تباينت التعليقات التي أوردتها وسائل إعلام وشخصيات إسرائيلية على حادثة تفجير كتائب القسام ناقلة عسكرية من نوع "نمر"، يوم أمس في رفح جنوبي قطاع غزة.
ووفقاً لمتابعة "وكالة سند للأنباء"، فقد ظهر هذا التبيان عند الحديث عن الأسباب التي أدت لوقوع هذه "الكارثة" التي أدوت بحياة 8 جنود إسرائيليين من وحدة الهندسة في لواء "جيفعاتي"، على حد وصفهم.
فمن ناحيته، قال المراسل العسكري في القناة الـ14 العبرية:"إن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش "يارون فينكلمان"، أجرى قبل يوم واحد فقط من كارثة النمر في رفح تقييماً للوضع، أكد فيه أن أحد أخطر الأمور في القطاع هو الضباب أثناء الليل وفي ساعات الصباح الباكر".
مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يجري تحقيقاً لمعرفة أسباب تحرك القافلة في تمام الساعة الخامسة فجراً وسط الضباب، ولماذا لم تنتظر حتى تصبح الرؤية جيدة وتسمح للجيش برصد المقاتلين بشكل أفضل.
ويعتبر الاحتلال نقالة "النمر" فخر صناعاته وأفضلها وأكثرها تصفيحاً على مستوى العالم، فضلاً عن التقنيات وأدوات الحماية الإلكترونية بداخلها.
تعطل معطف الريح
في حين، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش لمعرفة أسباب انفجار ناقلة "النمر" كشف أن نظام حماية "معطف الريح" المثبّت على الناقلة لم يعمل كما يجب.
مؤكداً العثور على جثة مقاتل فلسطيني بجانبه قذيفة مضادة للدروع RPG على مقربة من مكان تفجير الناقلة.
وحسب تحقيق الجيش فإن الصاروخ أصتب المدرعة من الخلف واخترق مقصورة المتفجرات والألغام، الأمر الذي لم يترك أي فرصة لنجاة العسكريين، فتحولوا لجثث يصعب التعرف على أصحابها.
وكان موقع "والا" العبري قد كشف عن انتقادات واسعة وجهها ضباط كبار في قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، للقيادة السياسية بعد مقتل 8 جنود في تفجير ناقلة النمر في رفح.
واعتبر الضباط أن نمط عملية رفح يسير بشكل غير مكتمل، وأنه كان يجب تنفيذها بطريقة مختلفة.
وذكر الموقع أن الضباط يشعرون بعدم وجود هدف واضح للعديد من المهام التي يكلفون بها في قطاع غزة.
وفي إطار التداعيات السياسية لتفجير ناقلة النمر في رفح، توقعت صحيفة الغارديان البريطانية، أن يكون لهذه الحادثة وقع مزدوِج داخل إسرائيل، لتزامنه مع نقاش حاد حول إعفاء اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية، وهو ما يُنذر بتفاقم الضغوط على حكومة نتنياهو.
ويوم أمس، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 11 جندياً، بينهم 8 قتلوا في تفجير ناقلة جند خلال معارك في رفح، بينهم نائب قائد سرية في لواء الهندسة 601، في حادث وصف بأنه الأصعب منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على رفح.