خيام النازحين مُعلنةً حربًا أخرى
حرارة الصيف تطرق خيام النازحين مُعلنةً حربًا أخرى

دير البلح- فاتن الحميدي- وكالة سند للأنباء
تطرق مأساة قدوم فصل الصيف خيام النازحين، المصنوعة من النايلون والقماش البالي، إذ يترقبون خلال الأيام القادمة هواجس ارتفاع درجات الحرارة تحت أشعة الشمس المباشرة وبين جنبات حرارة الخيام.

لم تجد الستينية نعيمة الزويدي، النازحة وخمسين شخصاً معها من بيت حانون إلى مدارس دير البلح، وصفاً أدق من "الخيام مصيبة"، لتعبر فيه عن مأساتها بحلول فصل الصيف وما يترتب عليه من معاناة.

تقول "الزويدي" لـ"وكالة سند للأنباء"، إن مشكلة الخيام تتفاقم يوماً بعد يوم، إذ عاشوا فيها بدايات فصل الخريف المنصرم والشتاء والربيع، والآن على أعتاب الصيف الحار.

تنقل "الزويدي" حال أبنائها وأحفادها الذين أتعب الذباب أجسادهم، وقرصات البعوض والحشرات التي تنحدر من كل حدب وصوب، مستغربةً "هذا ولم يأتِ فصل الصيف بعد".

أموات على قيد الحياة..

تسببت الخيام والحرارة المترتبة عليها بانتشار الحبوب والحساسية والأمراض الجلدية لساكنيها، مثل ما ذكرت "الزويدي"، مضيفةً "لا أعرف كيف سنواجه الصيف تحت حرارة النايلون وشُح المياه، واكتظاظ الخيام في المدارس وانتشار الأمراض المعدية".

وبعبرة خانقة تتساءل "الزويدي"، "كيف سنتحمل فصل الصيف بلا هواء نقي ولا استحمام، ولا مياه كافية"، وبعد تنهيدة وصمت لبرهة، تضيف "الزويدي"، "إحنا ناس بنحب الحياة، لكن كرّهونا فيها، نحن أموات على قيد الحياة".

وأمام خيامهم البدائية، يعمد أحفاد السيدة نعيمة إلى سكب الماء على أقدامهم وأيديهم، بعد اصطفافهم على طابور المياه لساعات؛ للتخفيف من شدة الحرارة المرهقة، حيث لا خيار آخر يمكنهم اتخاذه، كما أنه خيارٌ ليس مستمراً بسبب صعوبة الحصول على المياه.

ويلجأ أفراد هذه العائلة إلى النوم خارج خيمهم، ليحظوا بقليل من الهواء البارد الذي يفتقرون إليه داخل الخيمة، كحال عشرات آلاف النازحين.

هل من حلول؟

ولا يختلف حال عائلة "الزويدي" عن ما تعيشه عائلة "عليوة" النازحة إلى الخيام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة منذ 12 أكتوبر/ تشرين أول.

تقول الشابة رولا عليوة (29 عاماً) لمراسلتنا، بعد وصولهم إلى جنوب مخيم النصيرات قسمت العائلة المكونة من ٤٢ نازحاً أشخاصها في غرفتين أرضيتها الرمال داخل أرض زراعية، دون ساتر ولا وقاء.

وتتابع ضيفتنا، "حصلنا بعد شهرين على خيمتين مهترئتين، ثم حاولنا ضبطهما أكثر وتهيئتهما لقدوم فصل الصيف وحرارته التي ستكون مضاعفة".

وتسعى عائلة عليوة إلى تبليط أرضية الخيام تجنباً لسخونة الرمال، وعمل أكثر من فتحة شباك في النايلون لإدخال الهواء.

وتنقل "عليوة" معاناتها، "لا نحتمل النوم ولا الجلوس في الخيمة، لا شتاءً ولا صيفاً" فالأمراض ترافقهم في الفصلين.

وتحاول عائلة "رولا" إيجاد بديل لتجنب الصيف، مستدركةً "لكن مع غلاء الأسعار نرضى بالموجود".

ويسهم ارتفاع درجات الحرارة في زيادة معاناة النازحين القاطنين في الخيام المصنوعة من القماش والنايلون، بسبب افتقارها إلى التهوية، ما يدفعهم للهروب منها إلى الخارج أملاً في استنشاق القليل من الهواء.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017