خاص- وكالة سند للأنباء
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، برز اسم "قوات الفجر" كأحد الفصائل والتشكيلات المسلحة التي تقاتل إسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان إلى جانب حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، كتائب القسام وسرايا القدس.
وتبنت القوات تنفيذ عدة عمليات شملت إطلاق صواريخ وقذائف انطلاقاً من جنوب لبنان، صوب أهداف إسرائيلية، الأمر الذي جعلها في دائرة الاستهداف، حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية عمليات اغتيال طالت عدداً من قادة هذه المجموعة المسلحة.
فخلال الأشهر الماضية من عمر الحرب، اغتالت الطائرات المسيرة الإسرائيلية أربعة أعضاء من قوات فجر، من بينهم القائدان مصعب خلف وأيمن غطمة.
جناح الجماعة الإسلامية العسكري
تعتبر "قوات الفجر" الذراع العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان والذي أنشأ في بادئ الأمر بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، للدفاع عن المناطق السنية في طرابلس وبيروت وصيدا، قبل أن تسلم أسلحتها إلى قوات الردع العربي.
وفي العام 1982 عادت "قوات الفجر" للعمل العسكري المسلح، رداً على الغزو الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت، لكن ما لبث أن غاب اسم هذه القوات عملياً عن الساحة اللبنانية، خاصة بعد تحرير الجنوب اللبناني عام 2000.
وخلال السنوات الأخيرة أخذت الجماعة الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، بلعب دور الوسيط بين حركة حماس في لبنان وحزب الله بعد أن صارت تميل بشكل واضح إلى ما يعرف بـ"محور الممانعة"، بعد أن كانت أكثر ميلا للتحالف مع خط 14 آذار.
عدد مقاتليها
يعود الفضل في زيادة هذا الترابط بين الأطراف الثلاثة (حماس، حزب الله، الجماعة الإسلامية) للشهيد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي اغتاله الاحتلال في الضاحية الجنوبية في بيروت مطلع هذا العام، والذي قد أسهم في تعزيز قدرات "قوات الفجر"، انطلاقاً من مفهوم "وحدة الساحات.
رغم عدم وجود إحصائية دقيقة لأعداد مقاتلي "قوات الفجر، لكن التقديرات تشير إلى أنهم بحدود 500 مقاتل.
ولا تنبع أهمية هذه القوات من عددها أو دورها العسكري فحسب، بل في كونها تشكل حلقة وصل بين حزب الله وحركة حماس، وتشكل فرصة للبنانيين السنة للذين يرغبون بقتال إسرائيل والانخراط في العمل المسلح.
على قائمة العقوبات الأمريكية
وكان تقرير لمعهد واشنطن قد أوصى بوضع "قوات الفجر" على خلفية عملياتها العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي تضامنا مع عملية "طوفان الأقصى" على قائمة العقوبات والمراقبة.
التقرير الأمريكي حذر من استغلال "حزب الله" لهذه العلاقة لتطوير علاقته مع الطائفة السنية خصوصا بعد الفراغ القيادي في صفوف "سنة لبنان"، على حد زعم التقرير.
وتشير التقديرات لأن يكون للجماعة الإسلامية وجنحاها العسكري "قوات الفجر"، دور في زيادة شعبيتها في أوساط اللبنانيين السنة، وأن تلعب دوراً مهماً في ترتيبات ما بعد الحرب على المستوى الداخلي اللبناني والمنطقة كذلك.
فوائد أخرى
لكن في المقابل، ووفقاً لمراقبين، فإن حزب الله يدرك أن الحرب على غزة اليوم لن تكون النهاية، وأن الخطوة الأميركية الإسرائيلية التالية قد تستهدف الحزب في لبنان، في ظل الزخم والدعم الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب.
لذلك يسعى حزب الله لإشراك أطراف لبنانية متعددة -خاصة السنية منها- في العمل المقاوم، ليقطع الطريق على ما يمكن تصويره بأنه حرب على الحزب وحده في أي حرب محتملة.