يعيش أهلٌ في عذابٍ مستمر، لا يُفارقهم صوت القصف والدمار. أهل غزة، تلك الأرواح الشجاعة التي تواجه كل يوم معركةً جديدة مع الظلم والاضطهاد. لا ينامون في لياليهم سوى تحت وطأة الخوف والقلق، وجدران منازلهم تروي قصص العذاب والفقدان.
بعد كل غارة، ترتسم الألم على وجوه الأطفال الذين يفتقدون حق الطفولة، والأمهات اللواتي يحملن عبء الحياة على كاهلها دون استراحة. تركتهم القذائف بلا مأوى، فانتقلوا يائسين إلى رفح، ولكن حتى هناك، لم تعطهم الحرية من وحشية الحروب والصراعات. صراخ الأطفال يعلو، ودموع النساء تجتاح الأرض، ولكن العالم يبقى أبكم لا يريد أن يثبت حقيقة الاحتلال .
في هذه الأرض الجريحة تتلاقى العزة والصمود كأنهما جوهرٌ واحد، وبين الركام والأحلام المحطمة، يستمر الأمل في النبض والحياة، فما أجمل تلك الروح التي تصمد وتبتسم رغم الجراح.، فهم يدركون أن الصمود هو لغتهم الوحيدة في مواجهة الظلم والتحديات.
قسام سمري